رمز الخبر: ۱۶۳۵۷
تأريخ النشر: 10:28 - 12 October 2009
عصرایران - قالت صحيفة الثورة السورية الرسمية الأحد : ان المثلث الإيراني ، السوري ، التركي يبحث منذ وقت طويل عن عودة الإستقرار إلى المنطقة.

و اعتبر ( الياس غصن إبراهيم ) في مقال نشرته الصحيفة ان ما يبحث عنه هذا المثلث هو في مصلحة شعوب المنطقة ، بما يجعلها قادرة على التفرغ لتنمية دولها إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً وفي كل الإتجاهات التي تتطلبها التنمية ولأن هذه الدول تدرك أن إستقرارها الداخلي مرتبط بالإستقرار الأقليمي.‏ ورأى إبراهيم : ان الحرب الاميركية على ما يسمى بالإرهاب التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول بغزو أفغانستان هي حرب على العالم الإسلامي أولاً.

وقال : ان الجهد الأميركي بالتدخل المباشر في شؤون الدول المحيطة بأفغانستان بوسائل مختلفة ومنها التلويح بدور بعضها بالمشاركة في دعم الإرهاب كحالة باكستان والتهديد بالتعامل معها على هذا الأساس ، أو التأثير على أنظمة الحكم لدى البعض الآخر كقرغيزستان وطاجكستان وبقية الدول المنشقة عن الإتحاد السوفيتي وربطها بالجهد الأميركي بإتفاقيات لتسهيل حركة جيوش الغزو وطوعاً دون مقابل لدى البعض أو بإتفاقيات إستئجار قواعد بأسعار رمزية للتخفيف من حدة المواقف لدى شعوب بعض هذه الدول. وأضاف : ان ما يزيد التأكيد أن المشروع الأميركي ليس الحرب على الإرهاب كمهمة رئيسية المقارنة غير المتوازنة لحجم الحشد العسكري الأميركي ما بين أفغانستان كمقر القيادة ومعسكر أساسي للإرهابيين وبين ما حشد لغزو العراق بحجة لم تقنع أحداً بتعاون مفترض وتنسيق متخيل بين نظام الحكم في العراق في ذلك الحين وبين القاعدة التي لم تطأ أرض العراق قبل دخول القوات الأميركية إليه وبالتعاون وتقديم التسهيلات من قبل الموساد الإسرائيلي الذي سبق قوات الغزو إلى العراق من بوابته الشمالية قبل فترة كافية من بدء الغزو.

و إعتبر إبراهيم، ان خللاً إستراتيجياً في الحسابات الأميركية حصل وهو القراءة الخاطئة للتحولات الإجتماعية في المنطقة حدد النهاية التي تعانيها الإدارة الأميركية اللاحقة للبحث عن خاتمة بأقل الخسائر في المغامرة بغزو العراق .

وأوضح: ان هذا الخلل يتمثل بطبيعة هذه التحولات والثوابت في الموقف الاقليمي من الغزو، وقال : لقد بالغت مراكز الإستطلاع والدراسات الأميركية في تقدير الموقف للمجتمع العراقي من الغزو لدرجة أنها كانت بإنتظار العراقيين لينثروا الورود على جنود الغزو الأميركي وهم في الطريق إلى بغداد بناء على تضليل يعتمده معظم الغربيين من بقايا الإستعمار القديم.

واضاف : لقد إعتقد الغرب أن تحولاً طرأ على السياسة الخارجية السورية وهو ما دفع أميركا للإعتقاد بأن الخاصرة الشرقية للعراق ستكون آمنة خلال عملية الغزو وبعدها، فكان الموقف السوري سابقاً للعمليات العسكرية ضد العراق بإعلان الموقف الصريح الرافض لغزو العراق وهو ما أعطى المقاومة الوطنية العراقية جرعة معنوية عالية لكونها غير معزولة عن عمقها العربي.‏ وتابع : الموقف الرسمي والشعبي التركي لم يكن أقل وضوحاً في رفض الغزو متجاوزاً كثيراً من العلاقات التاريخية مع الغرب عموماً ومع أميركا خصوصاً حتى في جانبها العسكري.‏

وزاد :لم تبدل إيران رؤية أن أميركا هي الشيطان الأكبر بما يوجب عدم المساعدة لها في وجود آمن على الأرض العراقية الملاصقة غرباً للجمهورية الإسلامية لمعرفتها الأكيدة أن الهدف اللاحق للقوات الأميركية المنفلتة من كل الضوابط هو إيران.‏

و ختم الكاتب السوري : هذه الثوابت الأربعة شكلت الكابوس الضاغط المرافق لعملية الغزو التي بدأت متعثرة منذ أيامها الأولى وما زالت ، وهي الكابوس الذي رافق الرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش طيلة سنوات حكمه الأخيرة التي انقضت دون أن يستطيع تحقيق رؤاه التوراتية رغم الزيارات المتكررة للآلهة الخاصة به وهي تبارك ما بدأه يوشع منذ آلاف السنين وأخذ على عاتقه إستكماله.‏