رمز الخبر: ۱۲۹۸۱
تأريخ النشر: 10:04 - 16 May 2009
لا ندري إذا کان الواقع العربي الرسمي مهيّأً للقفز فوق الاعتبارات الشعبية والدخول في جبهة موحّدة مع إسرائيل ضد إيران کما اقترح العدوّ، بعدما زحفت ثقافة الهزيمة والاستسلام إلى نفوس هؤلاء (القادة العرب) إلى المستوى الذي باتوا فيه يفکرون في التنسيق مع الکيان الغاصب،

عصر ايران - اتهم العلامة السيد محمد حسين فضل الله، مواقع عربية رسمية بالسعي لتجميل صورة الحکومة الصهيونية اليمينية، ولتشکيل جبهة موحدة مع الکيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي رأى أنها أحرجت العرب بتبنيها لقضاياهم.   

وقال في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة التي أمّها في مسجد الإمامين الحسنين(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت: إن رئيس حکومة العدوّ، يجد هناک ـ في المواقع العربية الرسمية ـ من يتعاون معه، ويفتح له ذراعيه، ويستقبله ويمهّد له السبل للدخول إلى المواقع العربية الأخرى، ويستمع إلى کلماته في وجوب المساعدة لمحاربة من يسمّيهم العدو "الإرهابيين".

أضاف: لا ندري إذا کان الواقع العربي الرسمي مهيّأً للقفز فوق الاعتبارات الشعبية والدخول في جبهة موحّدة مع إسرائيل ضد إيران کما اقترح العدوّ، بعدما زحفت ثقافة الهزيمة والاستسلام إلى نفوس هؤلاء (القادة العرب) إلى المستوى الذي باتوا فيه يفکرون في التنسيق مع الکيان الغاصب، وينظرون إلى إيران کعقدة ينبغي التخلّص منها وحصارها بعدما زادت من إحراجهم في تبنّيها القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها قضية فلسطين التي يسعون للتحرر منها وإراحة عروشهم ومواقعهم".

ورأى السيد فضل الله "أنّ الحديث الذي يدور هذه الأيام في کواليس السياسة العربية الرسمية، هو في کيف يقترب العرب من نتنياهو مع أنه لم يفسح في المجال لهم حتى لحفظ ماء وجوههم، وکيف تتخلّى الأنظمة العربية الرسمية عن مسألة حقّ العودة أو تجعلها على رفّ المبادرة العربية، وکيف يمکن مجاراة العدو فيما يطرحه حول القدس ليرتفع العلم الفلسطيني في مکانٍ ما منها، وإن بقيت تحت الاحتلال، ليُصار بعدها إلى الحديث عن تقدّم عملية السلام على جثة القضية الفلسطينية التي يُراد لنعشها أن يُرفع على الأکفّ العربية وحتى الإسلامية، لتقديمه إلى الحکومة اليمينية، لتعلن بدورها عن وفاة المأسوف على حياتها المسمّاة: فلسطين، وبالتالي الدولة الفلسطينية".

وحذر السيد فضل الله من "أنّ هذه الخطة التي بدأ العمل بها، تقضي بتوسيع دائرة التعاون الأمني مع العدو داخل فلسطين المحتلة وخارجها، تحت عنوان تفعيل أجهزة الأمن الفلسطينية الرسمية تارةً، والتصدي لمحاولات زعزعة الأمن والاستقرار أخرى، على أساس الاستجابة لمتطلّبات العدو الأمنية، وإن اقتضى ذلک استباحة الأمن العربي والإسلامي بکامله لحسابه، کما أن الخطة تقضي بتوسيع دائرة الاعتراف بإسرائيل لتشمل العالم الإسلامي کله، لأنّ المطلوب أميرکياً وإسرائيلياً، وأکاد أقول عربياً، هو تطويق الفلسطينيين بالمسلمين بدلاً من الاستعانة بکلِّ الطاقات العربية والإسلامية لاسترجاع الحقوق الإسلامية والعربية المستباحة في فلسطين".

وتطرق السيد فضل الله شبکات التجسس الصهيونية التي تهاوت أخيراً في لبنان, فرأى "في هذه الهجمة الاستخبارية الصهيونية على لبنان ما يشبه الحرب المفتوحة، وفي الدعوة الأميرکية إلى نزع سلاح المقاومة تنسيقاً مسبقاً مع العدو للاستفراد بلبنان وجعله فريسةً للاختراق الأمني ثم العسکري، وصولاً إلى استباحته بالکامل".

وختم داعياً المقاومة والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية إلى التنبّه لهذه "الهجمة الماکرة"، والعمل على تفکيکها سياسياً وأمنياً. کما دعا المجاهدين اللبنانيين إلى "التزام أعلى درجات الجهوزية، والسعي لاختراق ساحة العدو الداخلية، وکشف عناصر ضعفه بالطريقة نفسها التي يحاول من خلالها اختراق الداخل اللبناني، لأن الحفاظ على الأمن اللبناني الداخلي هو أولوية کبرى ينبغي للجميع أن يکرّس اهتماماته السياسية وغير السياسية لحسابها".