رمز الخبر: ۱۶۲۹۷
تأريخ النشر: 13:55 - 10 October 2009
صالح عوض
عصرایران - تتصاعد هذه الايام وتيرة الاعتداءات الصهيونية على القدس الشريف والمسجد الاقصى بعملية استيطانية منهجية تستهدف تغيير معالم القدس وتغيير توزيعها الديمغرافي لصالح الاستيطان اليهودي وتكثيف الهجوم على حرمة المسجد الاقصى في خطة ترمي الى تقسيم المسجد .

تأتي هذه الهجمة الشريرة في ظل تشتت عربي،وانقسام فلسطيني ..وهنا لابد من الحديث عن القدس في اطار الحراك السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية وما يتهددها من مخاطر دولية.

القدس هي عنوان التحدي بين مناهج الشر ومنهج الخير..والقدس هي ساحة الصراع التاريخي بين الانبياء ومن يسير على خطاهم ضد رعاة الظلم والافساد والانحراف ..وفي القدس تتكثف كل معاني التجلي والقرب من جوهر رسالة السماء الى اهل الارض ، انها رسالة الرحمة والعدل والخير والتساوي بين عباد الله والتعايش بينهم جميعا بسلام فحق لها بذلك ان تكون مدينة السلام.

لقد كانت مكة المكرمة هي انطلاقة بعثة الاسلام ونهضته ، ولقد اختارها الله لحكمة بالغة تتكشف بعض اسرارها في انها كانت مجمع افئدة العرب وعاصمة وجودهم المعنوي والاقتصادي وفيها كان البيت العتيق وفي جنبات احيائها كان تنافس العرب الثقافي والتجاري..فكان انتصار الاسلام فيها فتحا له في كل بلاد العرب.

واليوم تقف القدس ولاسباب عديدة على راسها وجود الشر مكثفا في علو الافساد الاسرائيلي وتسلط العصابة الصهيونية العنصرية المجرمة على البشر والحجر في بيت المقدس واكنافه مدعومة من قوى الشر العالمي لتقوم هذه العصابة العنصرية بدور الاستنزاف لخيرات الامة وطاقتها.. ولاتمام التخلف والهوان على الامة كلها..انه تحد من نوع تلك التحديات التي واجهتا القدس عبر تاريخها قبل الاسلام وبعده ..ولكنه تحدي ياتي اليوم والامة تلتف حول القدس ..فلقد اصبحت القدس عاصمة العرب والمسلمين بل والاحرار في بقاع العالم.

ان القيمة الحقيقية للقدس تتمثل بمالها من دور في تحريك الهمم والعزائم للسير على طريق النهضة والتحرر والاستقلال .. ولأن القدس بوصلة الهدى في هذا الزمان لان القدس هو قوة الفعل المغناطيسي الجوهري في الامة ولان القدس هي مجمع اعصاب جسد الامة وهي مضغته فان كل فعل لايتحرك على هدي من وعي قضية القدس باعتبارها قضية الزمان فانه فعل ناقص ومبتور.

ولئن كانت مكة نقطة انطلاقة الاسلام الاولى نحو النهضة والتمدد فان القدس هي بلاشك نقطة الاساس في صعود الاسلام من جديد نحو العالمية الاسلامية الثانية..ان القدس اليوم هي نقطة انطلاق المنحنى الاسلامي نحو الانتصارات والتحرر وهذه اضافة جوهرية لرسالة القدس فينا .. ومن هنا تصبح القدس عنوانا لكل مشاريع التحرر والنهضة في الامة لتوحد الجهود وتطهر الافعال وتصوب الخطط والوسائل لنحو غاية مقدسة..

لقد فتحها عمربن الخطاب وصحابة رسول الله وحررها التابعي العظيم صلاح الدين الايوبي بطلائع من المؤمنين الصادقين الاطهار..والقدس تنتظر اليوم من ياتي لها على طريق عمر بن الخطاب وصلاح الدين الايوبي ليقضى الله امرا كان مفعولا ويظهر دين الله على الدين كله.

وان الدعوة الى الدفاع عن القدس هي دعوة للحيوية والنشاط والتخلي عن كل الاهواء التي تفرق الامة وتبعثر جهودها..انها دعوة لان نمتلك قرارانا وارادتنا ورسالتنا ولنكون خارج دائرة الفراغ والتخلف..

انها القدس الاقرب من الارض لسماءالله الاولى..رحم الله من قال ان القدس هي سماء الله الاولى..وصخرته المباركة قطعة من الجنة ولئن كانت مكة ما يليق بنزول الانسان على الارض فالقدس ما كان لائقا لصعود النبي من الارض للسماء.

القدس مهوى الفؤاد ومناط الواجب..وعنوان المرحالة