رمز الخبر: ۱۵۰۷۸
تأريخ النشر: 12:57 - 26 August 2009
وقد اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بان التفجيرات الارهابية الاخيرة التي استهدفت مباني وزارتي الخارجية والمالية اللتين تقعان في منطقة تحاط بتدابير امنية شديدة ، قد اعد ودبر لها قبل عدة اشهر وحذر من وقوع حملات ارهابية في المستقبل. و التحذير الذي اطلقه زيباري مؤشر على مدى خطورة الوضع.
عصر ايران – ان التفجيرات الاخيرة في العراق اضافة الى انها خلفت نحو مائة قتيل و 1200 جريح ، جعلت الموقع السياسي للحكومة العراقية لاسيما نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي شخصيا يواجه تحديا. وبعد ان طالب البرلمان العراقي في اجتماع طارئ له باستدعاء نوري المالكي لاعطاء ايضاحات حول هذه التفجيرات المروعة تصاعدت الهجمات والانتقادات ضد نوري المالكي من قبل السياسيين واحدثها ان اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق حمل نوري المالكي شخصيا مسؤولية الاحداث الدامية الاخيرة وطالبه بالاعتراف بمسؤوليته امام الملا.

ونظرا الى التطورات الاخيرة، فانه يتضح اليوم اكثر فاكثر بان خطة منافسي حكومة نوري المالكي لاظهار عدم كفاءته ، تحركت اليوم خطوة الى الامام.

وقد اعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بان التفجيرات الارهابية الاخيرة التي استهدفت مباني وزارتي الخارجية والمالية اللتين تقعان في منطقة تحاط بتدابير امنية شديدة ، قد اعد ودبر لها قبل عدة اشهر وحذر من وقوع حملات ارهابية في المستقبل. و التحذير الذي اطلقه زيباري مؤشر على مدى خطورة الوضع.

وفي هذا الاطار فان نوري المالكي وفي اطار الرد على الاحداث الاخيرة ، حمل عناصر حزب البعث وعملاء داخل الجهاز الامني العراقي مسؤولية التفجيرات الاخيرة ووعد بمعاقبة المقصرين والمذنبين. كما اعلنت السلطات الامنية بان منفذي التفجيرات الاخيرة قد القي القبض عليهم وبثت اعتراقاتهم. كما تحدث المسؤولون الحكوميون العراقيون عن اعادة بناء الهيكلية الامنية في العراق.

ونظرا الى التجارب السابقة فان من المستبعد ان تؤثر هذه التدابير في حلحلة الازمة المعقدة والمعمقة في العراق وان تعيد الامن والاستقرار الى هذا البلد. ان التفجيرات الهائلة التي وقعت الاسبوع الماضي لا تبقي شكا بان ايد قوية جدا تقف وراء الاحداث في العراق وان حصر هذه العمليات المعقدة بواحدة او عدد من المجموعات المتمردة ، يعد نوعا من السذاجة.

ورغم ان القاعدة وعناصر حزب البعث يتبنون مسؤولية الاجراءت الميدانية الا ان هذه العناصر لن تكون قادرة على مواصلة الحياة والنشاط من دون تمتعها بدعم قوي. وهنا فانه من غير الصعب معرفة العناصر التي تقف وراء الاحداث الارهابية في العراق. واذا ما اخذنا الظرف الزمني في التطورات السياسية في العراق وقرب موعد الانتخابات البرلمانية والى جانبها انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية ، فانه سيتم درك ماهية وكيفية الاحداث الاخيرة بشكل افضل.

ومما لا شك فيه بان المحتلين الغربيين لاسيما اميركا ، يلعبون الدور الرئيسي في التطورات العراقية وتوجيه الازمة في هذا البلد. ومن اجل ادراك ان اميركا وعلى النقيض من الشعارات التي تطلقها ، فانها لا تريد ان يستتب الامن والاستقرار في العراق بل هي بصدد اثارة المزيد من الفوضى والاضطراب في هذا البلد ، ويكفي الاشارة الى المحادثات السرية التي اجراها المسؤولون الامريكيون قبل فترة مع قادة المجموعات المتمردة والارهابية في اسطنبول بتركية وكذلك تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين التي تنطوي على تهديد حول ضرورة اشراك البعثيين في الحكومة.

ونظرا الى ماهية السياسات الامريكية ، فان من السذاجة تصور ان واشنطن ستتخلى عن العراق من دون اي اطماع بعد انفاقها 900 مليار دولار وتكبدها اكثر من 4300 قتيل. ان موضوع الانسحاب الامريكي من العراق والذي اثير قبل فترة سيكون قابلا للتحقق في حال تمكن الساسة الامريكيين من عرض انجاز الى العالم والراي العام الامريكي.



ان اي انسحاب من دون تحقيق انجاز سيعتبر هزيمة نكراء للامريكيين وسيكون له بالطبع تبعات واثار لايمكن التعويض عنها وفضيحة كبيرة ان على الصعيد الدولي او داخل اميركا نفسها.

وفي اجواء كهذه فان الامريكيين بحاجة الى مواصلة او تصعيد الازمة في العراق لكي يبرروا اولا تواجدهم حتى يتمكنوا من ايجاد التدبير للهرب المشرف من العراق. وثانيا ان يمارسوا الضغط على الحكومة الحالية في العراق والتي هي بيد الشيعة لكي يقحموا بهذا الطريقة عملائهم في الاجهزة السيادية في العراق لكي تكون لهم قاعدة في العراق في حال اضطروا للانسحاب القسري منه.

ان الامريكيين ليسوا وحدهم الذين يعملون ع على زعزعة الامن في العراق. ان بعض قادة الدول العربية الجارة للعراق والذين يعتبرون انهم هزموا من خلال سيادة ائتلاف الشيعة في العراق يتعاونون مع المحتلين. وهذا الشئ اقر به المسؤولون العراقيون مرارا ان بصورة ضمنية او بصورة علنية. وهذه المجموعة من القادة العرب ومن خلال اقامة قنوات اتصال مع البعثيين العراقيين وارسال المساعدات المالية الهائلة وكذلك الاستعانة بفتاوى مفتيهم المعينين من قبلهم ، منهمكون في تصعيد الاعمال الارهابية في العراق.

ونظرا الى هذه القضايا فان الايام والاسابيع المقبلة في العراق ستكون حساسة ومصيرية للغاية. ان هذه الظروف الحساسة تتطلب المزيد من التحلي بالحذر وادراك الظروف من قبل الشيعة لاسيما مراجع الدين والشخصيات المؤثرة في العراق.