رمز الخبر: ۱۳۰۷۳
تأريخ النشر: 09:41 - 19 May 2009

عصرایران - الجزیره - أيدت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان حصول شركة هندية على حق تصنيع عقار تاميفلو الذي يفترض أنه يقلل من أعراض مرض إنفلونزا الخنازير، في خطوة عكست اهتمام المنظمة بمخاوف الدول النامية من عدم العثور على العقار بسعر مناسب.
 
وقد طغت إنفلونزا الخنازير على أعمال المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالمية المتواصلة من 18 إلى 22 من الشهر الجاري، حيث طالبت مجموعة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بتشكيل لجنة تشاورية تتباحث فيما بينها بصفة مستمرة وبشكل متواصل تطورات فيروس (إتش1 إن1) المسبب لتلك الإنفلونزا.

وأيدت مصر وعُمان والصين واليابان وبريطانيا هذا المقترح على اعتبار أنه خطوة هامة تراعي اهتمامات الدول النامية والأكثر فقرا، وتحدد بصورة أكثر دقة التحول من درجة انتشار الفيروس إلى الحد الأقصى أي الدرجة السادسة.

ورأى أصحاب هذا المقترح أن اتخاذ قرار رفع مستوى خطورة الفيروس إلى الدرجة السادسة يجب أن يستند إلى براهين علمية قاطعة تؤكد انتشاره بصورة خطيرة.

قرار منطقي
في الوقت نفسه أعرب رئيس وحدة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية جون ماكينزي للجزيرة نت عن ارتياحه من روح التعاون التي بدت واضحة في مداخلات الدول الأعضاء، واعتبر أن الحفاظ على حالة الطوارئ في المستوى الخامس قرار منطقي وواقعي أيضا.

ورأى أن مخاوف الدول النامية والأكثر فقرا تدفع الجميع للتعاون في مواجهة تلك المشكلة، وألا تقتصر الحلول على دول معينة دون غيرها.

وكان واضحا من مداخلات الوفود مدى قلق الدول النامية والأكثر فقرا من احتمالات تطور الفيروس ليصبح أكثر خطورة وأسرع انتشارا، مع ضعف إمكانيات البنى التحتية والتقنيات وتكاليف العلاج ومقاومة المرض.

ورغم تلك المخاوف فإن الآراء قد توافقت على ضرورة التعامل مع الأمر بموضوعية وبعيدا عن التهويل من دون التقليل من حجم الخطر، أو التراجع عن الإجراءات الاحتياطية.

وطالبت البرازيل بتدويل المعلومات التي يتم التوصل إليها في مختبرات البحوث المعنية بهذا الفيروس حول العالم لتسهيل المشاركة الجماعية في مواجهته والحد من آثاره قدر المستطاع.

لكن الصين تمسكت بضرورة الحجر على المسافرين المشتبه في إصابتهم أو من تأكدت إصابتهم بالفيروس بالفعل. وبررت هذا التوجه بأن المعلومات المتوفرة عن الفيروس غير معروفة بالكامل، ويحيط الغموض بمستقبله إن كان سيتحول إلى فيروس أكثر خطورة أو سيؤدي إلى ظهور سلالة جديدة من الفيروسات ذات تأثير مختلف.
 
وأكد خبراء الصحة العالمية للجزيرة نت أن العالم بحاجة إلى ملياري جرعة سنويا من الأمصال الواقية من الفيروس، في حين لن يبدأ الإنتاج إلا في غضون مرحلة زمنية تتراوح بين أربعة أشهر إلى ستة أشهر.
 
فجوات واسعة
وقد أعربت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان في كلمتها التي افتتحت بها المؤتمر السنوي للمنظمة عن قناعتها بأن الفجوات الشاسعة في القطاع الصحي عبر العالم ليست عشوائية، وأن ملفات الصحة تصبح قضايا هامشية عند صياغة السياسات في هذا العالم.

وأضافت أنه "عندما تشتبك السياسات الصحية مع احتمالات تحقيق مكاسب اقتصادية، فإن المصالح الاقتصادية تتفوق على المخاوف الصحية مرارا وتكرارا".

ولاحظت تشان أن 85٪ من عبء الأمراض المزمنة يتركز في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل "الأمر الذي يعني أن في العالم النامي حتى الآن أكبر مجموعة من الأشخاص المعرضين لخطر فيروس إنفلونزا الخنازير شديد العدوى".

وأكدت تشان أن المخاوف من تفشي وباء لا ينبغي أن تحجب أو تقطع الطريق على البرامج الصحية الحيوية الأخرى.