رمز الخبر: ۱۳۳۵۴
تأريخ النشر: 09:34 - 03 June 2009

عصرایران - (رويترز) - سعى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الثلاثاء الي اقناع الولايات المتحدة باعادة النظر في مطلبها وقف البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وهو نزاع أدى الى توتر العلاقات بين الحليفين في وقت تحاولان فيه توحيد الصف ضد ايران.

وتلزم خطة "خارطة الطريق" للسلام التي تم التوصل اليها برعاية أمريكية في 2003 اسرائيل بوقف الانشطة الاستيطانية في الاراضي المحتلة التي يعتبرها الفلسطينيون جزءا من دولتهم مستقبلا. وضغطت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما على اسرائيل لوقف تلك الانشطة التي تعتبرها محكمة العدل الدولية غير مشروعة.

لكن اسرائيل تقول ان ادارة الرئيس السابق جورج بوش وافقت ضمنيا على بناء منازل جديدة تماشيا مع النمو السكاني للمستوطنات.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو يوم الاثنين ان تجميد الاستيطان تماما "لن يكون منطقيا" مخاطرا بالدخول في مواجهة دبلوماسية مع القوى الغربية الحريصة على احياء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط بشكل عام.

وقال مسؤول اسرائيلي ان باراك الذي تتضمن مسؤولياته الاشراف على الضفة الغربية اجتمع مع مستشار الامن القومي الامريكي جيمس جونز اليوم الثلاثاء ليحث على قدر أكبر من المرونة في مسألة الاستيطان لكن المناقشة انتهت دون اتفاق.

ووصف مسؤول في ادارة اوباما الاجتماع بانه كان ايجابيا مضيفا ان جونز أكد لباراك "الحاجة الي أن تفي جميع الاطراف بالتزاماتها بمقتضى خارطة الطريق وان تتخذ خطوات لايجاد مناخ يفضي الى المفاوضات."

وانضم الرئيس باراك اوباما الى الاثنين لفترة قصيرة اثناء اجتماعهما في البيت الابيض. ومن المقرر ان يغادر اوباما واشنطن في وقت لاحق في طريقه الى الشرق الاوسط في جولة لحث خطى السلام ستشمل السعودية ومصر التي سيوجه منها كلمة الى العالم الاسلامي يوم الخميس.

وقبل الاجتماع قال المسؤول الاسرائيلي ان باراك سيعرض وجهة نظر مفادها أن وقف عمليات البناء التي يقوم بها الافراد في أراض تزعم اسرائيل سيادتها عليها سيضر بموقف حكومة نتنياهو الداخلي "على الاقل في ضوء عدم وضوح الرؤية على الجانب الفلسطيني".

واضاف قائلا "لسنا راضين عن التعليقات الامريكية (بشأن المستوطنات) وباراك لديه ما يقوم به. زيارته جزء من عملية طويلة سعيا لادارة هذا الخلاف."

وبذل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جهودا للوفاء بالتزاماته بموجب خارطة الطريق للحد من نشاط المسلحين المناهضين لاسرائيل. لكن جبهته منقسمة حيث يسيطر اسلاميو حماس على قطاع غزة ويرفضون التعايش مع اسرائيل.

ومن المقرر ان يجتمع باراك مع نائب الرئيس الامريكي جو بايدن يوم الاربعاء ومع وزير الدفاع روبرت جيتس يوم الخميس.

وكان بوش أرسل خطابا عام 2004 الى رئيس الوزراء في ذلك الوقت أرييل شارون اعتبرته اٍسرائيل موافقة رئاسية على خططها المعلنة لضم الكتل الاستيطانية الرئيسية ضمن أي اتفاق للسلام وهو ما اعتبره الفلسطينيون أمرا يتعارض مع اسس عملية السلام.

وأيد جونز مشروعات لتعزيز قوات الامن التابعة لعباس والاقتصاد في الضفة الغربية على أمل أن يقدم ذلك للفلسطينيين بديلا جذابا لحماس التي زاد قطاع غزة تحت سيطرتها فقرا بسبب الحصار الدولي.

لكن نتنياهو رفض منح عباس صلاحيات يمكن استغلالها فيما بعد في اكتساب حقوق سيادية مثل انشاء جيش. وتخشى اسرائيل أن تستطيع حماس التي فازت بأغلبية ساحقة في انتخابات 2006 في نهاية الامر مد قاعدة نفوذها الى الضفة الغربية.

ويبرز تلك المخاوف صعود ايران التي تدعم حماس والتي تعتبر اسرائيل برنامجها النووي تهديدا خطيرا لها. واسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يعتقد أنها تملك ترسانة نووية.

وقبلت اسرائيل بهدوء في الوقت الراهن استراتيجية أوباما الخاصة بالحديث مع طهران بشأن وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تساعدها في صنع قنبلة ذرية. ويقول الايرانيون ان هدف برنامجهم هو توليد الكهرباء سلميا.

ويساعد في تهدئة مخاوف الاسرائيليين مشروع درع صاروخية متعددة المستويات يضطلع به باراك وتدعمه الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان باراك يأمل أن يضع حدا للخلاف مع الولايات المتحدة بشأن ما اذا كان المستوى الاعلى للدرع الصاروخية سيقوم على الصاروخ أرو 3 وهو صاروخ اعتراضي تفضله اسرائيل سيجري انتاجه بشكل مشترك بين الاسرائيليين والامريكيين أو على نسخة برية من نظام أمريكي للدفاع الجوي محمول بحرا يعرف باسم ايجيس وهو ما يطالب البعض في واشنطن باستخدامه.

ونظام ايجيس المحمول بحرا موجود بالفعل على سفن في البحر المتوسط وقال مسؤول أمريكي ان جيتس يمكن أن يعرض تحريكه الى شواطيء اسرائيل في حالة نشوب قتال مع ايران.

ويرأس باراك -الذي نال أكبر عدد من الاوسمة العسكرية في اسرائيل- حزب العمل الذي ينتمي الى تيار يسار الوسط ويشار اليه في واشنطن على أنه مقاتل وصانع سلام. وقاد باراك في عام 2000 أثناء ادارة الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون مفاوضات استمرت فترة قصيرة مع الفلسطينيين والسوريين.