رمز الخبر: ۱۳۰۱۹
تأريخ النشر: 13:03 - 17 May 2009

حذار من التحالف مع اسرائيل

عصرایران - عندما يؤكد بنيامين نتنياهو وجود تطابق في وجهات النظر بين العالم العربي واسرائيل حول الاخطار التي تمثلها ايران في المنطقة، في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية، وان القلق الاسرائيلي.ژالعربي المشترك من طموحات ايران النووية (ظاهرة جديدة) تتيح الفرصة لتعاون غير مسبوق بين اسرائيل والدول الاسلامية، فإن هذه التأكيدات تعكس انقلابا في المفاهيم الاستراتيجية في المنطقة، وتمهد لتحالف عربي.اسرائيلي في مواجهة ايران.


انتظرنا يومين لعلنا نسمع تكذيبا، او توضيحا لهذه التصريحات من العواصم العربية التي زارها نتنياهو، ونقصد القاهرة وعمان، ولكن دون جدوى، الامر الذي يجعلنا نأخذها على محمل الجد، ونتعامل معها كمؤشر يمكن ان يفسر لنا طبيعة الحراك الراهن في المنطقة، وزحمة الزيارات المتبادلة بين بعض زعمائها، وبدء حجيجهم الى واشنطن الذي سيُدشَّن بالزيارة التي سيقوم بها نتنياهو الاثنين المقبل، ثم بزيارتي الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس.

العواصم العربية، وعواصم دول محور الاعتدال على وجه الخصوص، لا تستقبل الرئيس الايراني احمدي نجاد، وان استقبلته لا نسمع، او نقرأ، بيانا مشتركا، يؤكد على تطابق وجهات النظر بين زعمائها والضيف الايراني المسلم حول الخطر الاسرائيلي على المنطقة، مثلما هو الحال مع نتنياهو. أليس هذا امرا غريبا ولافتا للنظر؟

نتنياهو يرفض حل الدولتين، ويحتقر مبادرة السلام العربية، ويتزعم حكومة هي الاكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية، ويعين وزيرا للخارجية اكثر عنصرية من عتاة العنصريين الذي يريد طرد مليون وربع المليون عربي، ونسف السد العالي، ويتعهد بتوسيع الاستيطان في القدس نفسها، ومع ذلك نرى ترحيبا عربيا به، وتطابقا في وجهات النظر مع طروحاته، بينما لا نرى الشيء نفسه مع زعماء مسلمين، خاصة الايرانيين منهم.

ما يمكن استنتاجه من سطور تصريحات نتنياهو، وما بينها، ان الرجل سيذهب الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي الجديد، وهو مسلح بدعم عربي لطروحاته، بشأن الخطر الايراني اولا، ومن ثم للسلام الاقتصادي الذي يروج له. فإذا كان زعماء عرب يستقبلونه، ويفشلون في تغيير وجهات نظره حول حل الدولتين، مثلما هو معلن، فلماذا يضغط عليه الرئيس الاميركي في الاطار نفسه، او يفرض عقوبات على حكومته؟
 
القدس العربي - لندن