رمز الخبر: ۱۴۲۸۵
تأريخ النشر: 10:25 - 30 July 2009
عصرایران - تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية وسكان معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في منطقة الخالص بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، في وقت تضاربت فيه الأنباء عن عدد قتلى الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين الثلاثاء.

وقال متحدث باسم الشرطة العراقية إن المواجهات تجددت عندما أقامت الشرطة مخفرا داخل المعسكر ورفعت العلم العراقي، وأشار إلى أن القوات العراقية سيطرت على معظم أجزاء المعسكر. وقال ضابط شرطة آخر إن المواجهات استمرت حتى وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.

من جهته قال قائد شرطة مدينة بعقوبة اللواء الركن عبد الحسين الشمري في تصريحات لتلفزيون "العراقية" الحكومي إن مفاوضات جرت عصر أمس بين قادة في الجيش العراقي وممثلين عن المنظمة استمرت ساعتين لم تثمر عن أي حل للأزمة.

ونفى الشمري التقارير الإخبارية التي تحدثت عن وقوع ثمانية قتلى في جانب منظمة مجاهدي خلق وتحدث عن مقتل شخصين فقط، فيما أصيب 66 من عناصر الشرطة.

وكان محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي ومصادر في منظمة مجاهدي خلق أكدوا في وقت سابق أن ثمانية من عناصر المنظمة قتلوا وجرح 425 في المواجهات التي دارت بين الشرطة العراقية وعناصر المنظمة مساء الثلاثاء.

وأوضح المهداوي أن 80 شخصا أصيبوا بالتسمم نتيجة استنشاقهم غازات مسيلة للدموع أطلقتها الشرطة العراقية لإيقاف أعمال العنف، فيما جرح 30 شرطيا عراقيا في هذه الأعمال وغالبيتهم أصيب بالسلاح الأبيض.

وقال المهداوي إن الشرطة العراقية وصلت الثلاثاء إلى المعسكر لإقامة مخفر شرطة هناك وردت بالغاز المسيل للدموع عندما حاول سكان المعسكر منعهم من الدخول.

إدانة رجوي

وقد أدانت مريم رجوي في بيان أصدرته في روما ما سمته الهجوم "العدواني" على معسكر أشرف، ووصفته بأنه انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية وتطمينات الحكومتين العراقية والأميركية التي تتعلق بحماية سكان المعسكر.

ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري اتهامات رجوي، وقال إن معسكر أشرف يقع داخل الأراضي العراقية ومن حق السلطات العراقية أن تدخله لفرض القانون على الجميع.

وبثت منظمة مجاهدي خلق صورا عبر موقع يوتيوب لما قالت إنها أحداث اقتحام القوات العراقية لمعسكر أشرف.

وتظهر بعض الصور إزاحة قوات الأمن للسياج المحيط بالمعسكر وقيام سيارة عسكرية بدهم مجموعة متظاهرين ودهس عدد منهم.

وقد تظاهر سكان المعسكر أمس احتجاجا على ما وصفوه بالقمع الذي تعرضوا له على يد قوات الأمن رافعين صورا قالوا إنها لقتلى الثلاثاء.

وفي واشنطن دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة العراقية ومجاهدي خلق إلى ضبط النفس، وأضافت أن الحكومة العراقية تتحمل الآن مسؤولية إقرار الأمن في المعسكر.

وقالت كلينتون إنها تتوقع أن تفي السلطات العراقية بالتزاماتها لواشنطن بعدم إرسال سكان المعسكر إلى دول قد يتعرضون فيها للتعذيب أو الاضطهاد بسبب معتقداتهم السياسية والدينية.

من جانبها رحبت إيران بعملية الدهم التي نفذتها السلطات العراقية على معسكر أشرف الذي يقطنه عناصر منظمة "مجاهدي خلق" الذين تعدهم طهران متمردين.

ونقلت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني القول "رغم أن هذا التحرك من الحكومة العراقية جاء متأخرا، فإننا نرحب بتطهير الأراضي العراقية من الإرهابيين".

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد أعلن قبل يومين أن الحكومة العراقية ستتسلم مسؤولية الأمن وتنظيمه داخل معسكر أشرف ضمن إجراءات انتقال المسؤولية الأمنية وبالتنسيق مع القوات الأميركية حيث ستتولى القوات الأمنية العراقية حماية أمن الأفراد داخل المعسكر.

وقال الدباغ إن الحكومة العراقية لا تنوي ترحيل أي فرد منهم أو إخراجهم من العراق قسريا طالما روعيت القوانين العراقية النافذة. وأضاف أن بغداد ستواصل مساعيها مع الدول والمنظمات الإنسانية لإيجاد بديل عن إقامتهم في العراق.

وكانت القوات الأميركية أقدمت بعد غزو العراق عام 2003 على نزع أسلحة مجاهدي خلق ونقلت السلطات في محيط المخيم إلى القوات العراقية العام الحالي.

وتحاول الحكومة العراقية منذ مدة طويلة إغلاق المخيم والتوصل إلى حل للمقيمين داخله إما بعودتهم إلى إيران أو عبر نقلهم إلى أماكن في عمق الصحراء أو إلى بلد ثالث، لكن الأمور بقيت على حالها.