رمز الخبر: ۱۴۹۸۵
تأريخ النشر: 12:42 - 23 August 2009
عصرایران - أكدت أوساط مطلعة في دمشق لـ'القدس العربي' أن القاهرة ما زالت تدفع باتجاه إعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة اللبنانية المزمع تشكيلها.

وتعليقاً على العقبات التي يواجهها النائب المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد خلافات حادة على توزيع الحقائب والأسماء واتهامات متبادلة بالتعطيل بين طرفي الموالاة والمعارضة، ترافقت مع هدوء تام لجبهة التشاور السعودي السوري بخصوص تلك الحكومة واحتمالات انطلاق هذا التشاور خلال الأسبوع الجاري، أكدت المصادر التي رفضت كشف اسمها أن القاهرة ما زالت تفكر جدياً بإعادة تكليف السنيورة، وأنها لم تسقط من حساباتها الممكنة هذا الاحتمال حتى الآن.

واضافت المصادر قولها أن القيادة المصرية كانت قلقة إزاء التطورات التي رافقت زيارة المبعوث السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله إلى دمشق أواخر حزيران (يونيو) الماضي وما حملته من تغيير شبه جذري في مواقف سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة تجاه سورية ورغبته في زيارتها بعد تشكيل حكومته، وسعت بالتنسيق مع أطراف سعودية ولبنانية (لم تشأ تسميتها) غير راغبة بعودة القطار اللبناني إلى السكة السورية حسب وصفها لتوفير أجواء تهيئ لإعادة تكليف السنيورة خاصة وأن الملك السعودي طلب من سعد الحريري ترطيب الأجواء مع سورية وإطلاق مبادرات حسن نوايا تجاهها.

وكان العاهل السعودي قد أرسل نجله عبد العزيز بن عبد الله إلى دمشق سابقا لبحث المسألة اللبنانية وتشكيل الحكومة، وتقول بعض التقارير ان التوافق السوري السعودي لم يكتمل وانه ما يزال توافقاً جزئياً يتعلق بالمحافظة على حالة الاستقرار السياسي في لبنان، واستبعدت تلك الأوساط أن تمارس سورية أية ضغوط سياسية على حلفائها في المعارضة اللبنانية لتليين بعض المواقف وتحديداً على رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون.

وأضافت أن دمشق ستنأى بنفسها عن هكذا تدخلات لسببين: الأول يعود لعدم رغبتها في الدخول بتفصيلات تتعلق بالأسماء التي لا تعني كثيراً من الناحية السياسية التي تهم سورية بالأصل، والثاني لقناعتها بحق حلفائها في اتخاذ ما يلزم من مواقف وترتيبات تخص توجههم السياسي والداخلي.

وتابعت تلك الأوساط أن ما يعني سورية لبنانيا من خطوط عريضة تم تحديده والتفاهم عليه سابقاً وما تبقى شؤون تفصيلية، وكانت 'القدس العربي' ذكرت سابقا أنه وفي مقابل رغبة الملك السعودي بتحسين العلاقات مع سورية، ثمة فريق في السعودية يرغب بإعادة تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة رئيسا للحكومة القادمة نظرا للعلاقة المتوترة مع سورية خلال فترة حكومته، إضافة إلى جهود مصر التي ما تزال تحكم علاقتها مع سورية حالة من الفتور وتتمنى أن يُعاد تكليف السنيورة للمرة الثالثة أيضاً.