رمز الخبر: ۱۵۲۴۴
تأريخ النشر: 10:42 - 03 September 2009
عصرایران - القدس العربي  ـ في سياق متابعة اللقاءات لاخراج التشكيلة الحكومية وبعد يومين على عقد اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في قصر بعبدا، التقى الحريري وزير الاتصالات جبران باسيل موفداً من عون المسافر الى براغ وتمّ البحث في تفاصيل الاسماء وتوزيع الحقائب الخاصة بحصة "التيار الوطني الحر".

مع العلم ان عون يطالب بخمس حقائب بينهما أربعة لوزراء موارنة ووزير ارمني وبتوزير صهره باسيل، فيما الحريري يعرض 4 حقائب ووزير دولة ويترك للعماد عون تسمية الوزراء من غير الراسبين.

وسألت "القدس العربي" إبن شقيقة العماد عون النائب آلان عون رأيه في اجتماع الحريري ـ باسيل فقال "نحن في تكتل التغيير والاصلاح ننتظر أن يقدم لنا الرئيس المكلف تصوره الكامل للتشكيلة الحكومية لنستطيع أن نبني على الشيء مقتضاه"، ورداً على سؤال عن اقتراح توزيره كمخرج بديلاً عن الوزير جبران باسيل قال عون "الموضوع ليس موضوع اشخاص، بل موضوع تمثيل التيار الوطني الحر بحجمه وكفاءاته، وهناك مبدأ جوهري علينا الاتفاق عليه وهو حق التيار في التسمية واعتماد معيار لتوزيع الحقائب على كل الفئات والتيارات".

ورأى عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي بزي في حديث الى "القدس العربي" ايضاً "أن لقاء الحريري ـ عون ومن ثم لقاء الحريري ـ باسيل هو مدخل صحيح للحل"، وقال "نأمل أن تزول العقد والعراقيل ونعوّل على وعي كل الاطراف".
وعما آل اليه تفاؤل الرئيس بري أجاب "وهل لدينا بديل غير استمرار التفاؤل ولكن يداً وحدها لا تصفّق".

وكان الحديث السياسي غاب عن "لقاء الاربعاء" النيابي الذي يعقده الرئيس نبيه بري للنواب، وحلّ مكانه الحديث عن الضائقة المعيشية والاقتصادية. وتناول بري مع النواب الوضعين الاقتصادي والمعيشي والامور المعيشية الضاغطة على المواطنين. وشدد على "وجوب تكاتف الجميع من اجل تحصين الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد".

وخرج النواب من لقاء الاربعاء بانطباع "ان لا جديد على الصعيد الحكومي"، مشيرين الى "ان الرئيس بري لم يتطرق الى هذا الموضوع لكنه يشدد مرة اخرى على الاسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة كل الاستحقاقات". وقال النواب "ان الاوضاع المعيشية الضاغطة تحتاج الى حكومة طوارئ".

وفي المواقف، أكد مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك نصرالله صفير في ندائه العاشر "ان بروز حكومة يمينية متطرفة في اسرائيل زاد من وضع العراقيل امام اي حل عادل لقضايا المنطقة، ولا سيما القضية الفلسطينية التي يتأثر بها لبنان كل التأثر، اذ ان المساعي التي يقوم بعض البلدان بها عادت تطرح بإلحاح قضية توطين الفلسطينيين في البلدان التي يعيشون فيها. وهذا يحرم الفلسطينيين من حقهم في العودة ويشكل اكبر خطر على لبنان دولة ومجتمعاً وكياناً. فكيف سيواجه اللبنانيون هذا الخطر؟ وكيف سيواجهون الاخطار الاخرى المحدقة بلبنان من كل صوب؟ وكيف سيعالجون الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يعاني منها الناس؟ كيف سيحاربون الفساد ويعيدون بناء الدولة اللبنانية على اسس صحيحة؟ وكيف سيضعون حداً للهجرة التي تفرغ البلاد من عناصرها الحية، ما دامت تتحكم بهم اصطفافات وراء محاور اقليمية او دولية، وانتماءات طائفية ضيقة تجعل كل طائفة تنطوي على ذاتها وكأنها تتوهم انه باستطاعتها ان تشكل وطناً لذاتها بمعزل عن الآخرين، وما دام اهل الحكم عندنا في معظمهم منجرين وراء مصالحهم الخاصة وصراعاتهم على السلطة".

واضاف المطارنة في ندائهم "اذا ظل هذا الصراع القاتل بين الطامعين في جنة الحكم مستمراً، فقد يفاجأ اللبنانيون يوماً باقصائهم جميعاً عنه، اذا وسوست شياطين الطمع للطامعين بوضع يدهم عليه، ولا ينفع ساعتئذ الندم، واشاحت الدول الكبرى بنظرها عنه بحثاً عن مصالحها الخاصة. لذلك ان محبة الوطن تقضي بأن يسود التفاهم صفوف اللبنانيين، وان يتضافروا للعمل معاً في سبيل تجنيب بلدهم ما يتهدده من اخطار، على الرغم مما بينهم من تباين في المعتقدات والتفكير. وعليهم ان يحزموا امرهم، ويخرجوا من هذه الدوامة، ويقبلوا على تأليف حكومة تعنى بشؤون الشعب اللبناني قبل كل شيء وهذه هي وظيفتها الاولى. وقد مر الآن شهران على البحث عن تشكيل حكومة، ولم يفض هذا البحث الى النتيجة المطلوبة".

وكان خصوم السياسة اجتمعوا برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمرة الأولى منذ انتهاء الانتخابات النيابية وبدء "حرب" تأليف "حكومة الشراكة" وذلك على مائدة "الافطار الرئاسي" السنوي الذي يقيمه الرئيس سليمان على شرف أهل السياسة في لبنان، لكنهم لم يجتمعوا حول "الثوابت" و"المبادئ" التي يمكن أن تجعل الطريق سالكة نحو التشكيل الحكومي لأنّ "الضوء الأخضر" لم يأت بعد على ما يبدو..

وقد شدد سليمان على إحياء الحوار الوطني والاسراع بتشكيل الحكومة.