رمز الخبر: ۱۴۱۴۹
تأريخ النشر: 11:35 - 25 July 2009
عصرایران - حذر العلامة اللبناني محمد حسين فضل الله في بيان, من مؤامرةٍ كبرى تحرّكها أدوات تسلّلت إلى مواقع قضائيّة دوليّة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن مكتب العلامة فضل الله انه جاء في البيان:
إنّنا، ومن خلال متابعتنا لحركة التدخّلات الخارجيّة في الوضع اللّبناني، وعبثها بأكثر من ملفّ، ومن خلال رصدنا للحركة الإسرائيليّة، والأهداف التي يتطلّع إليها العدوّ في اعتداءاته المباشرة وغير المباشرة، ودخوله على خطّ العلاقة مع قوّات "اليونيفيل"، وفي الوقت الذي نلحظ تباطؤاً في عملية تشكيل الحكومة، وما يستتبع ذلك من تأجيل للملفّات الداخلية الحيويّة، وخصوصاً تلك التي تتّصل بالجوانب المعيشية والحياتية للنّاس، نلمح مخطّطاً خبيثاً، تحاول من خلاله بعض الجهات استخدام محاور دوليّة وغير دوليّة لاختلاق ملفّ جديد، وخلق مناخات تؤسّس لفتنة داخلية، وتسعى لتحريك خيوط الفتنة المذهبيّة، تارةً باستخدام عنوان المحكمة الدولية، وطوراً من خلال استخدامها عناوين أخرى لا تخرج عن نطاق المساومة في ملفّات سياسية، حيث يظنّ هؤلاء أنّ العبث بأدوات الفتنة يُؤهّلهم لفرض شروطٍ معيّنة على هذه الجهة الداخلية أو على هذه الدولة وتلك، في لعبة الأمم التي يُراد للبلد الصّغير أن يدفع أثمانها باهظةً، كما دفع ذلك في السّابق، ويراد للّبنانيين أن يكونوا وقوداً لها وحطباً، ليدخل البلد في متاهات فتنة لا تُبقي ولا تذر.

لقد كنّا نأخذ على الأطراف المتعدّدة في الداخل استغراقها في العبث السّجالي من النّاحية السياسيّة، ولكنّنا نقول: إنّ ذلك شيء، والفتنة شيء آخر... وقد كنّا ولا نزال نلمح محاولات دؤوبة لرصد مدى قدرة المقاومة على الخروج من دائرة هذه الضغوط، أو كيفيّة تعاملها مع بعض الإشارات والرسائل المحسوبة والمدروسة التي انطلقت من هنا وهناك. ولكنّنا نلمح خيوط المؤامرة الكبرى التي رسمتها جهات معادية، وعملت على دفعها إلى الواجهة شيئاً فشيئاً، من خلال أدوات تعمل لحسابها، وتوجّه أصابعها الاتّهامية وخيوطها العنكبوتية بتوقيت معروف ومحسوب.

إننا، ومن موقعنا الشرعي، ومن خلال رصدنا لكلّ هؤلاء ومن يحرّكهم ومن يقف وراءهم، نحذّر كلّ من تسوّل له نفسه أن يعبث بالساحة الداخلية، وكل من يسعى لإحداث فتنة بين السنّة والشيعة، ونؤكّد أنّنا لن نسمح له بذلك، حتى وإن اختفى وراء عناوين دولية، أو حاول التسلّل إلى مواقع قضائية دولية أو غيرها. وندعو العقلاء في الداخل وفي المنطقة كلّها، إلى ملاحقة هؤلاء وكشفهم وفضحهم، والاقتصاص منهم، قبل أن يحقّقوا أغراضهم ويترجموا أهداف العدوّ في حرق البلد من الداخل، بعدما عجز عن إخضاعه بالحرب الوحشيّة المباشرة، ونقول للجميع:(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )(الأنفال/25).