رمز الخبر: ۱۵۵۶۲
تأريخ النشر: 16:50 - 14 September 2009
محمد الأمين – أمستردام - أثار خبر مقاطعة مهرجان تورنتو السينمائي من قبل 50 مخرجا سينمائيا لاستضافته عاصمة الكيان الصهيوني بوصفها ضيفة شرف لدورة هذا العام، الجدل في الصحف العالمية ، خصوصا وأن قائمة المعترضين تضم اسماء ذات شهرة واسعة في عالم الفن السابع ...

عصر ایران - محمد الأمين – أمستردام - أثار خبر مقاطعة مهرجان تورنتو السينمائي من قبل 50 مخرجا سينمائيا لاستضافته عاصمة الكيان الصهيوني بوصفها ضيفة شرف لدورة هذا العام،   الجدل في الصحف العالمية ، خصوصا وأن قائمة المعترضين تضم اسماء ذات شهرة واسعة في عالم الفن السابع كالمخرج الانكليزي كين لوتش والمخرج الكندي جون غريسون الذي سحب فيلمه الوثائقي "المستور " احتجاجاً على «الغزو الاسرائيلي الوحشي لغزة» يضاف إلى قائمة المعترضين كل من داني غلوفر «المعروف بمواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني»، والممثلة الشهيرة جين فوندا، ويجمع أغلب المعترضين  على أن حركتهم هذه غير موجهة ضد سينمائيين معينين ، بل هي فعل مناهضة لأعمال الاحتلال، ومحاولة لتسليط الضوء على ممارسته، ويجدون أنه من غير اللائق الاحتفاء بتل أبيب بوصفها «المدينة اليانعة التي تحتفي بالإبداع» ولم يمض على مجزرة غزة سوى ثمانية أشهر.

،ومما له دلالة في هذا الشأن هو الانقسام العربي في التعامل مع هذا الحدث ففيما رأى بعض الصحافيين والنقاد العرب ضرورة التضامن مع هذه المبادرة ودعمها انطلاقا من أهمية توفير مظلة دولية غير سياسية ومؤثرة في دعم الشعب الفلسطيني وفضح جرائمه البشعة ضد الفلسطينيين ، حاول بعض الصحافيين الاقلال من شأن المبادرة وطالب السينمائيين العرب للكف عن استراتيجية المقاطعة على اعتبار أنها لم تقدم نفعا للفلسطينيين .

ليست هناك ضرورة تستدعي التأكيد على المنطلق الانساني الذي دفع المعترضين لمقاطعة مهرجان تورنتو، ولايمكن قراءة المقاطعة على اعتبارها موجهة لمهرجان تورنتو تحديدا ، وانما يدل هذا الموقف على رفض تام وصارم لتوظيف السينما لتلميع جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين .كما أن هذا الموقف سيشق -ان حظي بالدعم والاهتمام – للسينما طريقا غير متوازية مع الغالبية شبه المطلقة  لوسائل الاعلام في اميركا واوربا والتي مارست تضليل الرأي العام الدولي حينما رفضت مجرد الاعتراف بالمعاناة التي تعرض لها سكان غزة أثناء العدوان الاسرائيلي في شباط 2008. 

فالسينما  باعتبارها فنا  استمدت واقتبست الكثير من أعمالها من الفنون  الأخرى كالأدب والرواية والشعر والمسرح ، وهي المجالات الفنية التي قدمت أعمالا خالدة مجدت الارادة الانسانية في  الاختيار مقابل القدر وانتصرت للقيم الأنسانية الرفيعة كالعدالة والسلام . والسينما في جانب اخر فن جماهيري اهتمت جميع تياراتها الرومانسية والواقعية و... بالقضايا الانسانية المتنوعة سواء كانت سياسية او اجتماعية او تاريخية ،وبهذا يكون موقف المعترضين هو موقف منسجم مع تاريخ السينما الذي يضم سجلا واسعا من الأفلام التي عالجت قضايا حقوق الانسان وانتصرت للشعوب التي قاومت الاحتلال .

يتذرع بعض النقاد والصحافيين العرب  الذين انتقدوا هذه المبادرة ، بأن أسلوب المقاطعات لم يقدم نفعا للفلسطينيين ، والمفارقة تكمن في  أن هؤلاء المحتجين على المقاطعة لم يقدموا تعريفا لمعنى منفعة الفلسطينيين حينما قتلت اسرائيل مئات المدنيين الأبرياء في غزة ،ولم نسمع منهم  أي احتجاج وأعتراض على الحصار البشع الذي فرضته اسرائيل على قطاع غزة والذي وصفه ريتشارد فولك الوسيط الخاص للأمم المتحدة بأنه جريمة ضد الانسانية ".

محمد الأمين شاعر وصحافي عراقي مقيم في هولندا
alamin62@gmail.com