رمز الخبر: ۱۴۸۴۰
تأريخ النشر: 08:51 - 18 August 2009
عصرایران - حملت الحكومة اليمنية أنصار الحوثي مسؤولية أحدث جولة من القتال مع القوات الحكومية، وبينما يتحدث الحوثيون عن تقدم مقاتليهم أعلن الجيش اليمني أنه كبدهم خسائر فادحة، في حين قال الهلال الأحمر اليمني إن الحوثيين اقتحموا مخيماً للنازحين واستولوا على مواد الإغاثة.

وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أمس الاثنين إن الحوثيين اعتبروا إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من جانب واحد في يوليو/تموز 2008 أن الصراع انتهى علامة على ضعف الحكومة وتجاهلوا كل الدعوات لاستئناف الحوار والانضمام إلى جهود إعادة الإعمار.

وأضاف القربي في مقابلة مع وكالة رويترز أمس الاثنين أن الحوثيين حاولوا على مدى الشهور الستة الأخيرة توسيع نفوذهم، واتهمهم بمهاجمة منشآت حكومية واحتلال مدارس وسد طرق وتوسيع نطاق قتالهم إلى خارج معاقلهم في محافظة صعدة باتجاه محافظتي الجوف وحجة القريبتين.

وأكد أن تلك الأوضاع تفجرت في نهاية الأمر ونشبت الحرب الدائرة الآن، لكنه امتنع عن الإدلاء بأرقام بشأن الضحايا.

أما على الصعيد الميداني فقد ذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة أن العشرات سقطوا في المواجهات بين القوات الحكومية وجماعة أنصار الحوثي في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

معارك متبادلة

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية قوله إن "العمليات النوعية لأبطال القوات المسلحة والأمن وصقور الجو خلال الأيام القليلة الماضية حققت أهدافها وكبدت عناصر التمرد والتخريب خسائر فادحة ولقنتهم دروساً قاسية"، دون أن يشير إلى حجم الخسائر.

وأوضح المصدر أن وحدات الجيش والأمن تمكنت من السيطرة على كثير من المناطق والجبال التي كانت تتمركز فيها تلك العناصر، كما تم تدمير العديد من مخازن الأسلحة والذخائر التابعة لها، والقبض على العديد من عناصر التمرد، حسب قوله.

كما قال إن الجيش يتعقب الحوثيين بعد فرارهم من منطقة إلى أخرى، بعد تلقيهم ضربات موجعة دمرت تحصيناتهم في مناطق قطابر وشذا ومطرة وغيرها، حسب تعبيره.

ورغم تصريحات وزارة الدفاع اليمنية بتحقيق انتصارات متلاحقة على الحوثيين فإن مصادر مستقلة تؤكد أن قطع الاتصالات والطرق الرئيسية بين محافظة صعدة وباقي المدن اليمنية يعطي معلومات غير دقيقة عن وقائع المعارك التي دخلت أمس الاثنين يومها السادس.

وتقول المصادر إن القوات الحكومية صدت هجوما للحوثيين على موقع عسكري في منطقة الطلح وفجرت مخزنا للذخائر للحيلولة دون وصول عناصر الحوثي إليه والاستيلاء على محتوياته.

من جهته أعلن مكتب الحوثي في بيان أمس الاثنين تعليقاً على تقدم الجيش أن المواجهات الحقيقية لم تتم وما زالت خططهم العسكرية تحت الطاولة ولا تحتاج حتى اللحظة لأي عمل.

وأضاف البيان أنه تمت السيطرة على موقع جبل المتجرف العسكري مساء الأحد لتصبح المنطقة تحت الحصار الكامل بما فيها المواقع العسكرية في المنطقة، مؤكداً أنه تم أسر قوات حكومية في عدة مناطق.

ثلاثة قتلى

وفي الإطار ذاته قال مصدر محلي إن ثلاثة حوثيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون في اشتباكات أمس الاثنين بمديرية الغيل بمحافظة الجوف شرق اليمن التي تعتبر المحافظة الثانية التي تشهد مواجهات بين الحوثيين ومجموعة قبلية.
 
وقال أحد رجال القبيلة للوكالة الفرنسية إن تبادل إطلاق النار وقع بينما كان الحوثيون يحاولون نصب نقطة أمنية بالمنطقة لتأمين مخرج للمقاتلين في حال واجهتهم ضغوط من قبل القوات الحكومية في صعدة.

من ناحية ثانية نقلت الوكالة الفرنسية عن رئيس الهلال الأحمر اليمني عبد القادر شاويط قوله إن متمردين حوثيين اقتحموا مخيم العند الموجود على مشارف مدينة صعدة واستولوا على مواد الإغاثة.

وحث الهلال الأحمر الحكومة على وقف عملياتها القتالية ضد الحوثيين لمدة يومين كي يتمكنوا من نقل سكان المخيم -الذين لجؤوا إليه خلال سنوات الحرب- إلى مخيمات أخرى بعيدة عن القتال الدائر.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت في بيان لها الأحد إن آلاف النازحين فروا من ديارهم بمحافظة صعدة بسبب القتال الدائر ولجؤوا إلى محافظة عمران المجاورة.

ويذكر أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عرض على الحوثيين الأسبوع الماضي مبادرة للسلام تتضمن ستة شروط أهمها تسليم السلاح والنزول من المواقع التي يتحصنون فيها، غير أن المبادرة قوبلت بالرفض من الحوثيين الذين أصروا على الاحتكام للاتفاقية الموقعة بين الطرفين في الدوحة قبل عامين.