رمز الخبر: ۱۳۸۸۵
تأريخ النشر: 08:54 - 08 July 2009
عصرایران  ـ القدس العربي ـ من أشرف الهورـ اتهم الرئيس محمود عباس حركة حماس بأنها طلبت خلال جولات الحوار تأجيل الانتخابات الفلسطينية، وأبدى استعداده للتنازل عن السلطة للحركة حال فوزها في الانتخابات.

وأثنى عباس على دور مصر في رعاية الحوار، وانتقد مواقف الدول العربية لعدم توجيهها إدانة لمعطل الاتفاق، لكن حركة حماس نفت الاتهامات، وشددت على أن أي اتفاق مرهون بإغلاق ملف الاعتقال السياسي.

وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ان حركته لم تتفق مع فتح على أي موعد سوى الاتفاق على عقد جولة جديدة من الحوار (السابعة) التي من المقرر أن تبدأ يوم 25 من الشهر الجاري.

وأكد أبو مرزوق خلال تصريحات صحفية أن حماس "تسعى إلى إنهاء الانقسام السياسي والجغرافي على الساحة الفلسطينية بأسرع ما يمكن"، معتبرا أن استمرار هذا الانقسام "ليس في صالح القضية الفلسطينية".

وكان الرئيس عباس قال في سياق مقابلة أجرتها معه فضائية "الفلسطينية" التابعة لحركة فتح ان قيادة حماس "يطالبون فعلا أن تمدد (الانتخابات)"، وأضاف متسائلاً "لكن لماذا تمدد، خائف؟".

ومضى عباس يقول "تعال إلى صندوق الاقتراع (موجهاً حديثه لحماس)، إذا نجحت ستستلم السلطة قطعا، وإذا لم تنجح غيرك يستلمها، وتداول السلطة".

إلى ذلك نفى أبو مرزوق أن تكون حماس وافقت على تجاوز قضية الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية والانتقال إلى الملفات الأخرى، مشدداً على أن حماس أيضاً ترفض توقيع أي اتفاق "دون حل مشكلة الاعتقالات السياسية".

وأشار إلى أن حماس أكدت استعدادها لإطلاق سراح المعتقلين، "لكن إذا تبقت بعض الأسماء التي ترفض فتح الإفراج عنها فإنه يمكن متابعة هؤلاء بعد التوصل إلى اتفاق بشرط أن تقدم فتح الأسباب والحيثيات التي تمنع إطلاق سراحهم".

واتهم أبو مرزوق حركة فتح بأنها تقدم لإسرائيل، من خلال الاعتقالات السياسية وتنفيذ البنود الأولى من خارطة الطريق، "أكثر مما يجب".
وأوضح أن حماس مستعدة لإرسال وفد قبل تاريخ 25 الجاري "لحل قضايا الخلاف مع فتح".

وكان عباس تطرق خلال المقابلة إلى قضية الانقسام السياسي الفلسطيني، وأكد عدم وجود معتقلين سياسيين من حماس في الضفة، وقال "مرة واحدة اعتقل شخص أستاذ جامعة (الدكتور عدنان قاسم) لمدة ساعتين، وأنا كنت في أوروبا اتصلت بأجهزة الأمن وشتمتهم جميعا وطلبت منهم أن يخرجوه فورا".

وأشار إلى أن حماس ارتكبت "جريمة" حين سيطرت على غزة، وقال "لا أحد ينكر ولا حماس تنكر أنها ارتكبت جريمة وعملت انقلابا، وقسمت الوطن، ظنا منها أنها تحكم في قطاع غزة، وغدا تصل الضفة الغربية وتحكم".

ووصف عباس خطوة حماس بأنها "ساذجة"، وقال انها "أدت بنا إلى خراب كبير"، وكذلك اتهم عباس حماس بأنها ترفض تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، وقال انها يجب أن تعترف بالشروط الدولية، وأنها أيضاً (حماس) ترفض إجراء الانتخابات.

وأشار عباس إلى أن مصر راعي الاتفاق "تحملت كثيرا، والعالم كله تحمل"، وأشار كذلك إلى أن مصر "ليست قادرة وعملت المستحيل وستستمر وأنا متأكد من ذلك".

لكن عباس وجه نقدا للزعماء العرب بسبب مواقفهم من قضية المصالحة الفلسطينية، وقال "إخواننا العرب الآخرون المفروض أن يمارسوا شيئاً من الضغط المعنوي، ليقولوا والله بعد مطالعاتنا الجهة الفلانية أخطأت، نوع من الضغط، كما حصل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عندما قالوا من سيعطل سنقاطعه، وحماس قالت أنا لن أذهب".

وأكد عباس أن موضوع إعادة إعمار غزة يحتاج إلى مصالحة فلسطينية، موضحاً انه بعد حرب إسرائيل الأخيرة "أصبح 100 ألف شخص في العراء، وهناك 15% من أبنية غزة مدمرة، إذا ماذا نعمل، فقلت ألغوا كل الطلبات، أريد طلبا واحدا، تشكل حكومة هذه الحكومة ملتزمة بالالتزامات الدولية، حتى تقوم بعملين فقط، إعادة بناء غزة، والذهاب إلى الانتخابات"، مشيراً إلى أن حماس رفضت هذا الأمر.

إلى ذلك تطرقت المقابلة التي أجريت مع الرئيس عباس لموضوع الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شليط، ووجه عباس انتقادا لاذعا لحركة حماس بسبب عملية الأسر، وقال "هم خطفوا شاليط ولكن ماذا يريدون بشاليط وما المطلوب، منذ ثلاث سنوات الأسرى يعانون وقتل من الشعب الفلسطيني أكثر من 2000 واحد وهذا بسبب شاليط".

وتابع "كل يوم ندفع شهداء من أجل أن يخرج شاليط، هذا أسلوب عقيم، ونحن أمسكنا في الماضي أسرى وبادلنا فيهم"، وأضاف "ثلاث سنوات وعندك شاليط وكان عنده كنز، وهذا كنز يريد الحفاظ عليه للأبد (..) ولو مات شاليط ماذا تعمل؟ فهذا أسلوب فعلا عقيم، وأنت تدفع ألفي شهيد ولم نجد حلا"، ورأى عباس أن التعامل مع قضية شاليط "غلط وخطأ فادح".

وذكر عباس أنه كان يطلب من إسرائيل إطلاق سراح الدكتور عزيز الدويك إلى جانب مروان البرغوثي، وعدد آخر من الأسرى الفلسطينيين.

وتطرق عباس إلى موضوع المؤتمر السادس لحركة فتح مشيراً إلى أن المؤتمر بات على الأبواب وان أعضاءه سيكون لهم مطلق الحرية بممارسة ديمقراطية عالية لاختيار أعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية.

وشدد على ضرورة أن تستعيد مؤسسات فتح هيبتها واستقلاليتها عن السلطة الفلسطينية، على اعتبار أن تكون فتح "الحزب المفترض بها أن تحكم"، وأن تكون "رديف السلطة وليس جزءا من السلطة".

وقال "أنا أريد أن تعود فتح إلى هذا المناخ، هي القوة والتي تمنح الشرعية للسلطة وغيرها، ليس الهدف الأساسي أن أكون وكيل وزارة أو شيئاً آخر".