رمز الخبر: ۱۶۱۵۰
تأريخ النشر: 11:59 - 05 October 2009
عصرایران - (رويترز) - قال محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاحد إن خبراء الوكالة سيفتشون المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم في قم بايران في 25 أكتوبر تشرين الاول مثنيا على تحول علاقات ايران مع الغرب من "التآمر" الى "التعاون".

وظلت المنشأة النووية قرب مدينة قم المقدسة سرا حتى أعلنت ايران عن وجودها الشهر الماضي مما أثار ضجة عالمية.

واتفقت ايران مع القوى الست الكبرى الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا في جنيف يوم الخميس على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوصول غير مقيد للمحطة.

وأضاف البرادعي في مؤتمر صحفي مع علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية "مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزورون المنشأة الجديدة التي يجري انشاؤها في قم في 25 اكتوبر تشرين الاول."

وقال "من المهم بالنسبة لنا أن يكون لدينا تعاون شامل بشأن منشأة قم.. من المهم بالنسبة لنا ان نرسل مفتشينا لنتأكد بانفسنا ان هذه المنشأة للاغراض السلمية."

ويشتبه الغرب في أن ايران تسعى لتطوير أسلحة نووية. وتنفي ايران هذا.

وقال جيمس جونز مستشار الامن القومي الامريكي ان ايران لا تبدو انها قريبة من امتلاك سلاح نووي. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن تقريرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلص الى أن ايران تحصلت على معلومات كافية لانتاج قنبلة.

وقال جونز ان من المهم ان ايران وافقت على اجراء عمليات تفتيش للموقع الجديد لتخصيب اليورانيوم قرب قم.

وفي لقاء مع محطة تلفزيون "سي.بي.اس." أضاف جونز "لدينا الان ايران راغبة في العودة الى الطاولة".

وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان تعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يترك اي "غموض" حول أنشطتها النووية.

وأضاف في اجتماع ذكرت الاذاعة الحكومية أنه عقده مع البرادعي "ليست هناك مسألة مبهمة متبقية بسبب تعاون ايران الجيد مع الوكالة."

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه يجب ان توضح ايران بعض المسائل مثل الدراسات المزعومة التي تجريها حول مواد شديدة الانفجار ونظام اطلاق صاروخي لرأس نووية.

وقال البرادعي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران اختلفا بشأن توقيت الكشف عن المنشأة النووية التجريبية.

واضاف في المؤتمر الصحفي "كان ينبغي على ايران ان تبلغنا في نفس اليوم الذي قررت فيه انشاء المحطة" مشيرا الى قاعدة شفافية خاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية تم تشديدها عام 1992 لتتطلب الاعلان الفوري عن المنشآت النووية المزمع بناؤها.

وقبل ذلك كانت الدولة تلتزم باعلان الوكالة بالدولية للطاقة الذرية بالمنشأة الجديدة قبل ستة أشهر فقط من ادخال مواد نووية الى الموقع.

لكن صالحي رفض ذلك وقال "منذ تدخل مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشكل غير عادل في الملف النووي عدنا الى الترتيبات القديمة احتجاجا على عقوبات الامم المتحدة."

وقال البرادعي ان صالحي سيناقش تفاصيل التفتيش مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في 19 أكتوبر تشرين الاول.

وقالت ايران ان الموقع الذي يتسع لما يقرب من ثلاثة الاف وحدة طرد مركزي سيبدأ العمل بعد حوالي 18 شهرا.

ومن المتوقع أن تكسب محادثات الخميس في جنيف ايران متنفسا امنا من عقوبات أشد تفرضها الامم المتحدة على الرغم من أن القوى الغربية على الاغلب ستحترس من أي محاولة من جانب طهران لكسب الوقت من أجل تطوير برنامجها النووي.

ونقلت صحيفة أبرار اليومية عن سعيد جليلي كبير المفاوضين في الملف النووي الايراني قوله ان نتيجة محادثات جنيف هي "الاتفاق على أسلوب المحادثات مع القوى الست."

وقال البرادعي ان الخلافات التي لاتزال قائمة يمكن حلها من خلال السبل الدبلوماسية. وقال "العلاقة بين ايران والقوى العالمية تتحول من التآمر الى الشفافية والتعاون."

ووصف الرئيس الامريكي باراك اوباما المحادثات بانها بداية بناءة لكنه قال انه يتعين على طهران أن تفعل المزيد لكي تبرهن على انها لن تستخدم برنامجها النووي لانتاج قنابل ذرية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر يوم الاحد إن هناك انفتاحا محدودا في الحوار بين ايران والمجتمع الدولي حتى اذا كان يتعين على الدولة الرد على الاسئلة الخاصة بطموحاتها النووية المشتبه بها.

وتابع كوشنر في لقاء مع محطة اذاعة ار.تي.ال. ومحطة تلفزيون ال.سي. اي. " نحن مستعدون لعدم الحديث مرة أخرى عن العقوبات ولكننا في حاجة لبحث ما نسميه جوهر القضية وهو .. هل تخصيب هذا اليورانيوم خطير أم لا"...

ودعا عدد من المشرعين الامريكيين يوم الاحد لفرض عقوبات جديدة على ايران في اعقاب نشر تقرير صحيفة نيويورك تايمز.

وقال السناتور الجمهوري عن ولاية جورجيا ساكسبي تشامبليس لقناة فوكس "ايران كذبت علينا بما يكفي. امل ان يمضي الرئيس قدما ويفرض عقوبات".

ولكن البرادعي قال انه لا يوجد "دليل ملموس" على أن ايران تسعى لاكتساب قدرة تصنيع أسلحة نووية الا أن الوكالة الدولية ما زالت تشعر بالقلق ازاء هذا الاحتمال.

وقال مسؤولون غربيون ان ايران وافقت "من حيث المبدأ" في اجتماع الخميس على نقل معظم اليورانيوم لديها الى روسيا وفرنسا لاعادة معالجته. ثم يعاد بعدها الى طهران ليستخدم كوقود في مفاعل نووي في طهران ينتج نظائر مشعة لاغراض طبية.