رمز الخبر: ۱۶۱۷۲
تأريخ النشر: 09:23 - 06 October 2009
مصیب نعیم
عصرایران - قرّر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية، محمد البرادعي، زيارة ايران قبيل انتهاء مهامه في الوكالة. وقد أدلى بتصريحات مهمة حول رؤيته للتعاون الايراني مع الوكالة وتأكيده على نزاهة الموقف الايراني تجاه الملف النووي السلمي.

ولا شك بأن السيد البرادعي سيبقى شخصية هامة كونه أدار احدى أهم المؤسسات التابعة للأمم المتحدة خلال فترة زمنية حساسة، ورؤية لها أهميتها بسبب معرفته للوقائع وإلمامه بالقوانين ذات الصلة. غير ان الرجل استهدف من اطلاق هذه المواقف، ومن طهران بالذات أموراً عدة منها إراحة ضميره من الحقيقة التي كانت ترافق الملف النووي الايراني منذ إثارة موضوعه من قبل الغرب ومصداقية ايران في الدفاع عن حقوقها المنصوص عليها في المعاهدات الدولية.

وقد بدأ البعض يتساءل عن أسباب عدم اعتراض السيد البرادعي على التحريضات الغربية والمحاولات الأمريكية التي كانت تستند في بعض مراحلها الى التقارير الغامضة الصادرة عن الوكالة الدولية والسعي لتفسيرها حسب مصالحها الخاصة، دون ان تنتقد ادارة البرادعي هذه الانتهاكات أو حتى استغلالها لإستصدار قرارات جائرة ضد ايران.

وقد يرى البعض بأن الظروف الضاغطة كانت وراء منع الوكالة الدولية من اتخاذ قرارات محايدة أو القيام بمهامها حسب القوانين المرعية. لكن هناك نقاطاً بيضاء في ملف السيد البرادعي، حيث كان يؤكد منذ البداية على استحالة حل الخلاف عبر التهديد والاتهام واطلاق الإشاعات. وبات السيد البرادعي يرى اليوم بأن استراتيجيته بدأت تعطي نتائجها، فهاهو الغرب يتجه نحو الحل السلمي عبر التفاوض.

ويتطلب أن ينقل السيد البرادعي الى خَلَفِه هذه الحقيقة ويرشده إلى الطريقة المثلى ليعرف بأن لغة العنف والحرب النفسية لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وخسارة المراهنين على أهدافهم المشؤومة.