رمز الخبر: ۱۵۴۴۰
تأريخ النشر: 10:29 - 10 September 2009
عصرایران - القدس العربي ـ ستحمل الساعات المقبلة اجوبة حاسمة على احد خيارين: اما تحقيق خرق في جدار تاليف الحكومة او اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري اذا لم ياخذ بالتعديلات التي سيدخلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على المسودة الثلاثينية التي سلمه اياها وقد يكون من بينها توزير جبران باسيل صهر الجنرال ميشال عون.

وقد ابلغ الحريري رغبته في الاعتذار الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في اتصال هاتفي لكن بري استمهله يومين لاجراء الاتصالات قائلا له "سنعيد تكليفك اذا اعتذرت".

وكانت تواصلت المشاورات الاربعاء مع تخفيف للاجواء التصعيدية، وزار وفد المعارضة لليوم الثاني على التوالي رئيس الجمهورية في مقر رئاسة الجمهورية الصيفي في بيت الدين، وضم وفد المعارضة المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب وامين عام "حزب الله" النائب علي حسن خليل وحسين خليل بالاضافة الى الوزير جبران باسيل، وقد غادر الوفد من دون الادلاء باي تصريح بعدما سلك طريق بيت الدين في اليوم الاول منبها على لسان باسيل من ان "ما حصل من قبل الرئيس المكلف غير لائق ولا يتفق مع ديمقراطيتنا، غير اننا ابدينا كل الاستعداد للاستمرار في النقاش والحوار". وقال "لسنا في وارد تحميل المسؤوليات لبعضنا البعض، بل الكل يتشارك المسؤولية ويجب العودة الى الحوار".

وذكرت المعلومات ان رئيس الجمهورية استمهل الرئيس المكلف سعد الحريري يوما او يومين لاجابته بشان التشكيلة الحكومية التي اقترحها، وذلك بعدما طلب الرئيس سليمان من وفد المعارضة العودة الى قياداته، وابلاغه بمدى استعداد المعارضة للخوض في نقاش وحوار معه حول التشكيلة الحكومية.

وقد عقد ممثلو المعارضة بعد مراجعة قياداتهم اجتماعا تنسيقيا ليل الثلاثاء في منزل المعاون السياسي لامين عام "حزب الله" حسين خليل جرى خلاله بحث مستجدات الامور على صعيد التشكيلة الحكومية في سبيل تنسيق المواقف والتوصل الى قرار نهائي يصار الى نقله الى رئيس الجمهورية.

وقبل زيارة بيت الدين عكس المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل اجواء تفاؤلية بقوله "ان الحوار المفتوح حول الحكومة فرصة كبيرة للوصول الى نتيجة".

وتزامن موقفه مع دعوة الرئيس بري الى استمرار الحوار وخفض حدة التشنج والتصعيد بين الفرقاء كافة لانه يؤثر سلبا على الاوضاع في البلاد وعلى تشكيل الحكومة.

وتحدث عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار لـ"القدس العربي" عن اجواء زيارة وفد المعارضة الى رئيس الجمهورية فقال "ان وفد المعارضة تقدّم بكل ما هو ايجابي ومسهّل للموضوع الحكومي على امل ان يلاقى بايجابية مقابلة".

واضاف "هناك جهود مشكورة بين كل المعنيين لانتاج حكومة وحدة وطنية، ونأمل ان يوفق الجميع في تحرير البلد من حال الضياع"، موضحا ان "حزب الله منفتح لاخراج تشكيلة منسجمة تواجه تحديات خطيرة، وعلى رأسها تهديدات العدو الاسرائيلي".

وقال عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب اكرم شهيب لـ "القدس العربي" "هناك جهود حثيثة يقوم بها الرئيس بري بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط لتدوير الزوايا ومعالجة الوضع والتوصل من خلال الحوار والتنازلات الى نتائج ايجابية في موضوع التشكيلة الحكومية". ودعا شهيّب الى "احلال التهدئة كي يجري النقاش بعيدا عن اي ضغط".

وعلمت "القدس العربي" ان المشاورات الحاصلة تركز على استطلاع امكانية توزير جبران باسيل في الحكومة الجديدة واستبدال وزارة الاشغال التي اقترحها الرئيس المكلف بوزارة الاتصالات لما لوجودها بيد فريق المعارضة من اهمية امنية استراتيجية لحزب الله في صراعه مع اسرائيل، علما ان الحريري اقترح الوزير غازي العريضي لتسلم هذه الحقيبة خصوصا بعد الموقف الوسطي الذي اتخذه النائب جنبلاط اخيرا.

وفي المعلومات ان الحريري ما زال متمسكا باحترام ارادة الناخبين ما يعني صعوبة القبول باعادة توزير باسيل الراسب في الانتخابات، غير ان البعض يطرح في هذا الاطار امكانية تسميته وزير دولة، وفي هذه الحال وفي حال قبل الحريري بالتعديلات فإن القوات اللبنانية والكتائب ستعترضان على حصتهما الوزارية وحقائبهما وستطالبان بتحسينها. وفي معلومات خاصة ان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع لم يقترح توزير جو سركيس في وزارة الشؤون الاجتماعية بل كان يفضّل السيد فادي سعد، وفي حال قبل الحريري بمبدأ توزير الراسبين من خلال جبران باسيل فانه يميل الى توزير ميشال معوض ايضا من حصة القوات.

الى ذلك، لفت الاربعاء تمايز حزب الطاشناق عن الجنرال عون في النظرة الى تشكيلة الحريري اذ دعا النائب اغوب بقرادونيان الى الصبر والهدوء "لانه يجب ان نستفيد من الصيغة التي قدّمها الرئيس المكلّف سعد الحريري لنخدم البلد والمواطن"، مشيرا الى ان "الحريري برهن انه صبور، ولا شيء مستحيل في لبنان، والامور تأتي في حوار مباشر".

وعلى خط مواز، نصح رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط جميع القوى السياسية في البلاد، بالتروي للوصول الى حل مناسب للجميع، "لاننا اتفقنا على حكومة الشراكة والوحدة الوطنية، واذ اقتضت مصلحة البلاد اياما اضافية فلا مشكلة، وذلك من اجل الوصول الى حل مناسب". وبعد زيارة قام بها لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في مقر المجلس، اكد جنبلاط "ان المطلوب من الجميع تقديم تنازلات"، وجدد التشديد على اهمية الاتفاق السوري ـ السعودي، واضاف "لا بد من اتفاق عربي ـ عربي، تمهيدا للجلوس مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والحوار معها". وقال جنبلاط "لن نقبل بان تخلق الاوساط الامريكية حلفا عربيا ـ اسرائيليا في وجه ايران فهذا امر مرفوض ومدان".

من ناحيتها، قررت الامانة العامة لقوى 14 آذار ابقاء اجتماعاتها مفتوحة نظرا لتسارع الاحداث وقام وفد منها بزيارة الرئيس المكلف برئاسة الدكتور فارس سعيد الذي قال "اردنا وفي شكل طارىء ان نلتقي دولة الرئيس من اجل معرفة التفاصيل الحقيقية لما يجري ومن هم المعرقلون والمعطلون امام تشكيل حكومة، تسعى ان تكون حكومة متوازنة، وتسعى ان تكون حكومة وفقا لاحكام الدستور، وتأخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية، وميثاق العيش المشترك وتندرج في اطار اتفاق الطائف".

اضاف "ولم نفهم ابدا لماذا رغم كل هذا السخاء من قبل دولة الرئيس المكلف باتجاه الفريق الآخر وهو فريق اقلوي خارج من الانتخابات، رغم هذا السخاء وهذا الكلل في اعطاء بعض الحقائب الخدماتية، لماذا هذا التعنت وهذا الاصرار من قبل هذا الفريق لعرقلة تشكيل الحكومة. كما اننا ابلغنا دولته ان اجتماعات الامانة العامة ستبقى مفتوحة نظرا للتعقيدات التي تتقدم المسرح السياسي في لبنان، واننا سنقوم ايضا بلقاءات واجتماعات مع كل المرجعيات الوطنية المعنية بتشكيل هذه الحكومة".

وردا على سؤال اذا كانت التدخلات الخارجية هي التي تمنع تشكيل الحكومة، اجاب سعيد "لم يعد خافيا على احد بان الصبر الذي مارسه دولة الرئيس والمرونة ايضا، وهي تقابل من قبل الفريق الاخر بعراقيل ثم بعراقيل اخرى، تفسح المجال للقول بأن هناك عرقلة اقليمية يقوم فريق 8 آذار بلبننتها فقط على المستوى الداخلي".