رمز الخبر: ۱۶۲۲۳
تأريخ النشر: 23:54 - 07 October 2009
وقال ياسر عبد ربه مساعد عباس عن القرار الخاص بجنيف ان السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ. وأضاف انهم يعترفون بذلك .. ويمكن تصحيحه. وتابع قائلا انهم يعملون في هذا الاتجاه.
Photo

عصر ايران - رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - واجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة غضب يوم الاربعاء من جانب فلسطينيين يتهمونه بخيانة القضية الوطنية لصالح اسرائيل تحت وطأة ضغوط سياسية من الولايات المتحدة.

ومع تزايد مشاعر الاستياء من ضعفه أقر مساعدون لعباس البالغ من العمر 74 عاما بأن الرئيس الفلسطيني أصبح في موقف الدفاع. وقالوا انه سيوجه كلمة الى الأمة لكنهم لم يذكروا متى.

وقبل يومين من الموعد المقرر لاستقبال جورج ميتشل مبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما للسلام في الشرق الاوسط بدا الزعيم الذي يعتمد عليه اوباما في التوصل الى معاهدة مع اسرائيل ضعيفا بدرجة متزايدة.

وفي غزة قام حشد غاضب بالقاء أحذية على ملصق له ووصفوه بأنه خائن ينتمي الى "مزبلة التاريخ". وقال بعض المنتقدين انه فقد الاتصال بالناس ويتعين عليه ان يستقيل.

وقال سامي علقم وهو طبيب في مدينة الخليل بالضفة الغربية حيث تأييد عباس ضعيف "انه ليس الشارع في غزة فحسب. انه أيضا الشارع في الضفة الغربية."

ومنذ 22 سبتمبر ايلول تحيط سحابة سياسية بعباس الذي لم يتمتع على الاطلاق بشعبية سلفه ياسر عرفات عندما خضع على مضض لطلب أوباما بأن يصافح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك.

وكانت هناك مشاعر استياء في الداخل عندما أدرك الفلسطينيون ان أوباما تراجع عن مطلبه بأن توقف اسرائيل كل النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة وان عباس لم يظهر احتجاجا على ذلك.

وينظر الى ما حدث في نيويورك على انه إهانة للفلسطينيين وفي مطلع الاسبوع زاد مستقبل عباس قتامة عندما علم الناس انه وافق في جنيف على تأجيل التصويت على تقرير للامم المتحدة يزعم ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة في يناير كانون الثاني الماضي.

وقال ياسر عبد ربه مساعد عباس عن القرار الخاص بجنيف ان السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ. وأضاف انهم يعترفون بذلك .. ويمكن تصحيحه. وتابع قائلا انهم يعملون في هذا الاتجاه.

وقال ان قرار التأجيل استند الى معلومات زائفة في إشارة الى التأجيل الذي وافق عليه الفلسطينيون في اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف. وقال ان الرئيس سيتخذ اجراء لتصحيحه.

والآثار التي ترتبت على الاجتماع فاجأت عباس وحركة فتح فيما يبدو.

وقال مسؤولون ان عباس سيشرح في كلمته التي ستذاع ما حدث في اجتماع مجلس حقوق الانسان في جنيف والخطأ الذي وقع. لكن الرئيس حاليا في روما ويتعين على الفلسطينيين ان ينتظروا يوما على الاقل لسماعه.

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه "توجد حملة لاغتيال الرئيس (عباس) سياسيا."

وأضاف "العواقب السياسية بالنسبة لعباس ضخمة. نحتاج جميعا الى الكثير من الوقت لاصلاح الضرر." وقد يبدأ الرئيس بعزل "الذين قدموا له معلومات غير دقيقة".

وقرار جنيف الذي اتخذته السلطة الفلسطينية ساعد على تأجيل تصويت كان سيدين عدم تعاون اسرائيل مع تحقيق تزعمه ريتشارد جولدستون في جرائم حرب والذي كان سيرسل تقريره الى مجلس الامن.

واتهم التحقيق اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم غزة بارتكاب جرائم حرب في القتال الذي دار في الفترة بين 27 ديسمبر كانون الاول و18 يناير كانون الثاني.

وحذرت اسرائيل من ان الامم المتحدة ستوجه "ضربة قاتلة" لآمال السلام اذا أقرت تقرير جولدستون وقالت الولايات المتحدة ان التأجيل سيساعد في إعادة اطلاق المفاوضات بين عباس واسرائيل والتي توقفت منذ نوفمبر تشرين الثاني.

والتفاصيل الدبلوماسية تاهت بين كثير من الفلسطينيين الذين ارتأوا ان قرار تجميد التقرير هو استسلام جبان من جانب عباس لضغوط من جانب واشنطن. بل زعم البعض ان رئيسهم فعل ذلك من أجل فائدة شخصية.

وكتب المعلق فلسطيني المولد رامي خوري في صحيفة ديلي ستار التي تصدر في بيروت يقول ان "محمود عباس قوة مستهلكة... قذيفة ماساوية لانسان أجوف وعاجز سياسيا لم يعد أحد يؤيده أو يحترمه."

وقال "محمود عباس خذل شعبه لكن يمكنه ان يفتدي نفسه وان يعد الساحة لشخص يخلفه للقيام بدور أكثر فاعلية. يجب ان يتصرف بشرف وثقة من خلال التنحي من منصب الرئيس الفلسطيني."

غير ان مؤيدي عباس وعدوا بالرد على الهجوم ببدء مسيرة من المؤيدين في رام الله يوم الخميس.

وتتزامن العاصفة النارية بشأن تقرير جولدستون مع تزايد التوترات مع اسرائيل بشأن القدس الشرقية. ووقعت اشتباكات بشأن جهود مزعومة من جانب يهود متدينين لانتهاك حرمة المسجد الاقصى.

وهذا النزاع يمكن ان يبدد الامال بأن تبرم حركتا فتح وحماس أخيرا اتفاق "مصالحة" في مراسم تجرى في وقت لاحق في مصر التي تتوسط لانهاء الانشقاق الفلسطيني منذ أكثر من عام.

وقال محمد دحلان وهو من الحرس الجديد من الفلسطينيين الذين يطمحون الى شغل منصب كبير في الحزب المهيمن انهم في فتح أقروا بأن تأجيل التصويت كان خطأ.

وقال ان حماس من معقلها في قطاع غزة تستغل تقرير جولدستون كوسيلة لتدمير النظام السياسي الفلسطيني