رمز الخبر: ۱۳۰۳۲
تأريخ النشر: 09:51 - 18 May 2009

عصرایران - القدس العربی ـ لا يمكن اختبار احتمالات التغيير الوزاري في الاردن عبر السعي لفهم طريقة تعاطي الاعلام الرسمي مع ظهور الدكتور باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي الاسبق على هامش قمة دافوس في البحر الميت، فكل الاحتمالات واردة فيما يتعلق بقرار وكالة الانباء الرسمية ـ بترا- بحجب مقابلة سجلها مندوبها مع الرجل يوم افتتاح القمة الاقتصادية.

وحتى الآن لا توجد اجابة مباشرة على السؤال التالي: هل قررت وكالة "بترا" منفردة عدم بث حديث عوض الله حرصا على الوضع العام ومجاملة لرئيس حكومته نادر الذهبي؟ ام ان موقف الوكالة يلتزم بمعايير وتعليمات رسمية بالخصوص برزت عندما شاهد الجميع في البحر الميت الصحافة تلاحق عوض الله الغائب الحاضر دوما في المعادلة الاردنية؟.

وبالنسبة لقراء الصحافة وممتهني السياسة في عمان كان ظهور عوض الله حدثا جدليا فكل ما فعله الرجل انه قرر وخلافا لعادته التوقف مع الصحافيين بناء على الحاههم، فوجهت له كخبير اقتصادي عدة اسئلة واجاب عليها موضحا انه يشارك في اللقاء الذي يعتبر مهندسه الأبرز اصلا كممثل لشركة خاصة في الامارات وليس بأي صفة اخرى.

كثيرون لم يرغبوا بهذه الاطلالة للدكتور عوض الله فهاجموها او علقوا عليها او دفعوها لتصبح قضية وهي ليست كذلك كما قال عوض الله نفسه.. حتى وكالات الانباء التي لم تدخل في التجاذبات سابقا تحدثت عن ظهور سياسي جدلي في اروقة قمة البحر الميت لعوض الله السياسي الاكثر اثارة للجدل في عمان.

بالنسبة لعوض الله نفسه لم يتقصد التوقف مع الصحافيين بقدر ما تقصد مجاملتهم وليس صحيحا انه طلب بالاسم مندوب وكالة "بترا" ورفض التحدث الا له، وبالنسبة له الضجة مرة اخرى مفتعلة ولها اهدافها وغير مبررة ووكالة "بترا" حرة في نشر اجابة على سؤال لها ام العكس.

التقديرات ربطت بين جدل ظهور عوض الله لدقائق فقط وبين احتمالات التغيير الوزاري وموقف الوكالة الرسمية اظهر مرة اخرى ان مجسات الاعلام الرسمي لا زالت تلتقط اشارات مناكفة لعوض الله في الحكومة، خصوصا وان الرئيس نادر الذهبي طلب من احد اصدقاء عوض الله سابقا ان ينقل له رسالة محورها التوقف عن انتقاد حكومته وادائه فكان جواب الثاني ان حقه في الرأي مكفول كمواطن متمنيا على الرئيس نسيانه شخصيا والتركيز على العمل بسبب طبيعة التحديات مصرا على ان مصالح البلاد اهم منه شخصيا ومن كل الاشخاص.

والمقربون من عوض الله قالوا بانه لم يكن الاصلاحي الوحيد الذي تواجد في دافوس فالاجتماع برمته منتج للتيار الليبرالي ـ الاصلاحي الذي عادت بعض الاقلام لمهاجمته، ففي المكان تواجد مروان المعشر والقى خطابا وصلاح البشير وغيرهما كثيرون، لكن الجدل انتج ليطال عوض الله فقط.

وهؤلاء انفسهم يقولون الآن بأنه ليس صحيحا ما تردد حول ظهور عوض الله لأول مرة بعد تركه لموقعه فقد ظهر الرجل اعلاميا على محطات عربية ودولية وتحدث بالقضايا الاقتصادية وعدة مرات.

لكن عوض الله نفسه سعى لطمأنة وزراء في الحكومة قائلا بأن الازمة الاقتصادية لن تحمله مجددا لمواقع القرار وانه لن يعود ولا يفكر بالعودة وانه منشغل بشؤونه الخاصة، ويقترح التركيز على مواجهة التحديات مفضلا حتى تجنب الحديث في الشؤون السياسية خصوصا بعدما طلبت جماعة التحول لملكية دستورية منه الاجتماع فاعتذر قائلا: انه لا يحب الحديث بالسياسة ولا يجيده ولا يمثل اصلا شيئا او جهة مقترحا على الطالبين التحدث مع وزراء الحكومة والمسؤولين.

الا ان ما حصل مجددا مع رجل عبر لدقائق في ممر الصحافيين يعكس حجم الارتباك الذي تعايشه الحكومة وهي تتعرض فيما يبدو لحملة منظمة داخل البرلمان تستهدف التعجيل برحيلها او الايحاء بالفهم السياسي عبر التجاوب مسبقا مع تفكير باقالة الحكومة، وهو سلوك اعتباطي يقول رئيس حكومة سابق انه سيطيل عمر الحكومة ولن يقصره.

مظاهرالتحرش بحكومة الذهبي اعلاميا وبرلمانيا متعددة ومتنوعة فالنائب محمود الخرابشة امطرها بـ 15 سؤالا من باب التحرش وعبد الهادي المجالي خاض ضدها معركة مشروع الديسي قبل ان يخفف من اندفاعه بعدما وصلته الاشارات الملكية التي امرت الحكومة علنا بالمضي قدما في مشروع الديسي فتوقفت محاولاته مع البعض لإفساد المشروع.

صحافيا، الجو العام يميل الى تبني توقعات تتحدث عن عاصفة تغيير في شهر حزيران (يونيو) بمناسبة عبور العام العاشر في العهد الجديد والساحة السياسية مليئة بالتكهنات.

اما قرار الذهبي نفسه فهو زراعة التماسك داخل طاقمه الوزاري.. لذلك دعم الرئيس بقوة وزير المياه رائد ابو السعود وابلغ وزير المالية باسم السالم بانه مستعد لحمايته والوقوف خلفه مهما بلغت التحرشات، وطلب من وزير التنمية السياسية موسى المعايطة التحريك سياسيا وأوصل لوزير الداخلية ملاحظات يطلب فيها التخفيف من الإثارة التي تصنعها بعض القرارات الادارية والتعليقات السياسية.

وهذه الاجراءات في التحصن الذاتي مهمة وخففت الضغط عن الوزارة لكن الصورة ما زالت مشتبكة فالساحة لا تخلو من احساس عام بان التغير الوزاري قد يكون هدفا مرحليا خلال الاسابيع القليلة المقبلة وبعد اتضاح خطة اوباما للسلام واوضاع الاقليم التي ستتغير.

وفي الساحة ايضا توقعات وقراءات واجندة اقتصادية هي الاهم وهي على الارجح ستحسم خيارات الرئاسة والتغيير خصوصا بعدما حذر مروان المعشر من نتائج الارتفاع الحاد في نسب عجز الموازنة.