رمز الخبر: ۱۵۰۹۶
تأريخ النشر: 09:23 - 27 August 2009
عصرایران - اعتبرت دمشق أن الاتهامات العراقية الموجهة ضدها باحتضان شخصيات عراقية تقف وراء تفجيرات بغداد الأخيرة مفبركة، واعتبرت أن الأجندات الخارجية بدأت تؤثر على علاقات البلدين.
 
من جهتهم عزا محللون سياسيون تلك الاتهامات إلى صراعات داخلية عراقية وتدخل جهات خارجية منزعجة من التطور الأخير في علاقات البلدين.
 
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري سليمان حداد إن ما ورد في بيان الحكومة العراقية يفتقد إلى الأدلة ومعلوماته مفبركة، معربا عن أسفه لأن الخلافات الداخلية والأجندات الخارجية بدأت تؤثر على علاقات البلدين.
 
وذكر في تصريح للجزيرة نت أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أكد في محادثاته الأسبوع الماضي بدمشق على دور سوريا في استباب الأمن والاستقرار في بلاده.
 
وكانت بغداد قررت مطالبة دمشق بتسليم محمد يونس الأحمد وسطام فرحان -وهما من قيادات حزب البعث العراقي- اللذين تتهمهما بلعب دور مباشر في تفجيرات الأربعاء الماضي في بغداد.
 
وقررت أيضا سحب السفير العراقي من دمشق علاء الجوادي في حين رفضت دمشق تلك الاتهامات وردت باستدعاء سفيرها من بغداد نواف الفارس.
 
وجاءت تلك التطورات بعد أسبوع من إعلان البلدين في ختام زيارة المالكي لدمشق عن تأسيس مجلس تعاون إستراتيجي.
 
ونفى حداد أن تكون بلاده قد استعجلت بالرد على استدعاء سفيرها قائلا إن ما أقدمت عليه الحكومة السورية رد على الفعل العراقي.
 
واعتبر أن ما وصفه بالطبخة أكبر مما يجري تصويره وأنه يهدف لضرب مناخات إيجابية بدأت تلوح في الأفق وأبرزها تنامي دور سوريا في العراق والمنطقة.
 
توقيت مشبوه

وفي هذا الإطار يرى الباحث في مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية الدكتور بسام أبو عبد الله أن الموقف العراقي اتسم بارتباك واضح.
 
وقال للجزيرة نت إنه جرى في البدء توجيه الاتهامات باتجاه السعودية ثم عادوا إلى سوريا وأخيرا تسربت معلومات عن أن المتهم الذي أشار الى دمشق كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية العراقية قبل خمسة أيام من حدوث التفجيرات.
 
واستغرب أبو عبد الله أن توقيت التفجيرات جاء بعد 24 ساعة من زيارة المالكي إلى دمشق، مشيرا إلى وجود صراعات داخلية في بغداد بين المالكي والقوى السياسية التي أعلنت عن تحالف سياسي للانتخابات البرلمانية المقبلة أبعد عنه حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي.
 
ويتفق حداد وأبو عبد الله على رفض مطالب الحكومة العراقية بتسليم سياسيين عراقيين من اللاجئين في سوريا.
 
وقال حداد إن سوريا لا تقوم بدور الشرطي حتى يطلبوا منها تسليم أشخاص، مضيفا أن العراقيين هربوا من ويلات الاحتلال الأميركي والانفلات الأمني وليس من المنطق المطالبة بإعادتهم.
 
وبدوره يؤكد أبو عبد الله على أن موضوع تسليم عراقيين مرفوض، مشيرا الى أن سوريا لم تقدم على تلك الخطوة عندما كان السياسيون العراقيون الذين هم في السلطة اليوم لاجئين لديها ومعارضين للنظام العراقي السابق.
 
مصالح داخلية

وفي نفس الإطار أكد الأكاديمي العراقي اللاجئ في دمشق الدكتور أحمد الدليمي أن قوى عراقية عديدة لها مصلحة بتوتير العلاقات مع دمشق.
 
وقال للجزيرة نت إن المجلس الأعلى الإسلامي والقوى الكردستانية لم تكن مرتاحة من نتائج زيارة المالكي الى دمشق والتأكيد على الدور العربي الذي تريده سوريا في العراق.
 
وأوضح الدليمي أن القوى العراقية مدفوعة من قوى إقليمية انزعجت من اتفاق الوفد الأمني الأميركي برئاسة الجنرال مايكل مولر مع السوريين دون إطلاق الحكومة العراقية.
 
وتابع بأن توجها أوروبيا تقوده فرنسا وبمباركة الإدارة الأميركية ترحب بدور سوري في العراق وهو ما يمس بتلك القوى السياسية والإقليمية معا.
 
وتوقع الدليمي أن يطول غياب السفير العراقي عن دمشق إلى ما بعد فبراير/ شباط الماضي، مشيرا إلى أن القوى المسيطرة حاليا لا تريد مشاركة 1.5 مليون عراقي في سوريا في الانتخابات البرلمانية المقررة مطلع العام المقبل.