رمز الخبر: ۱۴۶۴۷
تأريخ النشر: 08:31 - 12 August 2009
رضا احمدی
عصرايران ، رضا احمدي – يطرح في هذه الايام بين الفينية والفينة موضوع الهجوم العسكري الاسرائيلي على ايران واستهداف المنشات النووية الايرانية ويعتبرون ذلك احد السبل المتاحة لاسرائيل لوقف النشاطات النووية الايرانية.

ويقول البعض بان العمل العسكري ضد المنشات النووية الايرانية يمكن ان يضع نهاية للبرنامج النووي الايراني الا ان توقعا كهذا خاطئ تماما والدليل على ذلك هو :

- توطين البرنامج النووي الايراني

ان البرنامج النووي الايراني قد تم توطينه بنسبة كبيرة ويمكن اعتباره برنامجا نوويا محليا. وحتى اذا ما هاجمت اسرائيل او اي جهة اخرى جميع المنشات والصناعات النووية الايرانية فان ايران قادرة على انجاز برنامجها النووي مجدا من البداية وحتى النهاية.

- التوزع :

ان المنشات النووية الايرانية تم توزيعها بصورة ذكية في ارجاء البلاد وان امكانية استهداف جميع الوحدات الصناعية والمنشات النووية في عملية عسكرية واحدة غير ممكن تقريبا.

- قوة الردع الايرانية :

ان القوات المسلحة الايرانية المؤلفة من الجيش والحرس الثوري هي الان في مستوى مناسب من ناحية الجهوزية العسكرية والقتالية رغم العراقيل التي وضعت طوال ال30 عما الماضية بما فيها العقوبات التسليحية ، الامر الذي اسهم في ايصال امكانية شن اي طرف خارجي هجوما عسكريا الى ادنى مستوى له.

ان ايران وكما اظهرت في الاعوام السابقة لم تسمح حتى لعدة عسكريين اوغير عسكريين اجانب بالاعتداء على حدودها واثبتت حزمها في هذا الخصوص.

- كون اسرائيل وحيدة :

ان العمل العسكري الاسرائيلي ضد ايران يجب ان يتم بلاشك بالتعاون مع دول المنطقة ونظرا الى الوضع الحالي لهذه الدول يمكن بسهولة ادراك ان ايا من دول المنطقة لن ترضى بالتعاون الملموس مع اسرائيل لاستهداف ايران ، رغم ان ثمة اخبارا تبث بصورة غير رسمية حول رضا بعض الدول العربية عن هجوم عسكري اسرائيلي على ايران ، لكن لا يمكن اخذها على محمل الجد لان انعدام الامن على الحدود الايرانية سينتقل بالتاكيد الى المنطقة باسرها.

ان ايران تملك اطول حدود مشتركة على ضفاف الخليج الفارسي باعتباره احد اهم مراكز انتاج وعرض النفط في العالم. ان انعدام الامن على الحدود الايرانية يعني انعدام الامن في مجمل الخليج الفارسي.

كما انه لو ثبت لطهران ، تعاون دولة في المنطقة مع اسرائيل فان هذه الدول ستكون طرفا في الحرب.

- الوضع الداخلي الاسرائيلي :

ان اسرائيل اقدمت خلال الاعوام القليلة الماضية على شن هجومين عسكريين واسعين لم تتمكن في اي منهما من تحقيق القسم المهم من اهدافها اي حذف الطرف المنافس. ان اسرائيل لم تتمكن في حربي ال33 يوما وال22 يوما من القضاء على حزب الله في لبنان ولا على حماس في عزة

وهذا مؤشر على الضعف الداخلي لاسرائيل يجعل من غير الممكن ان يقوم هذا الكيان بشن هجوم عسكري على ايران.

- الموافقة الامريكية :

ان اسرائيل لن تستطيع بلاشك القيام بهجوم عسكري ضد ايران من دون التعاون او الموافقة الامريكية. ان موافقة اميركا يعني الموافقة على ان تشهد منطقة الشرق الاوسط موجة من عدام الاستقرار الشامل والمستمر بحيث ان ايجاد مخرج لها اصعب بكثير عن الازمات الحالية في العراق وافغانستان. لذلك فانه نظرا الى تولي الديمقراطيين الحكم في البيت الابيض والتحدي الاقتصادي الذي تمر به اميركا فان الاخيرة لن تكون مستعدة للقيام بمجافزة جديده.