رمز الخبر: ۱۴۱۲۵
تأريخ النشر: 12:00 - 22 July 2009
عصرایران - (رويترز) - يلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الاربعاء في زيارة تهدف الى تأكيد السيادة الجديدة للعراق وتشجيع المستثمرين الاجانب على العودة الى العراق الذي خربته الحرب.

وتأمل الولايات المتحدة والعراق في اظهار أن العلاقات بينهما انتقلت الى مرحلة جديدة وهي مرحلة تشهد تركيزا على التعاون غير العسكري خاصة بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية منذ ثلاثة أسابيع تمهيدا لانسحاب أمريكي كامل من العراق بنهاية عام 2011 .

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن المالكي سيعقد محادثات أيضا مع وزير الخزانة الامريكي تيموثي جايتنر كما يحضر مؤتمرا للاستثمار.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه "الزيارة ستبرز الروابط غير الامنية وسترسي أساسا للتعاون الاقتصادي والتجارة في المستقبل."

وتسعى حكومة المالكي بهمة الى اجتذاب المستثمرين الاجانب في الوقت الذي تجاهد فيه من أجل انعاش اقتصاد تجمد بعقود من العقوبات والاهمال والحرب.

وسوف يؤكد المالكي خلال زيارته للولايات المتحدة هذا الاسبوع على تحسن الحالة الامنية في العراق بعد ست سنوات من الصراع الذي قتل خلاله عشرات الالاف في المعارك والعنف الطائفي واضطر الملايين الى النزوح عن ديارهم.

وقتل أكثر من 4300 جندي أمريكي في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بحكم صدام حسين عام 2003. ومازالت الولايات المتحدة تحتفظ بما يقرب من 130 ألف جندي في العراق.

لكن المستثمرين لايزالون غير مطمئنين الى قدرة الانظمة القانونية والتنظيمية العراقية على حمايتهم بالقدر الكافي وعلى الرغم من انخفاض معدلات العنف بشكل كبير الا أن التفجيرات الكبرى مازالت أمرا معتادا. كما يعاني العراق من انقسامات عميقة بين الاغلبية الشيعية وبين السنة والاكراد.

ومازالت ادارة الرئيس أوباما قلقة بشأن تقدم المصالحة السياسية في العراق غير أنها لم تضع للمالكي أهدافا سياسية يلتزم بتحقيقها كما فعلت ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.

وقال المسؤول الامريكي "لن نملي على العراقيين ما يجب أن يفعلوه...والتركيز الرئيسي سيكون على التأكيد على أهمية وجود شراكة شاملة طويلة المدى تتخطى الامن."

وقال المسؤول انه لا يعرف ما اذا كان الرئيس الامريكي سيطرح موضوع المصالحة السياسية على المالكي خلال لقائهما بالبيت الابيض.

واستخدم أوباما ونائبه جو بايدن زياراتهما الى العراق هذا العام لمطالبة الحكومة العراقية بالتوصل الى توافق سياسي مع خصومها بشأن نزاعات تتراوح بين اقتسام عائدات النفط وحل موضوعات الحدود الداخلية.

كما يثور القلق بشأن التوتر المتزايد بين اقليم كردستان العراقي شبه المستقل وبغداد لدرجة أن محللين يخشون أن يؤدي هذا التوتر الى تجدد الصراع في الوقت الذي تتعافى فيه البلاد من سنوات من العنف الطائفي.

ويرغب الاكراد في ضم مدينة كركوك التي يقول مسؤولون أمريكيون انها ترقد فوق ما يقرب من أربعة بالمئة من احتياطات النفط في العالم الى اقليمهم الشمالي لكن حكومة المالكي تعارض ذلك بقوة.

وقال سعد الحادثي المحلل السياسي بجامعة بغداد ان المالكي سيطلب من الولايات المتحدة زيادة الضغط على الحكومة الكردية والعثور على حل لان هذا الامر حيوي ولا يمكن تأجيله أكثر من ذلك.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم المالكي ان هذه الرحلة تكتسب أهمية لانها تأتي من أجل البحث عن اطار عمل لعلاقة مدنية لا عسكرية بين البلدين وتتضمن روابط دبلوماسية وسياسية وثقافية.

وقال الدباغ ان المالكي سيسعى خلال لقاءاته مع أوباما ومع بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الى المطالبة بانهاء العمل بالفصل السابع لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الصادر عام 1991 الذي يلزم العراق بدفع خمسة بالمئة من عائدات النفط كتعويضات عن حرب الخليج عام 1991 .

وأضاف الدباغ أن حالة الفصل السابع كبلت العراق وأعاقت سيادته وأثقلته بعبء جرائم النظام السابق في اشارة الى نظام صدام وقراره المشؤوم بغزو الكويت عام 1990 .

وأعدم صدام في ديسمبر كانون الاول عام 2006 .