رمز الخبر: ۱۳۸۹۱
تأريخ النشر: 10:22 - 08 July 2009
عصرایران ـ القدس العربي - قالت صحيفة معاريف العبرية في عددها الصادر الثلاثاء إنّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استطاعت أن تتجاوز كافة العقبات التي وضعت لمنع تهريب السلاح.

حيث لم تمنع كافة الإجراءات من قبل الأمريكيين والمصريين على الحدود مع رفح وتسيير الدوريات من قبل الأمن المصري واستخدام وسائل تقنية متطورة للبحث عن الأنفاق أو رصد عمليات الحفر. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في تل أبيب قولهم إنّ الأمريكيين تلقوا معلومات استخبارية تفيد أن حركة حماس تقوم بالتهريب عبر أنفاق يصل عمقها إلى 60 مترا.

وقد ساعد هذا على عدم كشفها من قبل الأجهزة المتطورة، وهو ما أكده ايضا المسؤول الأمني الإسرائيلي الكبير، الذي تحدث للصحيفة، رافضاً الإفصاح عن اسمه. وأضافت الصحيفة أن احد كبار الضباط في سلاح الطيران الإسرائيلي أكد في سياق حديثه: نحن نقوم بعمليات قصف متتالية للعديد من الأنفاق منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة، لكنهم يحفرون على الفور أنفاقا جديدة.

ونحن لا نستطيع ضرب كافة الأنفاق ولا وقف التهريب بشكل كامل لأن ذلك يتطلب استخدام قذائف اكبر وأسلحة لها قوة تدميرية أعلى وهذا ما يخلق تخوفا بتدمير عدد كبير من البيوت في الجانب المصري والفلسطيني، مع ذلك فإننا نستطيع أن نؤثر على عمليات التهريب وتقليصها، على حد تعبيره.

في سياق ذي صلة، قال عاموس غلعاد، رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، إنّ مصر قادرة على وضع نهاية لتهريب الأسلحة إلى القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس الإسلامية.

وقال غلعاد في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنّ إسرائيل تعتبر ان مصر في وضع يمكنها من مواجهة تهريب الأسلحة ووضع نهاية لهذا الأمر، وأضاف أن رغبة مصر للعمل على منع تهريب الأسلحة تعد غير مسبوقة.

وفي ذات السياق قام وفد عسكري أمريكي بتفقد الحدود المصرية مع قطاع غزة تمهيدا لوضع أجهزة متطورة للكشف على الأنفاق بهدف الحيلولة دون تهريب الأسلحة إلى القطاع.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك قد أوضح مؤخراً أن مباحثات المبعوث الخاص عاموس غلعاد، رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الأمن، ستتواصل في الأيام القريبة مع المسؤولين المصريين، موضحا أن المباحثات تتركز في آلية لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة، وقال إن كميات من السلاح والمعدات تكدست في سيناء وتمنع مصر إدخالها إلى قطاع غزة، على حد تعبيره.

يشار في هذا السياق إلى أنّ الدولة العبرية خصصت ملايين الدولارات الأمريكية للقيام بالهجوم على هذه الأنفاق، وأرسلت عددا كبيرا من افراد قواتها، واستخدمت التحكم صوتيا تحت الأرض وجهاز إحساس ووسائل استكشافية ذات التكنولوجيا العالية في تعزيز أعمال استطلاعها، ولكنها لم تحقق نجاحا كبيرا بهذا الخصوص.

كما حاولت القوات الإسرائيلية مؤخرا أن تبني خندقا طوله 4 كيلومترات وعرضه 120 مترا في منطقة متجاورة مع مصر، وتصب الماء فيه وذلك يعادل خندق المدينة المائي، وبهذا الطريق تجعل الناس لا يستطيعون أن يرفعوا رؤوسهم من تحت الأنفاق.

يشار إلى أنّ الأنفاق الموجودة في غزة ليست طرقا تستخدمها حماس في مقاومتها ضد إسرائيل فحسب، بل وسيلة هامة تحطم بها حماس والفلسطينيون العموميون الحصار المفروض عليهم أيضا، وتدعى هذه الأنفاق شريان حياة للمحافظة على التموين المعيشي في غزة. وتعد الأنفاق في غزة أيضا مشير ريح وميزان حرارة للأوضاع بين فلسطين وإسرائيل والأوضاع الإقليمية أيضا، وذلك يثير قلقا لإسرائيل، وكذا يوتر أعصاب الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى.

وانضمت مصر خلال الفترات الأخيرة إلى المشاركة في تكثيف الجهود لضرب التهريب عن طريق الأنفاق في غزة، ولكن، يمكن التنبؤ بان إزالة الأنفاق بغزة بصورة تامة صعبة للغاية، وحرب الأنفاق بين فلسطين وإسرائيل لا تزال تعرض باستمرار.