رمز الخبر: ۱۵۴۶۹
تأريخ النشر: 11:06 - 12 September 2009
عصرایران - تتخوف الاوساط السياسية في لبنان من ارتفاع حدة التوتر وحصول توترات أمنية بعد اعتذار النائب سعد الحريري، أبرز اقطاب الأكثرية النيابية، عن تشكيل حكومة وان كانت ترجح في الوقت ذاته ان يعاد تكليفه مرة أخرى.

وسجل بعد ظهر الجمعة توتر أمني في الجنوب الذي انطلق منه صاروخان في اتجاه شمال إسرائيل، ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي.

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية كريم مقدسي لوكالة فرانس برس ان سعد الحريري يرغب باعادة تسميته، مضيفا ان الاقلية لن تخاطر كذلك باقتراح شخصية سنية من صفوفها ليتولى رئاسة الحكومة.

وتعود رئاسة الحكومة في لبنان الى الطائفة السنية، ويحظى الحريري بتأييد الغالبية العظمى من السنة، وهو يرئس أكبر كتلة نيابية في البرلمان.

وقال النائب سمير الجسر من تيار المستقبل الذي يرئسه الحريري ان المشاورات الجديدة ستنتهي بتسمية الحريري.

وأكدت صحيفة الاخبار القريبة من الاقلية الصادرة الجمعة ان الحريري يكلف الثلاثاء.

وكان كل من حزب الله والتيار الوطني الحر وهما من الاقلية، امتنعا خلال المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأدت الى تسمية الحريري عن اقتراح أي اسم لرئاسة الحكومة.

وسمت كتلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري المنتمي أيضا الى الاقلية الحريري.

ويمتنع الحزب والتيار حتى الآن عن التسمية أيضا بينما أعلنت أوساط بري انه معتصم بالصمت ونقل عنه بعض زواره انه لن يسمي الا الحريري.

ويحظى الحريري بتأييد 71 نائبا في البرلمان من 128، هو العدد الذي فازت به لوائح قوى 14 آذار وحلفائها في انتخابات حزيران/ يونيو.

ويرى مقدسي ان الحريري سيعود بدعم دولي أكبر لا سيما من الولايات المتحدة، لان هناك خوفا من تفاقم الازمة.

وقال: لا مصلحة لأحد لا في لبنان ولا في الخارج بأن تعود المعارك الى الشوارع، في اشارة الى الفراغ في سدة الرئاسة لمدة سبعة أشهر في 2007 والذي ترافق مع
أزمة سياسية حادة انتهت بمعارك بين انصار الاقلية والاكثرية أودت بحياة أكثر من مئة شخص.

ولم يتمكن الحريري خلال فترة الشهرين ونصف الشهر من تشكيل حكومة بسبب خلافات بينه وبين الاقلية على توزيع الحقائب واختيار أسماء الوزراء.

وعبر مقدسي عن قلقه لان هناك اشارات توتر في المنطقة تنعكس على الساحة اللبنانية، مضيفا سيحصل تصعيد بالتأكيد لان أحدا لا يبدو مستعدا لتقديم تنازلات.

ومن المتوقع ان يبدأ الرئيس اللبناني استشاراته النيابية في الايام القادمة لتسمية رئيس يشكل الحكومة.

وركزت التحليلات الصحافية على الانعكاسات الامنية المحتملة لقرار الحريري. واعتبر رئيس تحرير صحيفة الاخبار ابراهيم الامين في افتتاحيته ان نتيجة اعتذار الحريري غير قابلة للصرف الا في سوق التوترات على الارض. وهو أمر اذا حصل، فسوف ياتي على كل شيء.

وسارعت جهات دولية الى التعبير عن قلقها واسفها بعد اعتذار الحريري.

ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الجمعة الفرقاء اللبنانيين الى التحلي بالمسؤولية من أجل ازالة العقبات سريعا من أمام تشكيل حكومة للبلاد.

وذكر انه اتصل هاتفيا بالحريري للترحيب بالجهود التي يبذلها منذ شهرين والتنديد بالعقبات أمام تشكيل حكومة.

كما أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن اسفه لعدم تمكن الاطراف السياسية في لبنان من التفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية.

في المقابل، أعلنت قطر الخميس استعدادها لاستضافة مؤتمر جديد للبنانيين يتيح تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس "نأمل ان يتوصل اللبنانيون الى حل ولكننا مستعدون لمساعدتهم في هذا المجال في حال كان الامر ضروريا.

واضاف في لبنان، كل الامور يجب ان تتم من خلال تسوية.

واستضافت قطر في ايار/ مايو 2008 المؤتمر الذي ادى الى انهاء الازمة السياسية والمعارك اتفق المتخاصمون خلاله على انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.