رمز الخبر: ۱۵۲۰۳
تأريخ النشر: 16:15 - 01 September 2009

عصر ایران - بی بی سی - قررت دار نشر امريكية سحب الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، التي نشرتها صحيفة دنماركية عام 2005، من كتاب أكاديمي خشية ان يثير ذلك موجة عنف جديدة على غرار تلك التي اندلعت قبل بضعة اعوام.

ويركز كتاب "الرسوم الكاريكاتورية التي هزت العالم" الذي سيصدر في نوفمبر/ تشرين الثاني عن دار "يال يونيفيرسيتي برس" على رد فعل العالم الاسلامي على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة "يلاندز بوستن" الدنماركية.

ووافقت مؤلفة الكتاب جيت كلاوسن، الدنماركية المولد واستاذة العلوم السياسية في جامعة براندايس في ماساتشوستس، بعد تردد وممانعة على سحب الرسوم من كتابها الذي في مرحلة الطباعة.

وقالت كلاوسن لوكالة فرانس برس "انا شخصيا حزينة لانني اشعر بان نشر الكتاب بدون صور خسارة له، من المؤسف كذلك ان يكون لدينا ظرف يرغم دار نشر اكاديمية على سحب هذه الصور".

واضافة الى الرسوم الكاريكاتورية، سحبت من الكتاب صور اخرى تصور النبي محمد بينها لوحة تعود للقرن التاسع عشر للرسام جوستاف دوري.

وصدر قرار سحب هذه الصور عن مدير دار "يال" للنشر جون دوناتيتش بعد مشاورة "نحو عشرين" من الخبراء الدبلوماسيين والاكاديميين والعاملين في مجال الاستخبارات.

وقال دوناتيتش "لم اشعر بأن الامر يتعلق بالرقابة وانما تحول الى مسألة امنية"، مشيرا إلى أنه كان قلقا على سلامة موظفي دار النشر.

وأضاف "شعرت ان الرسوم الكاريكاتورية والصور التي نتحدث عنها لا تمثل معلومات جديدة، وليس من الضروري اعادة نشرها اذا كانت مثيرة للمشاكل، ثمة اشخاص متأكدون من انها ستتسبب في أعمال عنف".

يذكر أن الرسوم الكاريكاتورية نشرت أول مرة في سبتمبر/ ايلول عام 2005 واثارت سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات في ارجاء العالم الاسلامي.

وتسببت موجة الاحتجاجات حينها في مقتل خمسة اشخاص في باكستان في فبراير/ شباط 2006.

لكن كلاوسن لم تكن مقتنعة بالحجج التي ساقها مدير دار النشر لسحب الرسوم من كتابها، واوضحت أن "طلب المشورة وجه الى خبراء الامن دون ان تتوفر بين ايديهم نسخة من الكتاب ودون ان يتسنى لهم الاطلاع على السياق الذي سيعاد نشر الرسوم فيه".

واضافت "اعتقد ان من الخطر جدا ازالة الرسوم في حين لم يحتج مسلم واحد على الكتاب، وقد عرض على بعض المراجعين المسلمين".

وكانت جامعة "يال"، التي تتبع لها دار النشر، كشفت في منتصف أغسطس/ آب ان من بين الخبراء الذين استشارتهم نائب وزير الخارجية السابق جون نيغروبونتي والمؤلف والكاتب الامريكي المسلم من أصل هندي فريد زكريا.

ونقل بيان اصدرته الجامعة، لشرح أسباب سحب الرسوم، عن مساعد الامين العام للامم المتحدة ابراهيم جمبري قوله "توقعوا اعمال عنف اذا ما نشرت اي رسوم للنبي، اتوقع أن يسبب ذلك اعمال شغب من اندونيسيا الى نيجيريا".

واضاف البيان أن العنف الذي اثارته الرسوم الكاريكاتورية لا يزال مستمرا، مشيرا الى انفجار سيارة مفخخة خارج مقر السفارة الدنماركية في العاصمة الباكستانية اسلام اباد في يونيو/ حزيران 2008.

وتابع البيان "في اليوم التالي, اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجير واصفا اياه أنه انتقام من (الرسوم المهينة)".

لكن كلاوسن ترد على هذه الحجج قائلة إن "من السخف الاعتقاد بأن كتابا اكاديميا مخصصا للطلاب كدراسة حالة تتعلق بتأزم العلاقات الدولية يمكن ان يثير حربا اهلية في نيجيريا".

وقد اثار قرار سحب الرسوم موجة استياء في الاوساط الادبية، حيث وصفه أحد الصحفيين بأنه "ربما يكون الحلقة الاسوأ في مسلسل الاستسلام المتواصل للتطرف الديني، وخصصا الاسلامي، الذي يتفشى في ثقافتنا".