رمز الخبر: ۱۴۲۵۵
تأريخ النشر: 12:05 - 29 July 2009
عصرایران -  (رويترز) - وضعت الولايات المتحدة والصين رؤية مشتركة لكيفية قيادة الاقتصاد العالمي للخروج من الكساد الا أن البلدين لم يكن لديهما الكثير على الصعيد الدبلوماسي خلال محادثات استمرت يومين بشأن عدد من القضايا بداية من تغير المناخ حتى كوريا الجنوبية.

وبنهاية الجولة الاولى يوم الثلاثاء من المحادثات التي ستصبح فيما بعد منتدى "الحوار الاقتصادي والاستراتيجي" السنوي اتفق البلدان على اتخاذ خطوات تهدف الى اعادة التوازن الى الاقتصاد العالمي والحفاظ على الانفاق التحفيزي حتى يتم ضمان تحقيق الانتعاش الاقتصادي.

كما وقع البلدان مذكرة تفاهم بشأن قضايا تغير المناخ وقضايا الطاقة والبيئة دون وضع أي أهداف محددة كما تعهدا بدعم التجارة الحرة.

وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحفي "قد لا يثمر وضع الاسس عن تحقيق انجازات ملموسة على الفور الا أن كل خطوة على طريق خلق الثقة والتفاهم تعد استثمارا جيدا للغاية."

وربما كان أكبر انجاز هو اتفاق البلدين على حاجتهما الى اعادة تشكيل اقتصاداتهما كي يقل اعتماد الصين على الصادرات من أجل تحقيق النمو وكي تستأنف الولايات المتحدة الادخار والاستثمار من أجل وضع حد لدورة التذبذب بين النمو والتراجع.

وقال وزير الخزانة الاميركي تيموثي جايتنر "ستعيد الصين التوازن من أجل تحقيق نمو يقوم في الاساس على الطلب المحلي."

وأشار الى أن ذلك يأتي في حين تعلمت الولايات المتحدة بالفعل "أهمية العيش في حدود امكاناتها كبلد وعلى مستوى دخل الاسرة."

وأشادت كلينتون بالمناقشات كرمز لتقدم استمر 30 عاما بين البلدين في ظل تاريخ من الانقسامات الدبلوماسية والايديولوجية العميقة. الا أنه كانت هناك علامات على أن البلدين لا يزالا يكافحان من أجل سد تلك الفجوة.

وفي تعليق بشأن عدد من القضايا بداية من كوريا الجنوبية وحتى حقوق الانسان لم تفصح كلينتون بأكثر مما تحدث الجانبان بشأنه.

وقالت "حقوق الانسان جزء لا يتجزأ على الاطلاق من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي. ناقشنا عددا من قضايا حقوق الانسان بما في ذلك الوضع في شينجيانغ وأبدينا مخاوفنا."

وعلى الاقل أوضحت الولايات المتحدة علنا احدى القضايا الشائكة وهي حث الصين على السماح بارتفاع عملتها بوتيرة أسرع. الا أن نبرة الصين كانت أكثر حدة اذ حذرت من السماح بتراجع الدولار الى حد كبير.

وقال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ تشي شان في وقت سابق يوم الثلاثاء "بصفتها احدى البلدان الرئيسية المصدرة للعملات الاحتياطية في العالم يجب على الولايات المتحدة أن توازن بشكل صحيح وأن تتعامل على نحو مناسب مع تأثير المعروض من الدولار على الاقتصاد المحلي وعلى الاقتصاد العالمي بأكمله."

وترغب الولايات المتحدة في ارتفاع العملة الصينية من أجل المساعدة على تصحيح الاختلال التجاري الا أن الصين لا تزال تعتمد على قطاع التصدير وستتجنب أن تخسر جراء تراجع الدولار الذي من شأنه أن يقلل من قيمة حيازاتها الكبيرة من الدولار.

وبينما تحاول الولايات المتحدة شرق طريقها للخروج من أطول ركود تشهده منذ الكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي وبينما تعاني الصين من التراجع الحاد في الطلب على الصادرات كان التركيز الرئيسي خلال المحادثات على استعادة الاستقرار الاقتصادي.

وبالفعل بدا الاقتصاد النقطة التي اجتمع حولها الجانبان اذ اتفقا على الحد من الاختلال التجاري والحفاظ على الانفاق التحفيزي حتى يتم ضمان تحقيق الانتعاش الاقتصادي.

والولايات المتحدة أكبر مستهلك لصادرات الصين كما أن الصين أكبر دائن بالنسبة للولايات المتحدة اذ بلغت قيمة ملكيتها من سندات الخزانة الامريكية حتى 31 مايو ايار 802 مليار دولار. وترغب الولايات المتحدة في أن تواصل الصين شراء سنداتها لتمويل عجز الموازنة المقدر أن يبلغ 1.8 تريليون دولار هذا العام.