رمز الخبر: ۱۳۷۴۶
تأريخ النشر: 11:43 - 30 June 2009
في الموقع الحالي لساحة الامام الخميني وقبل ان تتحول مدينة اصفهان الى عاصمة الصفويين، كانت هناك ساحة اخرى تسمى نقش جهان (تصميم العالم)، وكانت اصغر بكثير مما عليها الآن.
عصرایران - في الموقع الحالي لساحة الامام الخميني وقبل ان تتحول مدينة اصفهان الى عاصمة الصفويين، كانت هناك ساحة اخرى تسمى نقش جهان (تصميم العالم)، وكانت اصغر بكثير مما عليها الآن.

الشاه عباس الكبير هو الذي اتخذ من اصفهان عاصمة له ومن ثم امر بتوسيع الميدان الى سعتها الحالية وبنى عمارات جميلة حولها. طول ضلع هذه الساحة الفخمة المستطيلة الشكل 500 متر من الشمال الى الجنوب وعرضها من الشرق الى الغرب حوالى 150 متراً.

وقد تم التخطيط لها وتجميلها في عهد شاه عباس الكبير في بداية القرن السابع عشر. ومنذ ذلك الوقت وحتى قبل 60 عاماً كان مظهر الساحة يختلف تماماً عن مظهرها الحالي. فكل نطاق الساحة ضمن تخوم القنوات المائية المحيطة بها كانت كلها في مستوى واحد بينما كانت تقع في شمال وجنوب الساحة مرميين لهدف البولو. ولا زال هذان المرميان موجودان حتى اليوم الا انه وبعد اعادة التخطيط فان‌ حوضاً كبيراً يتوسطهما اليوم. كما ان المساكب المنخضفة قد غيرت شكل الساحة واضفت عليها مظهراً جديداً بالكامل.

معظم العمارات المحيطة بالساحة ذات طابقين ودخلاتها مزينة تزييناً بسيطاً. وفي جنوب الميدان يمكن مشاهدة العمود الفخم للمسجد العباسي الجامع (مسجد شاه). وهذا المسجد الفخم مشهد من اللون الازرق الغامق. ويقع في الناحية الشرقية من الميدان مسجد الشيخ لطف الله المنقطع النظير الى غربي «عالي قابو»، القصر الملكي الفخم لشاه عباس الكبير والى شمالي بوابة‌ القيصرية‌ المؤدية الى البازار الفخم. ان اروع شيء جدير بالملاحظة في هذه الساحة هو كيفية اشراق الشمس عليها والظلال والانوار المتنوعة التي تغمرها طوال النهار فكل هذه الرقعة المنفسحة الرائعة تتخذ مائة سيماء مختلفة كل واحدة منها جذابة وجميلة. وان كانت اصفهان كما قالها بعض السواح الاجانب قلب الشرق، فان ميدان الامام الخميني من غير شك قلب اصفهان.

لا زلنا حتى اليوم عندما ننظر الى هذه الساحة ننبهر بروعتها ولكننا بحاجة الى شيء من الخيال لنسترد في اذهاننا عظمتها وتألقها قبل اربعة قرون. دعونا نتصور اصفهان قبل اربعة قرون. فأول مكان فيه مائه وعشر مدافع ومن كل جهة مائة وعشر خطوات حتى مدخل قصر عالي قابو، يحصي العدد مائة وعشر من الحروف القديمة‌ اسم الامام علي(ع) زوج بنت الرسول (ص) الذي كان محل احترام وتبجيل خاص من قبل الملك الصفوي. والقصر على حد ذاته يبرز بجلاء الجمال الخلاب لذلك العصر. فالابواب الجميلة وكل الاشياء النفيسة الغالية والاثاث الباهر يسلب الالباب.

أصفهان عبر العصور

يعود تاريخ أصفهان إلى نحو خمسمائة عام قبل الميلاد عندما قام الملك سايروس أول ملوك الأكامانيديين بغزو الإيلاميين، وفي عهده نشأت الإمبراطورية الفارسية الأولى، وحدث في تلك الفترة أن ظهرت الديانة الزرادشتية لأول مرة وخطت المخطوطات المسمارية لتسجيل الأحداث وتنظيم المعاملات بين الناس. وكان آخر ملوك الأكامانيديين الملك داريوس الثاني، الذي حارب الإسكندر الأكبر ثم هزمه الأخير في إحدى المعارك واغتاله قواده. وكان جبل (كوه إي صوفيه) الذي يحيط بأصفهان من ناحية الجنوب مسرحا لهذه المعركة والتي شاهدها داريوس عند مهبط هذا الجبل. وللوقوف على تاريخ أصفهان ينبغي التعرف على التاريخ الإيراني: (فإيران وفارس) اسمان استعملا للدلالة على قطر واحد، ولكنهما ليسا مترادفين تماماً، فلما هاجرت الأقوام الآرية من موطنها الأصلي جنوبي بحر الأورال إلى الهضبة المرتفعة الواقعة أسفل بحر قزوين، سموا الموطن الجديد (إيران) ومعناها (موطن الآريين)، ويمكن تقسيم تاريخ إيران القديم إلى ثلاث مراحل:

1- حقبة ما قبل التاريخ: وتبدأ من حوالى000ر100 سنة قبل الميلاد و انتهت تقريباً مع بداية الألف الأول قبل الميلاد.

2- حقبة التاريخ البدائي: وتغطي تقريباً النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد.

3- حقبة الأسر الحاكمة (من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد).

العصر الحجري القديم: أول شواهد هذا العصر موجودة على حفريات في جبال زك روس غرب إيران، والتي تعود إلى حوالى 000ر100 سنة قبل الميلاد.

العصر الحجري الحديث: تشير الدلائل إلى أن منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة كانت إحدى أقدم المناطق في العالم القديم التي مرت بما يسمى ثورة العصر الحجري الحديث. حيث شهدت هذه الثورة نمواً في نمط الحياة الزراعية الريفية المستقرة التي تعتمد أساساً على الزراعة والرعي. وهذه الشواهد يعود تاريخها إلى الألفية الثامنة والسابعة قبل الميلاد. وفي سنة 6000 قبل الميلاد تقريباً انتشرت هذه الأنماط من الحياة الزراعية والرعوية في أنحاء كثيرة من الأراضي الإيرانية. الألف الخامس إلى منتصف الألف السادس قبل الميلاد: هناك القليل من المعلومات عن حضارة تلك الحقبة. ويميل المؤرخون إلى التركيز على حقبتي العصر الحجري الحديث والعصر البدائي، والأدلة المتناثرة على وجود تطورات ثقافية وفنية هامة في العصرين النحاسي والبرونزي الأول.

أواخر الألف الثالث والألف الثاني قبل الميلاد: تتميز بداية هذه الحقبة عموماً بعزلة ملحوظة للهضبة أكثر من التي قبلها، بينما تميز النصف الأخير منها بحالات جديدة واضحة من التمزق، فريدة في التاريخ الإيراني، مهدت الطريق لتطورات في عصر التاريخ البدائي. ففي شمال ووسط غرب إيران تطورت الحضارات المحلية إلى حالة من العزلة النسبية نتيجة للأحداث الجارية في أماكن أخرى.

المصدر: صحیفة الوفاق الایرانیة