رمز الخبر: ۱۳۹۲۷
تأريخ النشر: 14:00 - 09 July 2009
عصرایران - الجزیره -  تجمع مسرحية "نيرفانا" للمخرج حكيم حرب روحانية الشرق وفلسفة الغرب في محاولة لخلق مقاربة بين ما تزخر به رواية "سدهارتا" للكاتب الألماني هيرمان هيسه من أفكار فلسفية وقيم التصوف التي تتجلى في أشعار حافظ الشيرازي والحلاج وابن الفارض والفرنسي بودلير والراحل محمود درويش.

ونيرفانا مفهوم فلسفي يمثل وصول الروح إلى السعادة المطلقة عبر رحلة البحث عن المطلق. وتوحي تلك الحالة بأن الحب أعظم شيء في الوجود، وتصفه بأنه المفتاح الحقيقي لاستكشاف الحقيقة. وتدور الرواية الأصلية حول حياة بوذا مؤسس البوذية واسمه في الأصل سدهارتا غوتاما.

وقال مخرج المسرحية حكيم حرب عقب أحد العروض إن عمله لا يقدم رسالة مباشرة بل يثير حالة لدى المتلقي تستفز ثقافته ووعيه، خصوصا أن العرض ينتمي للمسرح التجريبي ويسعى لإيجاد مقاربة بين فلسفة الرواية الأصلية والتجليات الصوفية بالشرق.

مزج ثقافي

ويرى حرب أن المسرحية التي جاءت ضمن مشروع التفرغ الإبداعي لوزارة الثقافة محاولة للمزج بين ثقافتين عبر عشر لوحات تجمع بين السريالية والتعبيرية والتجريدية تحقيقا لفكرة الشمولية بالمسرح.
 
ويقول في حديث للجزيرة نت إن أي عرض ينشد عموما التغيير والتجديد، ويضيف أن "النهر يعرف مصبه لكنه دائم الجريان، وإلا سيكون بلا روح، وأعتقد أنني بهذه التجربة دخلت منطقة جديدة تختلف عن بقية مسرحياتي العشرين السابقة، عملا بتقديم متعة بصرية وذهنية وإبراز عدة فنون كالموسيقى والتشكيل والشعر والرقص والنحت بالجسد".

ويشير حرب إلى أن المسرحية "بحث وجودي عن الحقيقة، فعندما يتصالح الإنسان مع ذاته فإنه يمتلك القدرة على استيعاب العالم الخارجي ويكتشف وجوب حبه والانتماء إليه وألا يحزن فكل شيء خير ولا يحتاج إلا لموافقته وتقبله المحب وربما عليه أن يترك العالم لغزا يستعصي على الحل فهذا سر جماله ودهشته وخلوده".

بدوره يرى الناقد الفني جمال عياد أن الاقتباس جاء بسبب غياب النص المسرحي ذي السوية الدرامية والفنية، ويقول إن أغلب النصوص المسرحية العربية يطغى عليها البعد الأدبي الذهني وتغيب عنها الرسائل الفلسفية ولذلك يذهب المبدع المسرحي للنصوص العالمية لأنها مكتوبة وفق شكل السيناريو "النص المرئي والسمعي".

الفلسفة والحقيقة

ويوضح الناقد أن العرض بما حواه من لوحات ومشاهد استطاع تقديم الفلسفة كما طرحها هيرمان هيسه متقاطعا مع أغاني وغزليات حافظ الشيرازي وقصائد شعرية للشاعر الفرنسي بودلير والحلاج ومحمود درويش.

وأضاف عياد أن الأدوات الإخراجية بينت أن رحلة البحث عن الحقيقة لا تحدث إلا في حال انعتاق الروح من وطأة جسدها أو خلاص العقل من شقائه المعرفي في جدل يمكن أن يلتقي فيه الشرق والغرب وخصوصا في البعد الإنساني.
 
ولفت إلى أن المسرحية تطرح فكرة فلسفية مفادها أن حالة التطهر النورانية والسمو النفسي تحدث بتحييد أو إقصاء الرغبات الشهوانية في الإنسان وإلغاء غرائزه لتبقى لغة العقل تصغي وترصد إيقاع الحياة.

وأشار الناقد عياد إلى أن المخرج استعان بجسر بين الجمهور وخشبة المسرح للمرة الثانية وهو فضاء مقصود لتبيان خروج بطله من واقعه الاجتماعي كما يظهر الجسر تنوعا في الأداء ويبعد الملل عن المتلقي.