رمز الخبر: ۱۵۰۷۴
تأريخ النشر: 11:47 - 26 August 2009
عصرایران - القدس العربی - بدت السلطات الأمريكية مرتبكة الثلاثاء حيال إمكانية ان ينصب الزعيم الليبي معمر القذافي خيمته الشهر المقبل في ضاحية نيويورك حيث يقطن أقارب ضحايا سقطوا في اعتداء لوكربي، لدى حضوره إلى مقر الأمم المتحدة.

ومن المقرر ان يشارك الزعيم الليبي للمرة الأولى منذ أربعين عاما بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها نهاية ايلول/ سبتمبر في نيويورك ويخشى أعضاء الكونغرس عن نيوجيرسي (شرق) ان ينصب خلال إقامته خيمته على أرض تملكها ليبيا في مدينة انغلوود الصغيرة بالقرب من نيويورك.

وتعيش في هذه المدينة عائلات عدد من ضحايا اعتداء لوكربي الذي أوقع 270 قتيلا عام 1988 وقد صدمت هذه العائلات بالاستقبال الحافل الذي لقيه مؤخرا في ليبيا عبد الباسط المقرحي المدان الوحيد الليبي في الاعتداء والذي أطلق سراحه في اسكتلندا لأسباب صحية.

وطلب سناتور نيوجرسي فرانك لوتنبرغ من وزارة الخارجية حصر نشاطات القذافي ضمن حي مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقال لوتنبرغ في بيان نظرا إلى الأحداث الأخيرة، اعتقد ان على وزارة الخارجية أن تتثبت من ان دخول العقيد القذافي إلى الولايات المتحدة هو بهدف المشاركة في النشاطات في إطار الأمم المتحدة وان لا تسمح له بالتنقل بحرية.

كذلك أعرب رئيس بلدية انغلوود الثلاثاء عن غضبه حيال احتمال قدوم القذافي إلى هذه المدينة التي تضم ثلاثين مليون نسمة. وقال مايكل وايلدس (44 عاما) لفرانس برس ثمة عائلات هنا فقدت أقرباء لها في اعتداء لوكربي، مشيرا إلى ان انغلوود صدمت للاستقبال الذي نظمه القذافي للمقرحي.

وأضاف إذا اتى القذافي فسوف احميه لكن هذا لا يعني انني سأكون مسرورا، لا أريده ان يبيت هنا.

وتابع: إنني واثق من انه سيأتي إلى هنا، فهم يصلحون حوض السباحة والمنزل منذ ثلاثة أشهر في حين انهم لا يدفعون الضريبة العقارية منذ نحو ثلاثين عاما. وقد حضرت أجهزة الاستخبارات أيضا لتفقد المكان.

وأبدى نقمته على السلطات الفدرالية معتبرا انه كان بإمكانها رفض منح تأشيرة دخول للقذافي الذي قام، على حد قوله، بتمويل الإرهاب قبل وقت طويل من اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

وأفاد رئيس البلدية انه من المقرر تنظيم تظاهرة احتجاجية الأحد أمام المنزل الذي تملكه ليبيا خاتما ان مواطني غاضبين، وأنا أيضا غاضب.

وردا على سؤال حول المسألة، بدا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ايان كيلي مرتبكا. وقال: نحن معنيون بالقلق الذي عبرت عنه العائلات التي قد تتأثر بسفر الوفد الليبي.

وأضاف: نجري محادثات مع السلطات المحلية في منطقة نيويورك، لكننا نبحث أيضا الأمر مع الليبيين ونعرب لهم عن قلق وحساسية العائلات التي تعيش في هذه المنطقة، مشيرا إلى ان أي قرار لم يتخذ بعد حول المكان الذي سينصب فيه خيمته.

وأشار إلى ان ليبيا لم تتقدم حتى الآن بأي طلب رسمي لنصب خيمة العقيد القذافي.

والولايات المتحدة التي تؤوي مقر الأمم المتحدة ملزمة بتسهيل إقامة الوفود الأجنبية أيا كانت بلدانها على أراضيها خلال زياراتها إلى المنظمة الدولية.

غير ان واشنطن تحتفظ بالحق في الحد من تنقلات قادة بعض الدول المعادية للولايات المتحدة وهي تحصرها عادة في دائرة لا تتعدى أربعين كيلومترا من مقر الأمم المتحدة.

وقال كيلي ان وزارة الخارجية لم تتخذ بعد أي قرار بشأن القذافي الذي عاد إلى صفوف الأسرة الدولية منذ ان أعلن في 2003 تخليه عن الإرهاب وعن مشاريع حيازة أسلحة دمار شامل.

وقال "لست واثقا من امكاناتنا القانونية، انه امر قيد البحث حاليا".

وتابع ما نريده هو التوصل إلى توافق مع ليبيا قبل الوصول إلى هذا الحد والاتفاق على المكان الذي سيقيم فيه بالضبط.

وبالرغم من الاحتجاجات التي أثارها استقبال المقرحي في طرابلس، امتنعت واشنطن عن إعادة النظر في علاقاتها مع ليبيا التي تملك أكبر مخزون نفطي في افريقيا.

ورفض البيت الأبيض استبعاد لقاء بين الرئيس باراك اوباما والقذافي في نيويورك.

وستتولى ليبيا رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية الرابعة والستين في نهاية ايلول/ سبتمبر.