رمز الخبر: ۱۳۸۶۸
تأريخ النشر: 12:11 - 07 July 2009
الدکتور سمير ارشدي
عصرایران ـ اعتبر استاذ اللغه الفارسيه في جامعه الکويت الدکتور سمير ارشدي بان الادب الفارسي متشعب الفنون و رحب الافاق , يمثل حياه المعاصرين الادبيه المتلاطمه و لاسيما جيل الشباب و انه يطفح بالمشاعر الوجدانيه و الانسانيه .
   
و اشار الي الادب الفارسي بعد انتصار الثوره الاسلاميه الايرانيه و قال لقد تغيرت موضوعات الادب الفارسي ولغته وصياغته بعد انتصار الثورة الاسلامية فبالقدر الذي کان فيه الکثير من الاعمال السابقة ترفيها متصنعا بعيدا عن الواقع اخذ ادب هذه المرحلة بعدا زاخرا بالحرکة والحياة والفضائل البشرية والوطنية ومازلنا نرى شعراء يقتنون آثار القدامى لفظا ومعنى وينظرون الى الربيع والاطلال بمنظار عمر الخيام وسعدي الشيرازي.

و راي بانه من البديهي ان يتأثر الادب الفارسي المعاصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة بعد انتصار الثوره الاسلاميه بالأدب الغربي عن طريق الترجمة وبسبب توق الشباب الإيراني للمعرفة والتجديد مع ادراک أهمية حفظ الهوية والاصالة وتحقيق التواصل الأدبي والتمازج الفکري بعيدا عن التقليد الببغاوي معتبرا اللغة الفارسية اللغة الثانية الاوسع انتشارا بعد العربية في العالم الاسلامي حيث ينطق بها اليوم اکثر من 200 ملايين شخص.

و اکد علي ضروره التواصل بين الشعوب الاسلاميه وقال ان تأصيل الوشائج الثقافية بين الشعوب عملية تحتاج الى مثابرة وعمل دؤوب حيث لا تولد هذه العلاقة مصادفة وان ولدت فلن يکتب لها النجاح اذا لم تولي الرعاية والعناية الکافيتين .

و اضاف في ظل الازمة الثقافية التي يعيشها عالمنا اليوم وتکالب التحديات من کل حدب وصوب ألم يأن الاوان لان نتجه نحوالشرق لنرى ونکتشف العديد من القواسم المشترکة التي تجمع شعوبنا؟ ألم يحن الوقت لترجمة آدابنا الى بقية اللغات الشرقية وان نصب جهودنا لتعريب مختارات من الآداب الفارسية والصينية والهندية والترکية...؟ أليست هذه المحاولة منطلقا لحوار الحضارات وتعايش الثقافات؟.

و اکد علي ضروره التواصل العربي الفارسي وقال في العصور الغابرة حتى قبيل التمازج الاسلامي تثاقف العرب والفرس في الحيرة والتي کانت بوابة التبادل الثقافي واللغوي بين الجانبين مضيفا بان الفتح الاسلامي ادي الي تلاقح شمولي أغنى الأدبين حيث استوعبت العربية الکثير من المفاهيم والکلمات الاعجمية. بينما تأثرت الفارسية بلغة القرآن اعمق تأثير.

و اضاف اليوم ومن اجل مستقبل مشرق يحدونا الامل في ان نساهم في سبر اعماق الواقع ونحقق التواصل الادبي بين الشعوب وان نولي اهتماما حقيقيا لآداب کانت ومازالت قريبة من ادبنا العربي أثرت فيه وتأثرت به. واثقين بأن مثل هذا التلاقح يحمل تباشير الغد الذي يحصن فکرنا وثقافتنا ويبني اجيالا تتمسک بهويتها وتتنصل من الاختراق الثقافي ومحاولات الاستلاب التي تتعرض لها امتنا خلال الألفية الجديدة.

و اعتبر بان الادب له دور کبير في تعزيز حوار الحضارات وقال ان الآداب يمکن ان تکون الساحة الرئيسية لحل الأزمات المتصاعدة التي تواجه انسان اليوم وان الادباء والمفکرين يحملون رسالة التحاور وهم القادرون على معالجة التصورات الخاطئة والمشوهة التي تسود العالم اليوم . ان الادب هو مرآة التاريخ ودراسة الآداب تجعلنا ندرک التحديات التي تواجهنا اليوم فالادب يحمل رسالة جديدة هي نشر الوئام والتفاهم وتبديد سوء الفهم والاسهام في لم الشمل.

و اشار الي اهتمام الايرانيين بالادب العربي و قال هناک شوق ونهم لدى القارئ الإيراني للاطلاع على احدث الاعمال الادبية العربية فقد وجدت قصائد الدکتورة سعاد الصباح وقصص فاطمة يوسف العلي وليلى محمد صالح اقبالا واسعا لدى الاوساط الادبية . کما ان هناک 25 کتابا من اعمال جرجي زيدان وحوالي 20 قصة وکتاباً من غسان کنفاني و ان کتاب النبي لجبران خليل جبران ترجم اکثر من 15 مرة وزادت طبعاته على الثلاثين.

و اکد علي تاثر الادب العربي و الغربي بالادب الفارسي وقال ان سقوط المثل العليا جعل المجتمعات الثقافية ضائعة في توجهاتها. لا بوصلة لديها واود ان اشير الى مثل من صميم المجتمع الامريکي. حيث ترجم کولمن بارکس الشاعر الامريکي المعروف مختارات من شعر جلال الدين الرومي العارف الإيراني الکبير الى الانجليزية وجاءت بنحومئتين وخمسين صفحة من اصل ستين الف بيت شعر کتبها الرومي المولوي الذي جعل محبة الله وسيلة وغاية وقد سجل هذا الکتاب اعلى نسبة مبيعات في الولايات المتحدة وکانت شريحة الشباب هي الاکثر اقبالا عليه اي ان جيل الشباب الذي فقد المثل الاعلى وجد قشة الخلاص في ابيات هذا الشاعر الصوفي الإيراني بعد ان وصل الى حائط مسدود واحس بالخواء العاطفي والفراغ المعنوي وعثر على خشبة الخلاص في هذه الروحانية.