رمز الخبر: ۱۴۴۵۵
تأريخ النشر: 10:05 - 05 August 2009
عصرایران - تواصلت في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية أعمال المؤتمر السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وذلك على الرغم من غياب عدد من كوادر الحركة في قطاع غزة والشتات، وقد حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته في الجلسة الاقتتاحية على تقديم رؤية الحركة في كافة القضايا كما أعلن تمسكه بالحوار الوطني والمفاوضات مع إسرائيل دون إسقاط الحق المشروع في المقاومة.

وقد أُطلق اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على المؤتمر، كما اختير تاريخ ميلاده، أي الرابع من أغسطس/ آب موعداً للانعقاد.
 
ويشارك في المؤتمر نحو 2267 عضوا بعد قرار من قيادة الحركة بزيادة عدد
أعضائه. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ثمانون وفدا من دول عربية وأجنبية ووفود من أحزاب دولية.
 
ويهدف المؤتمر الذي يأتي بعد عشرين عاما من انعقاد سابقه، إلى انتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة ومجلس ثوري وتبنّي برنامج سياسي جديد.
 
ويلتئم الاجتماع وسط غمرة خلافات داخلية عاصفة بين أعضاء فتح التي تعتبر العمود الفقري للسلطة الفلسطينية، وتعاني حسب مراقبين ترهلا تنظيميا وإداريا داخليا وصراع أجيال تاريخية وأخرى شابة.
 
جلسة مغلقة

وقال مراسل الجزيرة في بيت لحم وائل الشيوخي إن المؤتمر عقد مساء الثلاثاء جلسة مغلقة لمناقشة ورقتين إحداهما سياسية والأخرى تنظيمية، مشيرا إلى أن الورقة السياسية ستجيب على سؤال حول هل ستبقى الحركة حركة مقاومة أم لا؟ ومن المقرر أن تؤكد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بما تضمنه القوانين الدولية.
 
أما الورقة التنظيمية فستتناول الوضع التنظيمي لحركة فتح، حيث سيطلع عباس المؤتمرين على كل التطورات خلال العشرين عاما الماضية ما بين المؤتمر الخامس والسادس مرورا باتفاقية أوسلو.
 
ووفق ما هو مقرر -حسب المراسل- فسيتم تشكيل لجان منبثقة عن اللجنة التنظيمية سياسية وإقليمية واجتماعية وتعليمية، ومن ثم تجتمع اللجنة مرة أخرى لتصدر توصياتها.
 

خيار السلام

وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن اعتماد خيار السلام والتفاوض وفق الشرعية الدولية لا يعني وقوف فتح والسلطة عاجزتين أمام ما وصفها بالانتهاكات المدمرة لعلمية السلام.
 
وأكد الاحتفاظ بحق الفلسطينيين "الأصيل" في المقاومة المشروعة التي يكفلها القانون الدولي، لكنه أكد أن حق المقاومة يرتبط بإجماع الوطن وتحديد أساليبها الملائمة ووقته المناسب، رافضا الانجرار إلى ما يمكن أن يسيء إلى صمود ونضال فتح، على حد قوله.
 
وبخصوص العلاقة مع إسرائيل، قال عباس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول حرف أنظار العالم من خلال اقتراح تسهيلات اقتصادية كبديل عن الحقوق السياسية.
 
وأضاف أن الهدف الوطني الأسمى هو الاستقلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مؤكدا أن السلطة لن توقع على أي اتفاق حتى يتم "تبييض" السجون الإسرائيلية جميعا، مشيرا إلى أن ست قضايا يجب حسمها مع إسرائيل وهي اللاجئون والقدس والمستوطنات والحدود والمياه والأمن.
 
أما فيما يتعلق بالخلافات الداخلية في فتح إثر تصريحات أمين سر الحركة فاروق القدومي واتهامه عباس والنائب محمد دحلان بالتورط في اغتيال عرفات، فقد أعلن الرئيس الفلسطيني أن السلطة الفلسطينية ستواصل البحث والتحري لمعرفة أسباب وفاة عرفات، ورفض ما وصفه بالمتاجرة بدم عرفات قائلا إن هذا "عيب ويجب أن يتوقف".

مهاجمة حماس

وهاجم عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خلفية منعها عناصر فتح في قطاع غزة من السفر للمشاركة في المؤتمر، ووجه تحية لأبناء فتح في قطاع غزة "الذين منعهم الانقلابيون من التوجه إلى الشق الآخر من الوطن". ووصف عباس أتباع فتح في غزة بالصامدين في وجه "القمع والتعسف".
 
كما أكد التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" متهما جهات فلسطينية لم يسمها بمحاولة تغييبها.

وحث عباس المشاركين في المؤتمر على تقديم رؤية حركة فتح حول كافة قضايا الشأن الفلسطيني خاصة في إدارة السلطة الفلسطينية، والسعي نحو إقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة.

واعترف عباس بارتكاب حركة فتح أخطاء أبعدتها عن الجماهير، إضافة إلى ضعف الانضباط التنظيمي، مما أدى إلى خسارتها للانتخابات التشريعية وقطاع غزة.