رمز الخبر: ۱۵۹۷۳
تأريخ النشر: 13:43 - 29 September 2009
عصرایران - نجحت دار القرآن الكريم والسنة بغزة في الربط بين حفظ كتاب الله ونصرة المسجد الأقصى من خلال مشروع "تاج الوقار للأقصى انتصار"، الذي تخرج من خلاله عشرة آلاف طالب وطالبة فلسطينيين حافظين لكتاب الله، ضمن مشروع سنوي يستهدف حث الأجيال الفلسطينية الصاعدة على حفظ القرآن الكريم.

ويوضح رئيس مجلس إدارة دار القرآن الكريم والسنة الدكتور عبد الرحمن الجمل أن الفكرة بدأت قبل ثلاث سنوات عند البحث عن مشاريع نوعية ومميزة لسد فراغ الطلاب في العطلة الصيفية، وتخريج جيل جديد مؤمن بدينه وقضيته.

وأشار إلى أن الانطلاقة كانت بسيطة ولكن سرعان ما تحولت إلي مشروع كبير يخرج الآلاف من الحافظين والحافظات سنويا لكتاب الله، مؤكدا أن الإقبال الكبير من قبل الطلبة على الالتحاق بالمخيمات هو سر استمرار هذا المشروع.

مصدر للكرامة

وأكد الجمل للجزيرة نت أن هذه المخيمات التي كان من أهدافها أيضاً، إرجاع الناس للقرآن الكريم مصدر كرامتهم وعزتهم، ورداً على الحرب التي يمارسها الاحتلال في التدمير المعتمَّد للمساجد ودُور التحفيظ التي طالها القصف والتدمير، حققت نتائج طيبة وإنجازات لم يكن أحد يتوقعها.

ولفت إلى أن الفترة الزمنية التي استغرقها الحافظون 60 يوما، حيث استهدف المشروع طلاب وطالبات المرحلتين الإعدادية والثانوية وبعضاً من طلبة المرحلة الابتدائية، إلى جانب طلاب الجامعات وكبار السن وعدد من الموظفين .

وذكر الجمل أن الجهات الممولة للمشروع مؤسسات خيرية وجمعيات أهلية، وشخصيات وطنية ومحلية، بالإضافة إلى الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

برنامج منظم

من جانبها أوضحت المشرفة العامة على قسم الطالبات في مخيمات دار القرآن الكريم والسنة هيفاء رضوان أن عملية التحفيظ في الحلقات القرآنية تتمتع بالمرونة وتخضع لبرنامج عمل منظم وبسيط، إضافة إلى العديد من النشاطات الترفيهية والمحاضرات الإرشادية داخل المخيمات حتى لا يتسلل اليأس إلى قلوب الحافظات.

وذكرت رضوان للجزيرة نت أن من بين الشروط الواجب توفرها للملتحقات أو الملتحقين بالمخيم، أن يكون معدله الدراسي 85% فما فوق، ويحفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم، ويجيد أحكام التلاوة والتجويد.

وتقول الطفلة آلاء كحيل -(ثماني سنوات)، وهي أصغر حافظة لكتاب الله- إنها تشعر بالفخر والسعادة وهي تحفظ كتاب الله، لأنها لم تجد أغلى منه ليكون خير أنيس لها في إجازتها الصيفية.

وأضافت في حديث للجزيرة نت أن أسرتها لم تبخل عليها بالدعم والتشجيع وتهيئة كافة الأجواء المناسبة، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في حفظها لكتاب الله.

جيل مثقف

وبدوره اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية التابعة للحكومة المقالة طالب أبو شعر أن مثل هذه المخيمات تساهم بدرجة كبيرة في إيجاد جيل مثقف بتعاليم إسلامه، ويسهم في صقل قدراته الذهنية والتربوية منذ الصغر.

ويحمل هذا الحدث الإسلامي الكبير -وفقاً للوزير- رسالتين مهمتين، الأولى موجهة إلى العالم العربي والإسلامي، ومفادها أن المجتمع الفلسطيني مجتمع ملتزم وحريص على تربية أبنائه وفق النموذج الإسلامي.

والثانية موجهة للاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل اعتداءاته على المساجد والمقدسات في مدينة القدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ولفت في حديث للجزيرة نت إلى أن ما يشهده قطاع غزة من برامج لحفظ القرآن الكريم يشكل رافداً للأمة الإسلامية وإنجازاً حقيقياً، يستحق الدعم والمساند والاقتداء به في الدول الإسلامية.