رمز الخبر: ۱۳۴۵۵
تأريخ النشر: 14:24 - 10 June 2009
إن المدنيين والسياسيين هم الذين يحاولون عسكرة المجتمع. لا رجال الجيش. ولنأخذ أحمدي نجاد مثلا، فقد كان في مقدمة مؤيدي الحرب منذ شهرين أو ثلاثة فقط. ولكن رجال الجيش هم من يريدون السلام
 

عصر ايران - يعد محسن رضائي المحافظ الوحيد من بين ثلاثة مرشحين يخوضون الانتخابات أمام محمود أحمدي نجاد، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه لرئاسة الجمهورية الإسلامية. وعلى الرغم من أن رضائي كان رجل حرب قديم، إلا أنه مقتنع بأنه الشخص المناسب لتهدئة العلاقات بين إيران والمجتمع الدولي.

 وقال في حوار تنشره "الشرق الأوسط"، أجرته صحيفة "لوس أنجليس تايمز" في أحد مكاتب حملته في طهران: "إن المدنيين والسياسيين هم الذين يحاولون عسكرة المجتمع. لا رجال الجيش. ولنأخذ أحمدي نجاد مثلا، فقد كان في مقدمة مؤيدي الحرب منذ شهرين أو ثلاثة فقط. ولكن رجال الجيش هم من يريدون السلام".

* هل تعتقد أن لديك فرصة للفوز؟
- نعم، لأنني أملك التحليل والفهم الصحيحين لمشكلات إيران في سياساتها الداخلية وعلاقاتها الخارجية. يشعر الشعب بالجوع والتعب من الوعود التي لا تتحقق، ومن الصراع بين الفصائل. ولست متطرفا ولا سلبيا. ولكني أعرب عن مواقفي وأنتقد كلا من الجماعات السلبية والمتطرفة، وأقول للجماهير إن انتخاب "الإصلاحيين" لمير حسين موسوي أو مهدي كروبي يعني العودة إلى الماضي. ولا يمكن لنسخة ضعيفة من الرئيس "الإصلاحي" السابق محمد خاتمي أن تحقق شيئا على الإطلاق. وإذا استمر الرئيس الحالي، فسيؤدي بنا إلى شفا الكارثة.

* وما الأخطاء التي ارتُكبت في السياسة الخارجية؟
- كان أحمدي نجاد عدوانيا للغاية، وذلك على النقيض تماما من السلبية. فماذا كان هدفه مثلا من إنكار الهولوكوست؟ لقد خدم مصالح أعدائنا وخصومنا. إنه شيء يعود إلى الحرب العالمية الثانية!

* كيف ترى علاقات إيران مع الولايات المتحدة؟
- في الماضي، أخطأوا في حقنا. ولكن تمثل إدارة (الرئيس باراك) أوباما حركة اجتماعية في أميركا تعمل لصالح السلام ولا تجبر الشعوب الأخرى على فعل ما تريده أميركا. وأقترح وضع مجموعة من ثمانية أو تسعة موضوعات تعمل الولايات المتحدة وإيران على تناولها. والمهم هو مجرد البدء في مباحثات. ويمكن أن تتعلق بالاتجار في المخدرات، يمكن أن تدور حول أي شيء، ولكن المهم هو البدء في نوع من الحوار. وإذا قمنا بحل مشكلة أو اثنتين سنكون على الطريق الصحيح.

* وكيف ستحل الخلاف بين إيران والغرب حول البرنامج النووي؟
- يجب أن ننشئ شركة مساهمة عامة بالمشاركة مع شركات أوروبية وغربية، ولكن تملك إيران حصة الملكية فيها. وبتلك الطريقة يمكنهم أن يثقوا في أن برنامجنا سلمي ويمكننا أن نستمر في تقدمنا العلمي، وبالتالي يكون كل شيء تحت مرأى من الشركات الغربية بينما تكون الإدارة في أيدٍ إيرانية.

* ماذا تعلمت من حرب إيران والعراق؟
- قبل أي شيء، الحرب شيء مريع، ويجب أن نفعل كل شيء لتجنب وقوع الحرب. لننظر ماذا حدث لنا، وقعت هجمات بأسلحة كيماوية على مدن إيرانية وحلبجة (في العراق). فالحرب شيء بشع. وقد رأيت قتلى وجثثا لأطفال وعائلات مدمرة وهاربة من منازلها، هنا في إيران وأيضا هناك في العراق. وتعلمت قيمة الوحدة. فقد خلقت الحرب وحدة بين الشعب والدولة. وكان الجميع معا، وكان الجميع متحدين. وتعلمت قيمة التضحية بالذات والشهادة.

* كنتَ من بين الأشخاص الذين اتهمهم قاضٍ أرجنتيني بالضلوع في تفجيرات مواقع يهودية وإسرائيلية في بيونس آيرس في التسعينات، فهل تعوق تلك الاتهامات وصولك إلى الرئاسة؟
- في البداية، تلك الاتهامات افتراء محض. لقد كان هناك أشخاص آخرون مذكورون أيضا، ربما 20 شخصا، في ذلك الملف. وعلى أي حال، لقد سافرت خارج إيران مرات عديدة في الأعوام القليلة الماضية، منها مرات إلى العراق ومناطق أخرى، ولم تكن لدي أي مشكلة.

* وما الذي تحبه أو تكرهه في الغرب؟
- منذ خمسة أو ستة أعوام كنت في أوروبا وزرت إيطاليا وفرنسا وألمانيا. وسرت في الشوارع وأمضيت وقتا مع أشخاص عاديين. وفي ذلك الوقت كتبت خطابا إلى (المرشد الإيراني الأعلى علي) خامنئي، لأقول فيه إنني وجدت هنا إسلاما بلا مسلمين. وإذا تعامل الشعب هناك تجاه بقية العالم، كما يتعامل بعضه مع بعض، لكانت لدينا مشكلات أقل بكثير. ولكن توجد نزعة شديدة نحو الفردية في الغرب. وهذا ما عمّق من أثر الانهيار الاقتصادي هناك. ويمكن إصلاح ذلك. ويمكننا أن نساعدهم على إصلاح هذا الجانب في الغرب.