رمز الخبر: ۱۵۳۳۵
تأريخ النشر: 10:34 - 07 September 2009
عصرایران ـ القدس العربي - لا يستبعد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، كريستوفر روس، أن إيجاد حل للنزاع لن يتأتى سوى من خلال اقتراح أو اقتراحات ملموسة من الدول الكبرى مع احتمال فرضه على المغرب والبوليزاريو بدل الاستمرار في اعتماد مبدأ التراضي. وفي حالة تأكد الخبر سيكون منعطفا في إيجاد حل لهذا النزاع.

وكانت النمسا قد احتضنت الشهر الماضي مفاوضات غير رسمية بين المغرب والبوليزاريو للبحث عن حل لنزاع الصحراء، ورغم طبيعتها غير الرسمية فقد جاءت لتؤكد صعوبة التوصل الى حل متفق عليه بين الطرفين في الوقت الراهن أو المدى القريب. فاللقاء بين المغرب والبوليزاريو في النمسا منذ شهر جاء بعد 18 شهرا من القطيعة بين الطرفين بعدما فشلت الجولات الأربع من المفاوضات التي كان قد أشرف عليها المبعوث الخاص السابق للأمين العام، بيتر فان فالسيوم في ضواحي نيويورك. كما جاء تطبيقا لقرار مجلس الأمن الذي دعا في البند الثاني من التوصيات المتضمنة في قرار 1871 إلى قمة مصغرة غير رسمية.

وكان كريستوفر روس قد طلب من مجلس الأمن تصنيف اللقاء الأول بغير الرسمي إدراكا منه بعد جولته في المغرب العربي ومخيمات تندوف قبل لقاء النمسا أن استمرار الاختلاف بين الطرفين لا يمكن تجاوزه في الوقت الراهن وأنه لن يحقق أي نجاح في أي لقاء رسمي بل سيكرر تجربة الفشل التي حصدها سلفه في المنصب بيتر فان فالسيوم.

ورغم ذلك، أعرب روس عن أمله في حصول تقدم في مفاوضات الجولة الخامسة المرتقب إجراؤها في نهاية كانون الأول / ديسمبر المقبل.
لكن جميع المعطيات تفيد بصعوبة التوصل الى اتفاق خلال الفترة المذكورة، فبعد لقاء النمسا أعلن المغرب تشبثه بمشروع الحكم الذاتي وأصرت البوليزاريو على استفتاء تقرير المصير.

روس يستنجد بالدول الكبرى

أبلغت مصادر دبلوماسية غربية "القدس العربي" أن كريستوفر روس أبلغ مسؤولي الأمم المتحدة أن مهلة خمسة أشهر حتى انعقاد الجولة الخامسة رسميا في كانون الأول/ ديسمبر المقبل لن تدفع الطرفين الرئيسيين، المغرب والبوليزاريو، المدعومة من الجزائر، إلى تقديم تنازلات أو إعادة النظر في مواقفهما.

واعتبر روس أنه يمكن التوصل إلى اتفاقات تقنية مثل إجراءات تعزيز الثقة بين الطرفين على شاكلة الزيارات العائلية برا بين الصحراويين المشتتين بين مخيمات تندوف ومدن الصحراء لكن يستحيل إقناع المغرب بقبول الاستفتاء أو تخلي البوليزاريو عن تقرير المصير. وعليه، فخطة كريستوفر روس تتجلى في:

في المقام الأول، محاولة خلق علاقات حوار بين المجتمع المدني المغربي ومخيمات تندوف أو الصحراويين الموالين للبوليزاريو مع معرفة مدى تقبل المغاربة والصحراويين الانفصاليين لمقترحات الحلول المستقبلية.

وفي المقام الثاني، طلب الدول الكبرى تقديم حل متفق عليه بشكل جماعي للطرفين حتى يقوما بدراسته والعمل على قبوله أي الانتقال من مرحلة التراضي إلى نوع من فرض الحل، وهذا يعني نقل نزاع الصحراء الى البند السابع بدل البند السادس من قانون الأمم المتحدة الذي ينص على التراضي.

وحول هذه النقطة التي تعتبر واردة جدا ابتداء من سنة 2010، فقد يتولى صياغة مقترح الحل المستقبلي "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية". فهذه المجموعة المكونة من اسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ساهمت في صياغة مقترح جيمس بيكر الذي كان ينص على الحكم الذاتي للصحراويين لمدة أربع سنوات ثم إجراء استفتاء تقرير المصير والذي قبلته البوليزاريو ورفضه المغرب.

وهكذا، فقد بقيت شهور قليلة حتى يقرر فيها كريستوفر روس استمرار الرهان على مفاوضات يعلم الجميع أنها لن تخرج الملف من "الدرب المسدود" أو الرهان على "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" لتقديم مقترح يكون الحلقة الأولى في مسيرة فرض حل لهذا النزاع.