رمز الخبر: ۱۴۷۶۴
تأريخ النشر: 15:25 - 15 August 2009
عصرایران - استنكرت بعض الجمعيات والأحزاب والشخصيات الجزائرية كتاب "التصوف الإرث المشترك" الذي أصدره رئيس الطريقة العلاوية خالد بن تونس بمناسبة مئوية الطريقة، واعتبرت الصور والمنمنمات الواردة فيه تمس بالمقدسات الإسلامية.
 
وطالبت جمعية علماء المسلمين الجزائريين بسحب الكتاب من السوق، كما طالب المجلس الإسلامي الأعلى -وهو هيئة استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية- بسحب الصور المتعلقة بشخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم عليه السلام، وجبريل وآدم وحواء.

من جهتها اعتبرت الأحزاب الإسلامية دعم السلطة للتيار الصوفي محاولة منها لتحجيم تيار الإسلام السياسي في الجزائر، كما قال الشيخ عبد الله جاب الله رئيس أحد جناحي حركة الإصلاح الوطني ذات التوجه الإسلامي.

مسؤولية النظام

وأضاف جاب الله في حديث خاص للجزيرة نت أن "النظام الجزائري ينوع في محاربة المشروع الإسلامي والأحزاب الإسلامية على وجه التحديد، ومن أساليبه تشجيع الطرق الصوفية، وتمويلها وتمكين رجالها من المساجد، أما الأئمة الذين يحملون فكرا مختلفا فقد تم إقصاؤهم من الإمامة في المساجد وفي مقدمتهم أصحاب الانتماءات الحزبية والسياسية".

ويعتبر جاب الله الصور الواردة في كتاب "التصوف الإرث المشترك" إساءة لمقدسات وثوابت لا يجوز النيل منها بسوء وأهمها -بعد الله عز وجل- شخصية الرسول محمد عليه الصلاة، مؤكدا أن القرآن الكريم واضح في هذا الشأن كما جاء في قوله تعالى "والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم".

ويشدد جاب الله على اتفاق علماء الأمة على عدم جواز تصوير كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم مستنكرا أن يأتي "هذا السلوك السيئ" من شخص ينتمي إلى أمة الإسلام.

الرد
ويرد الشيخ خالد بن تونس رئيس الزاوية العلاوية في بيان مطول على منتقديه بقوله إن "الصور موجودة بالإنترنت، والمنمنمات كانت تباع في السوق الجزائرية في سبعينيات القرن الماضي" دون أن يحرك أحد ساكنا.

ويصف الشيخ جاب الله هذا التبرير بأنه "كلام سخيف" معتبرا أن "ناقل الظلم والفساد والفسوق والكفر وما شابه ذلك مثل واضعها الأصلي"، وأن الزوايا الصوفية هي أضرحة لشيوخ دين يزورها الناس للتبرك بها، ويقدم الزوار صدقاتهم للزاوية لتوزيعها على المحتاجين، أو إنفاقها على تدريس القرآن الكريم.

وتعليقا على هذا الجدل، يرى المحلل السياسي عبد العالي رزاقي في حديث خاص للجزيرة نت أن هذه الردود ذات شقين أحدها ديني على الصور والآخر سياسي على اهتمام السلطة بالحركة الصوفية، وهو-في رأيه- ما أثار حفيظة الأحزاب الإسلامية الجزائرية لاعتقادها أن الهدف من ذلك تحجيم تيار الإسلام السياسي.

ويقول رزاقي "إن الزوايا كانت تعمل إبان حقبة الاستعمار الفرنسي على تمكين الفرنسيين من البقاء في الجزائر، ولعبت دورا سلبيا إزاء ثورة التحرير" وهو ما يعتقده الكثيرون من الجزائريين وفي مقدمتهم جمعية العلماء المسلمين.