رمز الخبر: ۱۵۱۵۴
تأريخ النشر: 08:37 - 31 August 2009
عصرايران – ان فقدان السيد عبد العزيز الحكيم اذ يعد خسارة كبرى للعراق والحركة الاسلامية في المنطقة يشكل في الوقت ذاته بداية لتطور ملفت في هذين المجالين.

ان العراق يجدد العهد هذه الايام مع آل الحكيم كما ان الشعب العراقي يتذكر على الدوام جهاد ونضال آل الحكيم من اجل استقلال العراق وحريته وحماية الاسلام. وقد تثبتت هذه الوقائع في اذهان ابناء الشعب العراقي وعبر التاريخ ويتم نقلها وتداولها جيلا بعد جيل ليسهم ذلك في تعزيز البنية الفكرية والنضالية للشعب العراقي.

ان السيد عبد العزيز الحكيم هو اخر ابناء المرجع الديني الكبير المغفور له اية الله العظمى السيد محسن الحكيم. وهذا المرجع المجاهد عرف بفتواه الشهيرة في عقد الاربعينيات من "ان الشيوعية كفر والحاد" ليكون بذلك قد اصدر حكما بتكفير حزب البعث في العراق. وبهذه الفتوى الشهيرة بدأت جولة جديدة من الحركة الاسلامية في العراق وبلغت مرحلة النضوج والبلوغ في ظل الافادة من الافكار الثورية للامام الخميني الراحل في عقد الاربعينيات والخميسنيات ولمدة 13 عاما عندما كان الامام الراحل منفيا يعيش في النجف الاشرف بحيث ان ابناء هذه الحركة تسلموا زمام الامور في العراق بعد زوال صدام. وصحيح ان الامام الخميني يعد احد اركان ازدهار الحركة الاسلامية في العراق في القرن الحاضر بحيث ان اية الله السيد محمد باقر الصدر وفي ظل معرفته التامة بالامام نصح تلامذته بان "ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الاسلام" الا ان تضحيات آل الحكيم ومن خلال تقديمهم نحو 70 شهيدا معظمهم من علماء الدين الاجلاء واصحاب النفوذ، اضطلعت بدور اساسي في تبلور وتنامي هذه الحركة.

والان هناك من آل الحكيم من هم من الافاضل واصحاب الراي والفكر ناشطون في ساحة النهضة الاسلامية في العراق ووجودهم يبشر باستمرار بركات هذه الاسرة. واضافة الى السيد سعيد الحكيم الذي يعتبر من مراجع الدين وامضى 100 شهرا من عمره في زنزانات صدام ويشكل سندا مهما للحركة الاسلامية في العراق ، فان ابناء الشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم والمغفور له السيد عبد العزيز الحكيم يعتبرون من النشطاء في هذا الميدان. وفي هذا الخصوص حجة الاسلام عمار الحكيم نجل السيد عبد العزيز الحكيم كان يتولى اثناء مرض والده انجاز شؤون النهضة في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وقد اثبت كفاءته على ارض الواقع وبث هذا الامل لدى النفوس بانه سيملاء الفراغ الناجم عن رحيل والده. ان السيد عمار الحكيم ومن خلال تمتعه بحيوية الشباب والفكر الثوري والخلفية الحوزوية ومخزون من التجارب والخبرات يمكن ان يشكل نقطة امل في العهد الجديد للنهضة الاسلامية في العراق.

ولحسن الحظ فان السيد عبد العزيز الحكيم خلف ميراثا قيما من بعده الا وهو "الائتلاف الوطني العراقي". وقد اعلن عن تشكيل هذا الائتلاف قبل يومين من رحيل السيد عبد العزيز الحكيم وبامكانه تحقيق الاهداف الرئيسية للنهضة الاسلامية في العراق.

ان المحاور الرئيسية الضرورية في هذه المرحلة من النهضة الاسلامية في العراق تتمثل في تعزيز جبهة الائتلاف والعمل على حذف بقايا نظام صدام لاسيما البعثيين والمتابعة الجادة والدؤوبة لاخراج العسكريين الامريكيين ووضع نهاية لاحتلال العراق وتوفير الامن التام في هذا البلد وانهاء نشاطات المجموعات الارهابية وتنظيم علاقات مستقلة ومبنية على التعامل العادل مع الجيران.

والاهم من هذه المحاور الستة، هو توفير الرخاء والاستقرار والتعايش السلمي والعادل للشعب والقوميات واتباع الديانات المختلفة وهو ما يعد واجبا رئيسيا يقع على عاتق نظام الحكم وعلى الائتلاف الوطني العراقي العمل من اجل تحقيق ذلك. وهذا الهدف يتحقق في حال تحققت المحاور الستة. ولذلك فانه يجب تعزيز الائتلاف الوطني العراقي وان يواصل مسيرته بقوة.

ان التطورات التي تحدث في العراق بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم ستكون مؤثرة في كيفية سلوك مسار الائتلاف. ان تماشي المرجعية في العراق والافادة الصحيحة من الطاقات الموجودة في هذا البلد تعد من العوامل المهمة التي بامكانها ان توفر ارضية نجاح الائتلاف.