رمز الخبر: ۱۶۱۳۰
تأريخ النشر: 10:10 - 05 October 2009
عصرایران ـ القدس العربي  ـ واصل حزب مغربي حديث التأسيس يتزعمه صديق الملك محمد السادس زحفه لاحتلال صدارة المشهد السياسي في البلاد بعد احتلاله المرتبة الاولى في قائمة الاحزاب الفائزة بانتخابات ثلث اعضاء مجلس المستشارين (الغرفة التشريعية الثانية).

واسفرت الانتخابات التي جرت الجمعة عن فوز حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى بـ22 مقعدا من 90 مقعدا جرى التنافس عليها.

ويتكون مجلس المستشارين الذي يتمتع بنفس سلطات مجلس النواب باستثناء منح الثقة للحكومة من 270 مستشارا ينتخب 90 منهم كل ثلاث سنوات وتتكون الكتلة الناخبة او الناخبين الكبار من المنتخبين للجماعات المحلية واعضاء الغرف المهنية الذين ينتخبون على الصعيد الجهوي ومندوبي المأجورين (العمال) الذين ينتخبون على الصعيد الوطني.

واستحدث مجلس المستشارين في دستور 1996 بعد اعتراضات من الاحزاب السياسية الديمقراطية على تكوين السلطة التشريعية قبل ذلك حيث كان مجلس النواب يتكون من ثلثين يتم انتخابهم مباشرة وثلث باقتراع غير مباشر واقر دستور 1996 تكوين مجلس النواب من منتخبين بشكل مباشر ومجلس المستشارين ويتكون من مكونات الثلث غير المباشر الا ان تحفظات بقيت على هذا التكوين وطالب فاعلون سياسيون بالغاء مجلس المستشارين وتشكيل المجلس الاجتماعي والاقتصادي الذي ينص عليه الدستور.

ويقول المتحفظون ان غرفتي البرلمان تقومان بنفس المهام وتناقشان القانون المالي (الميزانية) او مشاريع القوانين مما يؤخر اصدار القوانين بالاضافة الى هدر الوقت والمال العام.

وذكر بلاغ لوزارة الداخلية ارسل ل"القدس العربي" أن النتائج النهائية، المعلن عنها من طرف اللجان الجهوية للإحصاء، والمتعلقة بالهيئة الناخبة للجماعات المحلية والهيئات الناخبة للغرف المهنية المعنية بتجديد 81 مقعدا من أصل 90 مقعدا الواجب ملؤها، قد أسفرت عن حصول حزب الاصالة والمعاصرة ويجلس على مقاعد المعارضة على 22 مقعدا وحزب الاستقلال (متزعم الاغلبية الحكومية) على 17 مقعدا وحزب الحركة الشعبية على 11 مقعد والاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية على 10 مقاعد والتجمع الوطني للأحرار على 9 مقاعد وحزب التقدم والاشتراكية على مقعدين (اغلبلية حكومية) وحزب البيئة والتنمية المستدامة على 4 مقاعد والاتحاد الدستوري على 3 مقاعد، والحزب المغربي الليبرالي وحزب جبهة القوى الديمقراطية وحزب القوات المواطنة على مقعد واحد لكل منهم.

وفي ما يتعلق بالانتخاب الخاص بهيئة ممثلي المأجورين الرامي إلى ملء 9 مقاعد، أشار البلاغ إلى أن النتائج النهائية للاقتراع اعطت مقعدين لكل من الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وحصل الاتحاد العام الديمقراطي للشغالين على مقعد واحد.

وحسب الارقام الرسمية فإن العدد الإجمالي للترشيحات المودعة والمسجلة بكيفية نهائية بلغ ما مجموعه 534 ترشيحا منها 408 ترشيحا برسم هيئة ممثلي الجماعات المحلية وهيئات ممثلي الغرف المهنية و126 ترشيحا برسم هيئة ممثلي المأجورين.

وقالت وزارة الداخلية انت الانتخابات جرت في جو من الهدوء على مستوى كافة مكاتب التصويت التي تم إحداثها، وأن عمليات التصويت وفرز وإحصاء الأصوات تمت بحضور ممثلي اللوائح أو المرشحين.

واشار بلاغ الوزارة الى ان الاقتراع شهد إقبالا مكثفا للناخبين على صناديق الاقتراع حيث فاق معدل المشاركة العامة 93 في المائة بالنسبة لهيئة الجماعات المحلية و97 في المائة بالنسبة لهيئات الغرف المهنية في حين قارب 40 في المائة بالنسبة لهيئة ممثلي المأجورين.

واعطت نتائج الانتخابات ثلاث نساء، ليرتفع بذلك إلى ست، عدد النساء بالغرفة الثانية.

والفائزات هن لطيفة الزيوالي عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن هيئات غرف الصناعة التقليدية بجهة دكالة - عبدة، وسعاد لغماري عن حزب القوات المواطنة برسم انتخاب هيئة الجماعات المحلية بجهة فاس، وفريدة النعيمي عن حزب البيئة والتنمية المستدامة برسم انتخاب الجماعات المحلية بالدار البيضاء.

وتم أيضا انتخاب شخصيات سياسية معروفة من بينها الدكتور محمد الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، برسم انتخاب هيئة الجماعات المحلية بكلميم وعبد الكبير برقية (حزب الاستقلال) الرئيس السابق لجهة الرباط زعير برسم انتخاب هيئة الجماعات المحلية بهذه الجهة، وعبد الحكيم بنشماس الأمين العام المساعد لحزب الأصالة والمعاصرة بالجهة نفسها.

واعتبر الحبيب بلكوش عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن ما حصل عليه الحزب من نتائح "يؤكد ما حصلنا عليه منذ انطلاق المسلسل الانتخابي في 12 يونيو من مواقع في عدد من الجهات، حيث تم انتخاب ما يفوق 6000 مستشارا" وهو ما خول للحزب تأكيد هذه النتائج.

وقال بلكوش إن النتائج تعد "من حيث القاعدة الانتخابية، تتويجا لهذا المسلسل وتأكيدا على التزام ناخبي الحزب بالاختيارات التي تمت إضافة إلى نجاعة الاستراتيجيات والتحالفات التي بنيناها والتي توجت بحصولنا على 22 مقعدا".

وشارك حزب الاصالة والمعاصرة الذي تأسس في اب/اغسطس 2008 ويتزعمه فؤاد عالي الهمة الوزير السابق بالداخلية وصديق الملك في حزيران/يونيو الماضي لاول مرة في انتخابات عامة حيث احتل المرتبة الاولى في الانتخابات الجماعية في ظل تخوفات من استنساخ تجارب عاشها المغرب في عهد الملك الحسن الثاني وادت الى عرقلة التطور الديمقراطي بالبلاد.

وأعرب حزب الإستقلال عن ارتياحه لنتائج الانتخابات وقال سعد العلمي عضو اللجنة التنفيذية للحزب (وزير العلاقات مع البرلمان) إن نتائج انتخابات تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين تؤكد "موقع الصدارة" الذي احتله حزب الاستقلال خلال كافة الاستحقاقات الانتخابية التي عرفها المغرب خلال هذه السنة.

وأعرب عن تطلع حزب الاستقلال "بكل أمل وثقة إلى أن تكون هذه الانتخابات قد ساهمت في تجديد النخب، وفي تمكين المؤسسات التمثيلية على المستوى المحلي والاقليمي والجهوي وعلى مستوى مجلس المستشارين، من كفاءات تساهم في الاضطلاع بكامل المهام المنوطة بها والصلاحيات المخولة لها، لترسيخ المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي".

وابدى مصطفى المنصوري الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار (رئيس مجلس النواب) عن أسفه لكون التجمع لم يحتفظ بنفس عدد المقاعد في انتخابات التجديد وقال أن النتائج التي حصل عليها الحزب برسم هذه الإنتخابات "عادية على العموم وتندرج في الاطار العام للمسلسل الانتخابي في شموليته".

وقال محند العنصر الأمين العام للحركة الشعبية "نحن مرتاحون لكوننا تمكنا من تحسين موقعنا بالانتقال من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الثالثة".

واعتبر أن "هذه النتائج التى هي ثمرة تعبئة أطر الحزب ومنخرطيه احترمت منطق الانتخابات الجماعية التي جرت في 12 يونيو الماضي".

فيما رأى محمد الأبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، أن نتائح تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين لا تعكس حقيقة الخريطة السياسة بالمغرب.

وقال أنه باستثناء الانتخابات التشريعية والجماعية المباشرة، فإن الاستحقاقات الأخرى "لا يمكن أن تفرز قراءة سياسية واضحة وسليمة، باعتبار أن نتائجها هي وليدة تحالفات تثير التعجب في بعض الاحيان".

واعتبر أن انتخابات الجمعة عرفت تحالفات على مستوى الجهات بين الأحزاب، وارتبطت أساسا بالأشخاص.

ودعا الأبيض إلى تطوير الحياة السياسية والعمل على تعزيز الممارسة الديمقراطية للوصول إلى نظام الأقطاب، وبالتالي تحفيز الفاعلين السياسيين على الالتزام بالمبادئ العامة للأحزاب التي ينتمون إليها وقال أن حزبه مع تشبثه بالمكتسبات الديمقراطية التي تحققت في المغرب، يرى أن تجديد ثلث أعضاء مجلس المستشارين ينبغي أن يتم عبر اعتبار النسب التي حصل عليها كل حزب في الانتخابات الجماعية المباشرة، بحيث يحصل كل حزب على عدد من المقاعد في مجلس المستشارين يعادل النسبة التي حصل عليها في الانتخابات المباشرة.