رمز الخبر: ۱۳۱۲۴
تأريخ النشر: 12:59 - 20 May 2009
د. محمد ناجي عمايرة
عصرایران - نبقى في الحديث عن نتائج الانتخابات الكويتية فنحن نرى انها مؤشرات على تغيير سياسي واضح في التوجهات الشعبية، تنبئ باحتمال تغيير سياسي في التوجهات الرسمية ايضا، ولعل ذلك يؤدي الى جسر الهوة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ويوقف نشاطات (التأزيم السياسي) التي عصفت بالكويت على مدى ثلاث سنوات، واشتدت في السنة الماضية ليضطر صاحب السمو امير الكويت الى حل البرلمان وإقالة الحكومة عدة مرات منذ ان تمكنت بعض التيارات المتطرفة من الوصول الى قبة البرلمان، لتعمل على بتر العلاقة مع السلطة التنفيذية وتأزيمها باستمرار. قلنا ان التجربة الديموقراطية الكويتية كانت رائدة في الخليج الفارسي وفي الوطن العربي كله، وكانت نموذجا جرى احتذاؤه في عدد من التجارب العربية، وهي موضع تقدير واحترام.
ووفقا للنتائج الجديدة ، فإن هذه التجربة تستحق الدعم والمؤازرة ولعلها تكون مرة اخرى نموذجا يحتذى به في الوطن العربي، لان الناس تريد ان تعيش في ظل مكتسبات التنمية وبعيدا عن (الدوغماطية) السياسية والتطرف الديني والانغلاق الاجتماعي، دون ان تتنكر لثقافتها وقيمها ومبادئها الاخلاقية او تسقط ذلك كله من الحساب.

فليس هناك مصلحة للناس في الخروج من جلودهم، ولكنهم معنيون بان ينظروا حولهم بعيون مفتوحة، وعقول مفتوحة وليس عبر نظارات سوداء او رمادية.

والأمن والاستقرار في الخليج الفارسي، كما هما في عموم الوطن العربي متطلبان اساسيان للتنمية التي يتطلع اليها الناس الذين ملوا الشعارات، وارادوا ان يهجروها او يتخلصوا من قيودها الضاغطة.

ولسنا معنيين بالإحصائيات والارقام المتداولة عن هذه الانتخابات ـ الآن ـ لانها ستحمل معها معطياتها الى قبة البرلمان وتعبر عنها بممارساتها تحت القبة لا خارجها ، وان غدا لناظره قريب.