رمز الخبر: ۱۳۴۵۷
تأريخ النشر: 20:34 - 10 June 2009
ويحظى موسوي بدعم جلي وصاخب لدى فئة واسعة من شباب المدن المطالبين بمزيد من الحريات الفردية. غير ان أحمدي نجاد حرص طوال ولايته على مراعاة الناخبين الشعبيين الذين حملوه الى السلطة العام 2005، مراهنا على استمرار دعمهم له في الانتخابات المقبلة.
طهران، الوكالات: تنتخب إيران الجمعة في 12 حزيران / يونيو رئيسها في ختام حملة إنتخابية محتدمة احتفظ فيها الرئيس المنتهية ولايته أحمدي نجاد بكل حظوظه في الفوز في وجه تصاعد التأييد للمحافظ المعتدل مير حسين موسوي. وسهلت أوضاع إيران الحالية المهمة على خصوم الرئيس، اذ اعطتهم حججا قوية استخدموها ضده في الحملة الانتخابية التي بدأت في 22 ايار/مايو، وفي طليعتها عزلة إيران الدولية وتراجع اقتصادها.

ويحظى موسوي بدعم جلي وصاخب لدى فئة واسعة من شباب المدن المطالبين بمزيد من الحريات الفردية. غير ان أحمدي نجاد حرص طوال ولايته على مراعاة الناخبين الشعبيين الذين حملوه الى السلطة العام 2005، مراهنا على استمرار دعمهم له في الانتخابات المقبلة.

 


وهاجم موسوي رئيس الوزراء السابق الذي عاد الى الحياة السياسية بعد غياب استمر عشرين عاما، الرئيس المنتهية ولايته متهما اياه بالاساءة الى صورة إيران في الخارج. غير ان أحمدي نجاد الذي يطرح نفسه كزعيم لمعسكر "مناهض للامبريالية"، لا يكترث للانتقادات وهو صاحب سجل حافل في الاستفزازات كوصف محرقة اليهود ب"خدعة كبرى" وقرارات الامم المتحدة التي فرضت عقوبات على إيران بشأن برنامجها النووي ب"قصاصات ورق" والجمهورية الاسلامية ب"القوة الكبرى في العالم". واعلن خلال مناظرة مع المرشح الإصلاحي مهدي كروبي ان الدبلوماسية تعني "السيطرة على الرأي العام العالمي"، وهو انما يتوجه الى هذا الرأي العام وليس الى حكامه.
 
وعلى الصعيد الداخلي، ارتفعت نسبة التضخم خلال ولايته الرئاسية من نحو 10% الى اكثر من 25%، فيما بات معدل البطالة يتخطى 12%. وقد تسجل البلاد عجزا هائلا في الميزانية في حال لم ترتفع اسعار النفط مجددا. غير ان ذلك لم يمنع أحمدي نجاد من مواجهة خصومه بارقام وجداول تنفي هذه البيانات الرسمية، ما حمل كروبي وموسوي على اتهامه بنقل "اكاذيب". ويعول الرئيس على الذين استفادوا من الاجراءات التي اقرها ومنها منح قروض من دون فائدة وهبات نقدية ودعم للمنتجات الاساسية. وخلافا للرؤساء السابقين الذين كانوا يمارسون الحكم انطلاقا من العاصمة، جاب أحمدي نجاد ارجاء البلاد من دون توقف على مدى اربع سنوات.


وبعدما طرح نفسه العام 2005 في موقع "خادم الشعب"، يؤكد هذه السنة انه يقف في وجه "الدائرة المغلقة للذين استأثروا بالاقتصاد". وربط خصميه خلال المناظرتين التلفزيونيتين ب"الانتهازيين" في النظام الذين وصفهم العام الماضي بانهم "مافيا اقتصادية". وسأل موسوي "من اين تستمد اموال حملتك؟" قبل ان يتهمه بانه مدعوم من الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997) الذي يقال انه يملك ثروة طائلة.

ويراهن الإصلاحيون في ايران على المشاركة الواسعة للناخبين خاصة الطبقة الصامتة لفوز مرشحهم مير حسين موسوي. ويسعى التيار الإصلاحي بكافة احزابه واطيافه السياسية لرفع مستوى الاقبال الجماهيري خاصة تحفيز الطبقة الصامتة التي يعتقدون انها اذا ما شاركت ستحسم نتيجة الانتخابات لصالحهم في المرحلة الاولى وستوصل مرشحهم الى سدة الحكم.

 ويعتقد قادة هذا التيار بان اغلبية مكونات هذه الشريحة الممتنعة عن التصويت ستدلي برأيها لصالح المرشح الإصلاحي اذا ما شاركت في هذه المعركة الانتخابية التي باتت محصورة عمليا بين مرشحي المعسكرين الإصلاحي مير حسين موسوي والمحافظ احمدي نجاد. ويرى محمد شريعتي مستشار الرئيس الايراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي ان "زيادة نسبة اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع ستزيد حظوظ المرشح الإصلاحي البارز ميرحسين موسوي للفوز بالانتخابات الرئاسية".
وقال شريعتي "نحن نعتقد انه كلما ارتفعت نسبة اقبال المواطنين ازدادت حظوظ مرشحنا للفوز بهذه الانتخابات التي تشهد تنافسا قويا بين المرشحين". واعرب عن اعتقاده انه "اذا ما بلغت نسبة المشاركة قرابة 65 الى 70 بالمائة فان اصوات الإصلاحيين ستزاد وكلما تمكن المرشح الإصلاحي من تحفيز الاصوات الصامتة زاد من حظوظه للفوز بالسباق الرئاسي".

 وبشأن استطلاعات الرأي غير الرسمية التي ترجح فوز هذا المرشح او ذاك في الانتخابات المقبلة رأى الشيخ شريعتي ان "استطلاعات الرأي تشير الى تقدم موسوي على منافسه المحافظ محمود احمدي نجاد".واضاف هذا السياسي الإصلاحي "نعرف ان كافة الامكانيات بيد الدولة من الاموال والاعلام الرسمي لذا نحن نستعد لانتخابات ساخنة ونرجو ان يحقق فيها الإصلاحيون فوزا ساحقا على حساب المحافظين

 وتوقع شريعتي ان تجرى الانتخابات على مرحلتين نتيجة التنافس القوي بين المرشحين مبينا ان "استطلاعات الرأي كانت تشير قبل اسابيع الى امكانية انتقال الانتخابات الى المرحلة الثانية لتحديد الرئيس المقبل لكن بعد اجراء المناظرات والبرامج التلفزيونية بين المرشحين اصبح من الضروري اجراء استطلاعات جديدة لمعرفة آراء وتوجهات الناخبين". وحول ما يقال إن الانتخابات الرئاسية الايرانية طوال العقود الثلاثة الماضية اثبتت بان الشعب الايراني عادة ما يعيد انتخاب الرئيس الذي انتخبه قبل اربعة اعوام اجاب الشيخ شريعتي ان "هذه الظاهرة كانت سنة ايرانية طوال الفترة الماضية وهي تشكل احدى الصعوبات التي نواجهها لذا نأمل ان نتغلب في هذه الانتخابات على هذه السنة".
 

 واعرب الخبير في الشؤون الايرانية عن امنياته بان تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في اجواء "مستقرة غير فوضوية" وان يدلي الشعب برأيه لاختيار الرئيس المقبل للبلاد مصرحا ان "التيار الإصلاحي سيقبل بما سيقرره الشعب الايراني مهما كانت نتائجه". وانتقد بشدة الهجوم الذي يشنه رئيس الحكومة الحالية محمود احمدي نجاد على الحكومات السابقة مصرحا ان "هذه الحكومة تشن حملات عشوائية ضد كل ما انجزته الثورة الاسلامية وكل الشخصيات التي مارست الحكم ومازالت تحظى بتأييد النظام لانها تعتبر نفسها منفصلة عن نظيراتها السابقة". واضاف "نحن لا ننكر الاعمال الجيدة التي قامت بها حكومة الرئيس احمدي نجاد ولكن هناك انتقادات بالنسبة إلى هذه الحكومة وهي التي سنت اعمالا سيئة عندما شنت حملات شرسة ضد الحكومات السابقة".

وكان أحمدي نجاد هزم رفسنجاني في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية العام 2005. واستخدم الرئيس التكتيك ذاته مع كروبي فبادره سائلا "كيف اشتريت منزلك؟" قبل ان يتهمه بانه تلقى اموالا حين كان رئيسا لمجلس الشورى من رجل اعمال اودع السجن لاحقا بتهمة الفساد. وفي كلا الحالين، فان الرئيس هاجم شخصيتين مرموقتين في النظام هما رجلا دين لهما ماض ثوري، غير ان مصدر ثروتهما الشخصية كان حتى الان من المواضيع المحظر طرحها. اما خصمه الثالث الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي، فهاجمه بشدة منتقدا تفرده في ممارسة السلطة. واكتفى أحمدي نجاد بتبرير انتقادات خصمه ب"قلة معرفته في ادارة الشؤون الجارية".