رمز الخبر: ۱۳۷۵۶
تأريخ النشر: 13:10 - 30 June 2009
كان منتصف حزيران/يونيو 1987. وكانت الحرب العراقية المفروضة على ايران في سنواتها الاخيرة. وظهرت الطائرة العراقية الحاملة للقنابل في سماء مدينة سردشت بغرب ايران واستهدفت اربع مناطق مكتظة من المدينة بالقنابل الكيماوية.
عصر ايران – كان منتصف حزيران/يونيو 1987. وكانت الحرب العراقية المفروضة على ايران في سنواتها الاخيرة. وظهرت الطائرة العراقية الحاملة للقنابل في سماء مدينة سردشت بغرب ايران واستهدفت اربع مناطق مكتظة من المدينة بالقنابل الكيماوية.

وقد تكررت الهجمات الكيماوية العراقية 242 مرة وتم العديد من هذه الهجمات ضد المناطق السكنية في القرى والمدن الحدودية الايرانية بما فيها سردشت ، بلغ ضحايا هذه الهجمات 44000 كان معظمهم من المدنيين.

واضافة الى ذلك ورغم مضي 22 عاما على هذه الكارثة فان الفواكة التي تنمو في سردشت مازالت تحمل لحد الان طعم غاز الخردل الذي استخدمه نظام صدام المقبور في هجماته الكيماوية هذه.

وقد شن الجيش الصدامي هجماته الكيماوية هذه في حين ان معاهدة مؤتمر بروكسل لعام 1874 ومؤتمر لاهاي للاعوام 1899 و 1907 تلزم الدول المتحاربة بالامتناع عن جر الحرب الى المدنيين وتلزمها باخراج المدنيين من ساحات القتال.

وتحظر المادة 23 من مقررات لاهاي لعام 1907 ، استخدام الاسلحة واطلاق القذائف او المواد التي تتسبب بكوارث وفجائع اضافية.

ووفقا لقواعد القانون الدولي فان اقدام الجيش العراقي آنذاك على مهاجمة سردشت بالاسلحة الكيماوية يشكل مصداقا بارزا لجرائم الحرب. وجرائم الحرب هي عبارة عن الانتهاك الصارخ لقواعد ومقررات حقوق الحرب او حقوق الصراع المسلح. وتنص على ذلك معاهدة جنيف لعام 1949 والبروتوكولان الملحقان رقم 1 و 2 لعام 1977.

وجرائم الحرب هي عبارة عن : الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين والجرحى واسرى الحرب.

ان الحكومة العراقية التي كانت قد التزمت وفقا لمعاهدة جنيف لعام 1925 بالا تستخدم الاسلحة الكيماوية في الحرب ، بذلت في البداية جهودا كبيرة لانكار استخدامها الاسلحة الكيماوية لكن رغم ذلك فان وفد خبراء الامم المتحدة زار سردشت بامر من الامين العام للمنظمة الدولية.

وفي ختام الزيارة ، اقر رئيس الوفد المذكور بان المناطق السكنية في سردشت تعرضت للقصف الكيماوي بشدة من قبل القوات العسكرية العراقية.

ومع تقديم الوفد الاممي الى سردشت تقريره الى مجلس الامن الدولي ، فان هذا المجلس اصدر بيانا اعلن فيه ان المدنيين الايرانيين اصيبوا بالاسلحة الكيماوية.

وكانت الاسلحة الكيماوية قد وضعت بشكل رئيسي بتصرف نظام صدام من قبل الدول الاوروبية لاسيما المانيا. وقال احد كبار مسؤولي البنتاغون عام 1987 في هذا الخصوص "اننا نعرف بان مصنعين المانيين يساعدان العراق على انتاج الاسلحة الكيماوية. واحدهما يضطلع بدور كبير في هذا المجال ومازال يواصل عمله في العراق".

والملفت ان هذا الموضوع اي حصول صدام على اسلحة الدمار الشامل تحول في النهاية الى ذريعة لاميركا وحلفائها لمهاجمة العراق واحتلاله.