رمز الخبر: ۱۳۴۲۱
تأريخ النشر: 09:47 - 08 June 2009

عصرایران ـ القدس العربي ـ واصلت حركتا فتح وحماس الاحد الاتهامات المتبادلة بشان قيام كل منهما بخطوات تساهم في اعاقة جهود مصر المبذولة لانهاء الخلافات، وهددت الاخيرة بانها لن تذهب لحوار القاهرة المزمع عقده بدايات الشهر المقبل "مجانا".

ومع تصاعد حدة الخلافات اتهمت الحركتان المتخاصمتان الاجهزة الامنية في الضفة الخاضعة لسيطرة فتح، وفي غزة الخاضعة لسيطرة حماس بالقيام بحملات اعتقالات طالت عددا من ناشطيهما، وهو امر من شأنه ان يزيد من حدة الخلافات القائمة بين الحركتين، ويعمل على تضاؤل فرص توقيع اتفاق نهائي بين الحركتين في السابع من الشهر القادم كما كان يخطط الوسيط المصري.

واكدت حركة فتح الاحد ان اجهزة الامن في غزة، واصلت حملة اعتقالات طالت عددا من ناشطيها، وقالت وزارة الداخلية في غزة التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس ان حملة الاعتقالات طالت اشخاصا قاموا بـ "تهديد السلامة الفلسطينية العامة".

وذكرت الداخلية في بيان لها تلقت "القدس العربي" نسخة منه انه "بعد ورود انذارات ساخنة ومعلومات مؤكدة عن وجود مجموعات وخلايا تهدف لزعزعة الامن الداخلي (..) تمت مضاعفة التحريات والبحث، وتزايدت التحركات لجمع المعلومات والتحقيقات في هذا الاتجاه بشكل هادئ ومنهجي وقانوني".

واشارت الى ان جهدها اسفر بعد "التحقيقات الاولية مع العديد من المشبوهين ممن وردت اسماؤهم في كشوف التحري والمعلومات عن اكتشاف خيوط جرائم جديدة تنوي القيام بها مجموعات منحرفة ومجرمة باعت نفسها للمال وللاغراءات".

وذكرت ان هذه المجموعات جمعت معلومات عن قيادات سياسية وبيوت نشطاء وشرعت بتوريدها لـ "حكومة فياض والمقاطعة لتصل لاسيادهم في تل ابيب الذين يجمعونها بما بات يسمى بنك معلومات جديد"، ولم تعط الوزارة تفاصيل عن عدد المحتجزين، غير انها قالت في بيانها "سنوافيكم بالتفاصيل حول القضية حين الانتهاء من الاجراءات والتحقيقات واستكمال ملف القضية".

لكن ابراهيم ابو النجا القيادي في فتح وعضو وفدها في حوار القاهرة، انتقد وصف اجهزة امن غزة لنشطاء حركته بـ "الخارجين عن القانون"، وقال لـ "القدس العربي" "هذا المصطلح من شأنه ان يقدم كل الناس للمحاكمة"، ورأى ان المصطلح "يحمل معاني كثيرة"، لافتا الى ان فتح تقبل بلجان محايدة ونزيهة "تحقق في كل القضايا التي تضر مصلحة الوطن".

ونفى ابو النجا ان يكون اي من نشطاء فتح يعمل لـ "الضرر بالمصلحة الفلسطينية"، واكد ان الاتهامات "لا اساس لها من الصحة"، لافتا الى ان نشطاء فتح "اخذوا كرهائن".

الى ذلك، قالت حركة حماس ان اجهزة الامن في الضفة الغربية اعتقلت اربعة من نشطائها يوم امس من مدن قلقيلية ونابلس والخليل.

في السياق برر الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس الاعتقالات التي جرت في غزة لعدد من نشطاء فتح الذين كانوا يعملون في السابق ضمن الاجهزة الامنية قبل سيطرة حماس، وقال انها "كانت مقررة منذ فترة"، لافتا الى ان حماس ابلغت الوسطاء المصريين اثناء الجولة الاخيرة في الحوار انها اكتشفت "وجود خلايا امنية من عناصر من الاجهزة الامنية البالية على صلة برام الله واجهزة الاحتلال، تعمل على تجديد بنك الاهداف في غزة".

واتهم البردويل في تصريحات صحافية فتح بأنها عمقت "هوة الخلاف" الفلسطيني بعد احداث قلقيلية، ونفى البردويل وجود "خلايا نائمة" لحركة حماس في الضفة الغربية، هدفها العمل على السيطرة على الاوضاع هناك كما حدث في غزة منتصف شهر حزيران (يونيو) من العام 2007.

وكان العميد عدنان الضميري الناطق باسم اجهزة الامن في الضفة قال ان اجهزة الامن هناك عثرت على "ملابس للاجهزة الامنية وشارات عسكرية، لدى عدد من الذين تم اعتقالهم لدى السلطة من حماس في الضفة الغربية"، ورأى ان وجود هذه الملابس والعدد العسكرية له مؤشر واحد وهو ان حماس "تريد التستر بملابس افراد الامن للقيام بأعمال انقلابية".

وشهدت الايام الماضية تصاعد الخلافات بين فتح وحماس، عقب اشتباكات وقعت في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، بين اجهزة الامن ونشطاء من جناح حركة حماس المسلح، اسفرت عن مقتل عشرة افراد، اربعة من اجهزة الامن، وخمسة من نشطاء حماس، وشخص محسوب على الحركة.

والقت احداث قلقيلية بظلالها على مباحثات المصالحة التي ترعاها مصر، خاصة بعد ان قالت حركة حماس انها تدرس "تعليق مشاركتها"، في جلسات الحوار.

وقال الدكتور البردويل انه "لم تعد هنالك قواسم مشتركة للحوار"، واضاف "انهم يدوسون (السلطة الفلسطينية) آخر القواسم المشتركة عندما اعتبروا حماية امن اسرائيل اولوية، وتحولوا الى وكلاء احتلال يعتبرون المقاومة تخريبا".

في السياق دافع ابراهيم ابو النجا عن موقف فتح من الحوار، وقال انها هي من "انجحت جهود مصر"، معتبرا ان مشكلة تعثر المصالحة "ليست في فتح".

واضاف "جميع الفصائل والوسطاء المصريون يعرفون ذلك، ونحن نقبل بشهادتهم"، مؤكدا ان فتح ترى انه "لا بديل عن الحوار الا بالحوار"، وطالب ابو النجا الفصائل الفلسطينية بـ "البحث عن القواسم المشتركة لانجاح الحوار".

الى ذلك، اشار القيادي في فتح الى عدم علمه بتلقي حركته دعوة مصرية للحضور للقاهرة للتباحث مع المسؤولين هناك في كيفية انهاء الخلافات الاخيرة، قبل تدهور الامور.

في السياق قال اسماعيل الاشقر عضو وفد حركة حماس للحوار ان حركته لم تتلق هي الاخرى اي دعوة مصرية مماثلة.

واوضح الاشقر لـ"القدس العربي" ان حماس ايضا لم تبلغ من المسؤولين المصريين بنيتهم ارسال بعثة امنية جديدة لغزة، كما كان الحال قبل سيطرة الحركة على القطاع.
وكان ايمن طه القيادي في حماس اعلن عن وجود اتصالات متبادلة وعلى مختلف المستويات بين الحركة ومصر حول الاحداث الاخيرة التي وقعت في مدينة قلقيلية.

واوضح انه منذ يومين جرت بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ومصر اتصالات مع نائب رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر القيناوي، مشيرا الى ان حماس "لم تحسم موقفها من المشاركة في الحوار"، مؤكدا ان الحوار "بات مهددا بسبب احداث قلقيلية".

الى ذلك، طالب الاشقر وهو عضو في وفد حماس في اللجنة الامنية ان تتم اعادة هيكلة الاجهزة الامنية في غزة والضفة، وليس غزة فقط، للوصول الى اتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني، مذكرا ان حماس سلمت بذلك مذكرة للمسؤولين المصريين حملت ردودها على الملفات الثلاثة التي لا تزال تعيق المصالحة.

واشار الاشقر الى ان حماس تريد هيكلة الاجهزة الامنية "بشكل جذري"، متهما اجهزة الامن في الضفة بأنها "تعمل وفق اجندة خارجية تتبع الجنرال دايتون"، وذكر ان حماس قدمت في مذكرتها لمصر اقتراحا بتشكيل اجهزة الامن وفق "عقيدة وطنية، تطبق القانون، ولا تعمل فقط لخدمة الاحتلال".

وبالعودة الى تواريخ عقد الجلسة القادمة من الحوار (السادسة)، التي اعلنت مصر خلال الجولة الخامسة انها ستكون الاخيرة التي ستشهد توقيع اتفاق، توقع القيادي في فتح ابراهيم ابو النجا ان تقوم مصر بدعوة اللجان الخمس التي تبحث ملفات الخلاف في "هذه الفترة"، حال ابقت مصر على موعد السابع من تموز (يوليو) القادم كموعد لتوقيع الاتفاق النهائي.

في السياق وصف القيادي البارز في لجان المقاومة الشعبية زهير القيسي الحوار بـ "الهزيل والمتعثر"، معتبرا ان الاحداث التي جرت مؤخرا في قلقيلية تزيد من تعقيد الامور وتعمق الهوة بين الطرفين.

واكد ان الحوار الفلسطيني هو "ضرورة وواجب"، لكنه اشار الى ان المداخلات في موضوع الحوار ليست فلسطينية بالكامل، وقال "هناك مصالح اقليمية وحسابات يراد تصفيتها ضمن هذا الحوار، ولو كانت المصلحة الفلسطينية هي اعلى المصالح لانتهى الحوار بالتصالح والتسامح".