رمز الخبر: ۱۳۹۳۳
تأريخ النشر: 09:12 - 11 July 2009
ان الحرب التي تخوضها قناة بي بي سي هي حرب اعلامية من اجل الحد من نشر الحقائق داخل ايران والبلدان الناطقة باللغة الفارسية. وتقبع خلف كواليس قناة بي بي سي الفارسية سياسة الحكومة البريطانية والموازنات السرية لوزارة خارجيتها.
عصر ايران – ان الحرب التي دخلت فيها قناة بي بي سي هي حرب اعلامية من اجل الحد من نشر الحقائق داخل ايران والدول الناطقة باللغة الفارسية.

ان بي بي سي ليست قناة اخبارية بل انها تشكل علنيا ذراع الحكومة البريطانية لتوجيه الراي العام. ان ميزانية بي بي سي يتم توفيرها داخل بريطانيا من الدفع الالزامي السنوي ل "ترخيص التلفزيونات" من قبل المواطنين البريطانيين. الا ان ميزانية بي بي سي الفارسية التي تخضع لمجموعة الخدمة العالمية ل بي بي سي يتم توفيرها في اطار الميزانية المباشرة للاجهزة الاستخباراتية (الخاضعة لمجموعة ميزانية وزارة الخارجية البريطانية).

وقال اللورد ريث مؤسس بي بي سي عام 1926 متوجها الى اصحاب السلطة "بامكانكم الوثوق بنا لانكم تعرفون باننا لسنا حياديين". وقال نايجل تشايمن مدير الخدمة العالمية ل بي بي سي اثناء تشغيل بي بي سي الفارسية "ان عدم تقديم الخدمات التلفزيونية للمتلقين باللغة الفارسية والعربية يعني ان ايدينا مغلولة في حرب الراي العام". والملفت ان هذه الوسيلة الاعلامية لم تؤسس قنوات باللغات الاسبانية والبرتغالية والفرنسية والصينية واليابانية والتي تملك الكثير من المتلقين ، لكنها تنفق مثل هذه الاموال للسيطرة على الراي العام للناطقين باللغتين الفارسية والعربية.

ان بي بي سي ومن خلال تخصصها وخبرتها في الحرب النفسية ، تتابع اهدافها واغراضها ومصالحها من خلال تلفيق الاخبار وانتقاء الاخبار وانتقاء الضيوف المحللين واثارة الشبهات بين الاخبار.

فعلى سبيل المثال ، في الاحداث الاخيرة بشان الانتخابات الايرانية اصبح من الثابت للعديد من المتلقين عدم حيادية ال بي بي سي. ولكن من اجل ترميم صورتها امام هؤلاء المتلقين زعمت بي بي سي اخيرا بانها اتهمت ابان الثورة الاسلامية في ايران بدعم تغيير النظام الشاهنشاهي! وياتي هذا الزعم من الوسيلة الاعلامية التي اصدرت الامر ببدء عمليات "اجاكس" في الانقلاب ضد حكومة الدكتور مصدق عام 1953 من خلال الاعلان عن كلمة سر العمليات عبر اذاعتها الناطقة باللغة الفارسية ، الى المشاغبين ومنفذي الانقلاب. وبعد ان استمع محمد رضا شاه الى هذه الرسالة من اذاعة بي بي سي وقع قرارا بعزل مصدق وتنصيب زاهدي رئيسا للوزراء.

وابان هجوم الكيان الصهيوني على اهالي غزة العزل ، قدمت بي بي سي دعما واسعا لاسرائيل ما اثار احتجاج الناس وحتى بعض اعضاء مجلس النواب (نواب المعارضة) بشدة ضد بي بي سي.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في هذا الخصوص "ان بي بي سي وطوال الاعوام ال80 الماضية حيث كان لها متلقين كثر في داخل وخارج بريطانيا ، قلما تعرضت لغضب الناس مثلما تعرضت له خلال الايام الاخيرة ، وهو ناجم عن قرار هذه القناة بالامتناع عن بث طلب المسعفين من الناس لتقديم الدعم والمساعدات لاهالي غزة". ووصف دان فاستر احد اعضاء مجلس العموم البريطاني من الحزب الليبرالي الديمقراطي اجراء ال بي بي سي هذا بانه عمل مخز. كما اتهم جون سنتامو احد قادة كنيسية الانغليكن البريطانية ، اتهم ال بي بي سي بدعم الكيان الصهيوني وانتهاك مبدأ الحيادية.

ان تخطيط الحكومة البريطانية عن طريق قناة بي بي سي باللغة الفارسية لايجاد العمليات النفسية فيما يخص الانتخابات الايرانية ، تم قبل فترة طويلة من قبل المؤسسة الاعلامية بوزارة الخارجية البريطانية. ان مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية يتابعون عن كثب وجدية قضية التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية والانتخابات الايرانية. والملفت ان هذه القناة تستضيف محللين معروف عنهم انهم من الشخصيات المعروفة في مجال الحرب النفسية والحرب الناعمة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.



ان الحرب التي تخوضها قناة بي بي سي هي حرب اعلامية من اجل الحد من نشر الحقائق داخل ايران والبلدان الناطقة باللغة الفارسية. وتقبع خلف كواليس قناة بي بي سي الفارسية سياسة الحكومة البريطانية والموازنات السرية لوزارة خارجيتها.

ان هذه القناة ومن خلال استخدام طاقاتها وامكاناتها الاعلامية وبث العديد من الفقرات تقوم بتحقيق اهدافها الانتخابية في ايران. وانصبت محاولات هذه القناة خلال الاشهر الاخيرة على افتعال الاجواء والظروف السلبية وزرع الياس لدى الناس من الجمهورية الاسلامية ونسف اسس اعتماد وثقة الشعب الايراني بالنظام والمسؤولين السياسيين وزرع الياس وزعزعة الثقة لديهم. وفي نظرة تحليلية فان المحاور التي اتبعتها بي بي سي خلال الاشهر الاخيرة تتمثل في :

ان بي بي سي تقوم في برامجها الانتاجية والخبرية وفي اطار زعزعة ثقة الناس بالنظام ، الايحاء بان النظام الحكومي في ايران غامض وغير قابل للفهم ، وتقوم بالتالي بتوجيه هجومها الاعلامي وحربها النفسية ضد مجلس صيانة الدستور. ان بي بي سي تظهر نفسها بانها حريصة على الشعب الايراني وتطالب بحضور المراقبين الدوليين في الانتخابات وتطرح اقتراح حركة الحرية ولجنة صيانة اصوات عدد من المرشحين المحددين لاحلال ذلك محل مجلس صيانة الدستور. ان هذه القناة تسعى لخلق الظروف السلبية ضد احهزة المراقبة في البلاد والايحاء بهذا الموضوع انه مع وجود مجلس صيانة الدستور وتاييد هؤلاء المرشحين فان الناس لن يستطيعوا انتخاب رئيسهم. ان بي بي سي ومن خلال تحليل الشعارات الانتخابية للمرشحين تحاول تشويه صورة هؤلاء المرشحين.

وبناء على ذلك فان شعار الحياد الذي يطرحة مسؤولو هذه القناة ما هو الا زعم لخداع الراي العام. وطبعا فان الاخبار والتقارير والبرامج التخريبية لهذه القناة ازدادت بعد الانتخابات. وخلاصة القول : من المؤكد ان بي بي سي تعد الذراع الاعلامية للحكومة البريطانية.