رمز الخبر: ۱۶۳۵۹
تأريخ النشر: 10:32 - 12 October 2009
عصرایران - الوفاق الثقافي / برعاية المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء السوري اقامت وزارة السياحة وبمناسبة اليوم العالمي للسياحة (مهرجان طريق الحرير2009) بدورته الثامنة، احياء لتقاليد سورية ومكانتها الحضارية على ذلك الطريق، اذ كانت محطة هامة ورئيسية تلتقي على ارضها قوافل طريق الحرير القادمة من الصين في اقصى شرق العالم براً عبر آسيا، فتنضم اليها على الطريق شعوبا، متعددة، تسلك ثلاث طرق مختلفة قاضية ثلاث سنوات، حتى تتلاقى في تدمر مع القوافل البحرية المنطلقة من اليابان عبر المحيط، صعودا في الخليج الفارسي، فالفرات، وانعطافا قبالة تدمر، ثم تتوزع تلك القوافل جميعها باتجاه الشمال الغربي نحو حلب، لتلتقي فيها مع القوافل الاوروبية القادمة اليها عبر البر وهو ما يُسمى طريق الحرير البري، وباتجاه الغرب لتلتقي في اللاذقية وطرطوس مع القوافل الاوروبية القادمة عبر طريق البحر المتوسط من فلسطين ومصر والدول العربية في شمال افريقيا، وباتجاه الجنوب لتلتقي في بصرى مع قوافل الشتاء والصيف القادمة من الجزيرة العربية، قاطعة على المسارين اكثر من 12 الف كيلومتر، كل قافلة تحمل بضائع بلدها ومنتجاته وتراثه وعاداته وثقافته وافكاره، وتتبادلها مع مثيلاتها من القوافل حيث كانت عبارة عن سفارات متنقلة، تحط في خانات سورية التي تمثل الفنادق في ذلك العصر، لذا تبرز اهمية سورية على تلك الطريق لانها كانت نقطة التقاء الحضارات والثقافات، ولم تكن نقطة عبور فحسب.

وللمناسبة القى الدكتور سعدالله آغا القلعة وزير السياحة السوري كلمة تحدث فيها عن اهمية المهرجان ودوره الهام في نقل الحضارات والثقافات المختلفة الى البلدان المجاورة هذا نصه:

يسعدني ان ارحب بكم في افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان طريق الحرير، الذي دأبت وزارة السياحة على اقامته منذ العام 2002، وان انقل اليكم تحيات راعي المهرجان السيد المهندس محمد ناجي عطري، ورئيس مجلس الوزراء، وتمنياته بأن يكلل النجاح فعاليات المهرجان وان يعود ضيوفه الى بلادهم وقد اكتسبوا تجارب جديدة وذكريات عزيزة، اذاً.. هي الدورة الثامنة للمهرجان.. وهي مسيرة طويلة.. استطاع المهرجان خلالها ان يحقق الغاية من اطلاقه في عام 2002، لمواكبة ما شهدته السياحة السورية والدولية في ذلك الوقت، من تغيرات مفصلية، لقد شهد عام 2002 اعتماد الحكومة للرؤية الجديدة للسياحة لتكون دعامة اساسية للاقتصاد الوطني وجسرا للحوار بين الشعبين، ومحركا من محركات التنمية الاقليمية، وشهد ايضا الوضع المستجد في العالم الحديث بعد احداث الحادي عشر من ايلول العام 2001، حيث نشأت صورة خاطئة عن عالمنا العربي والاسلامي، ادت الى تشابك خطير في العلاقات بين الثقافات والشعوب، كان لابد من ان تسعى السياحة، كأداة تواصل وحوار، من ان تعيده الى مساراته الآمنة، ليتمازج هذا كله مع اهمية ابراز المقومات السياحية السورية، آثاراً وطبيعة وعيش آمن، ودور سورية التاريخي كمهد للحضارات والاديان، والجغرافي كقلب للعالم القديم، والتجاري كملتقى لقوافل التجارة العالمية.

ولقد استطاع المهرجان، خلال مسيرته ان يطرح امام العالم، ممثلا بقوافل الاعلاميين القادمين لحضور فعالياته من اربعة اركان الدنيا، الكيفية التي استطاع من خلالها العالم القديم ان يتجاوز صراعاته، من خلال ذلك التفاعل الخلاق بين الحضارات، الذي كانت سورية، بحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم، مركزه ومحوره، منذ ان اتجهت انظار تجارة العالم اليها، فقدمت القوافل من اربعة اركان العالم، تحط في خاناتها واسواقها الظليلة، تحمل معها تراثها وحضارتها وانتاج بلادها وخلاصة فكرها وتقاليدها.. لتتبادل البضائع والسلع في البعد المباشر، والافكار والثقافات والموسيقى والشعر والعادات والتقاليد والازياء الفلكورية والاطعمة في الابعاد المتضافرة والمتشابكة، واستطاع المهرجان ان يبين دور سورية في التفاعل والابداع، يثبت ذلك ما ابدعه صناعها المهرة، في تضاد غير مسبوق، حين وظفوا الخيوط الارهف، خيوط الحرير، الوافدة الينا منذ آلاف السنين مع قوافل طريق الحرير، في نسيج مبهر، والخلائط المعدنية الاقسى، التي بقيت اسرارها في عهده التاريخ، في سيف عنيد دافع عن الارض العربية، ما زالا سوية حتى اليوم، الدامسكو والسيف الدمشقي، يحملان اسم دمشق الى العالم، كنموذجين هما الاكمل للجودة والابداع والاتقان والفن الانساني الرفيع.

اذن هو تفاعل وابداع هيأ سورية لتكون ومنذ فجر التاريخ موئلا لأهم اشكال الحوار العالمي عبر التاريخ، واكسب شعبها استمرارية الابداع، وتقاليد الضيافة، وحرارة المحبة، وكرم العيش في انسجام وامان وسلام.. فكان ان استفاد المهرجان من رغبة الغرب المستجدة في فهم حضارتنا المستهدفة، فقدم فعالياته السياحية كحامل حضاري للتواصل المباشر، بما يكفل ن يصبح الاعلاميون والسياح العائدون الى بلادهم، منارات لواقع عرفوه وعاشوه. وكان ان اجتذب المهرجان انظار العالم الى سورية من خلال تجسيده السنوي لمظاهر التبادل الثقافي والفني، فقد كتبت وباللغات الاصلية في منشورات توزع في جميع المعارض السياحية الدولية ويكفي ان ندخل هذه الايام الى محركات البحث على شبكة الانترنت ونطلب البحث عن مصطلح مهرجان طريق الحرير في سورية لنرى ان عدد المقالات والاخبار يتجاوز 27000 مقال او خبر عن المهرجان بالانجليزية فيما يصبح العدد 130 الف لسورية وطريق الحرير بالانجليزية، و63000 خبر او مقال بالفرنسية 128000 مقال او خبر عن مهرجان طريق الحرير في سورية بالعربية.

لقد عرف المهرجان القوافل الاعلامية على المنتج السياحي السوري وتنوع عناصره وسلط الاضواء على محطات ثابتة في مسيرة قوافله السنوية كدمشق وحلب وتدمر وعلى محطات متغيرة سنويا تمتد على كامل مساحة الوطن كانت دائما بعيدة عن الاضواء.

ولقد قدم المهرجان الجديد سنويا.. ففي كل عام هناك قوافل اعلامية جديدة وفرق فنية جديدة ومحطات جديدة وعنوان مختلف.. كان العنوان الرئيسي في دورة المهرجان الاولى وصول القوافل الآسيوية الى تدمر واستقبال الملكة زنوبيا لها والتبادل التجاري فيها، اما في الدورة الثانية في حلب فكانت المعاهدات التجارية على طريق الحرير هي العنوان وفي طرطوس تم التركيز على تقاليد وطقوس وصول القوافل البحرية من اوروبا وفي دمشق كانت رحلات الشتاء والصيف والحج في دائرة الضوء، اما في هذا العام فلقد اعتمدنا فكرة افراح طريق الحرير.

وكما كنا نركز كل عام على مظهر من مظاهر التفاعل على طريق الحرير كالخط او الازياء او المأكولات او صناعة السجاد او المنسوجات الحريرية او الصناعات التقليدية، فلقد ركزنا هذا العام على الحوار الفني والموسيقي المرتجل والمباشر، من خلال امسية موسيقية نقيمها في حماة، تلتقي فيها نخبة من الموسيقيين والفنانين من دول على طريق الحرير، لابراز اسلوب الحوار الفني كما كان يمارس منذ آلاف السنين في الخانات القديمة، ولتعكس اهمية الفن كلغة عالمية واحدة للابداع والتفاهم، سيكون هذا في خان رستم باشا التاريخي الذي سيتم افتتاحه هذا العام بمناسبة المهرجان بعد ان تم ترميمه من قبل الوزارة ليكون سوقا للمهن اليدوية كما سيضم المهرجان افتتاحا آخر في تدمر لمركز استقبال الزوار والسياح الذي تم انجازه بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي وفي اطار الاتفاقية المشتركة بين وزارتي السياحة والثقافة، وتكريما لعدد من الفعاليات السياحية السورية التي تميز اداؤها هذا العام.

كما تخطط الوزارة بأن يطلق مهرجان العام القادم منتجا سياحيا جديدا على مدار العام، يفسح في المجال امام المجموعات السياحية لكي تعيش تجارب وتقاليد قوافل طريق الحرير في مسارات حقيقية بين خانات تاريخية مختارة سيتم تأهيلها للزيارة والاقامة، بحيث تصبح المجموعات السياحية بمختلف اطيافها قوافل طريق الحرير المعاصر.

بشكل مواز.. عملت الوزارة على تجسيد الرؤية الجديدة للسياحة حيث تطور عدد السياح بشكل ملحوظ في السنوات الماضية يجذبهم منتج سياحي سوري، مثير للخيال، معبر عن سحر الشرق، ومحقق لمواصفات الجودة الدولية، حيث نتوقع ان نجتاز حاجز الستة ملايين سائح بنهاية عام 2009 بمعدل نمو عن العام الماضي يزيد عن 10% رغم الازمة المالية العالمية، فيما تجسد ملتقيات سوق الاستثمار السياحي، التي تعقد كل عام، استجابة قطاع الاستثمار السياحي لمتطلبات الزيادة المسجلة في عدد السياح، وتحقق قوافل الترويج السياحي الى مختلف انحاء العالم تنامي العرض والطلب بشكل متوازن ولائق بمكانة سورية التاريخية والحضارية.

ايها السيدات والسادة:

في كل عام تزهر فرحتنا بلقائكم، ويورق اعتزازنا بمشاركة اخوتنا واصدقائنا المشاركين معنا، الذين تجاوز عددهم بين اعلاميين وممثلين لشركات سياحية وفنانين 300 مشارك قدموا من 35 دولة ليشاركوا زملائهم الاعلاميين والفنانين السوريين في نقل ما يشاهدونه لدى متابعتهم لفعاليات المهرجان، الى قرائهم ومتابعيهم في جميع انحاء العالم، من خلال مشاركتهم جميعا، في رحلة كما رحلات طريق الحرير، ستقودهم من دمشق الى السويداء فتدمر وحماه وحمص فجبلة وادلب وحلب، مثلهم في ذلك مثل المئات من زملائهم الذين حضروا فعاليات مهرجانات طريق الحرير في الاعوام الماضية، فنقلوا فعالياتها في مقالات لا اعمق منها، وفي صور ومشاهد لا ابهى ولا احلى منها.

كما يبرز شكرنا لكم ولكل من اسهم في سورية من مسؤولين واعلاميين وفنانين وعاملين في انجاح هذا المهرجان وفي ابراز الصورة الحضارية الحقيقية لسورية، التي تشهد تطورات نوعية على طريق التحديث والاصلاح، في ظل القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الاسد.

التعريف بالمهرجان ومعالم سورية الاثرية

الانطلاقة الاولى للمهرجان

في عام 2002 انطلق مهرجان طريق الحرير باحتفالية كبيرة في الشارع الطويل بمدينة تدمر الاثرية، جسد عبر لوحات درامية فنية راقصة استقبال زنوبيا ملكة تدمر للقوافل التي كانت تحمل البضائع على خط طريق الحرير، بمشاركة 400 فنان وفنانة و40 حصانا وجملا، حضره حشد كبير من المسؤولين الرسميين والاعلاميين والمهتمين، كما قدمت الدول الاخرى المشاركة عبر فرقها الفنية لوحات من تراث بلادها، حيث شكل طريق الحرير منذ دورته الاولى عاملا تسويقيا وترويجيا لنقاط الجذب السياحية والتاريخية مبرزا مكانة سورية الحضارية الحقيقية.

اليوم.. اصبح مهرجان طريق الحرير تظاهرة سنوية لالتقاء الاعلاميين القادمين من معظم دول العالم في سورية، فيلتقون وينتقلون بين المدن السورية خلال اسبوع واحد، بين المناطق الجبلية والصحراوية والساحلية، ويصورّون اروع اللحظات وامتعها، ثم يعودون الى بلادهم، وينقلون لقرائهم ومشاهديهم تفاصيل مشاعر صادقة عاشوها على خطى قوافل طريق الحرير.

ومن هنا كانت فكرة احياء زمن طريق الحرير، من خلال مهرجان سنوي يتضمن فعاليات متنوعة (سياحية، فنية، تراثية، فلكورية، ادبية، مهنية..) بمشاركة الدول التي كان يمر بها طريق الحرير، وبشهادة عيون الاعلاميين واقلامهم وعدسات كاميراتهم.

خانات طريق الحرير

وتعتبر الخانات القديمة في سورية معالم فارقة لالتقاء قوافل طريق الحرير على ارضها، وهي لا زالت تحتفظ بقوة بنائها وجمال زخرفتها ورشاقة هندستها الرائعة حتى اليوم، فهي بالاصل بُنيت لتأمين الراحة للمسافرين والسوق للبائعين والشارين، فازدهر في تلك الفترة بناء الخانات او فنادق العصور القديمة، وسوف نقف عند اهمها.

تتركز اهم الخانات في مدينتي دمشق وحلب اقدم مدينتين مأهولتين في العالم، ففي دمشق التي تُعتبر منذ بزوغ فجر الحضارات مركزا للحضارات، نظرا لموقعها على طرق التجارة العالمية بين الشرق والغرب، حيث كانت مقصدا للتجار والقوافل التجارية والزائرين من كل مكان، تعاقبت عليها جميع الحضارات التي مرت في العالم، كما كانت مركزا قياديا ومستودعا لتجارة الشرق، بدأ تشييد الخانات فيها في العصر الاموي، عندما كانت عاصمة الدولة الاسلامية، حيث انتشرت الخانات داخل المدينة وخارجها على طرق السفر المؤدية اليها.

ومن اهم الخانات الاموية في مدينة دمشق دار الضيافة التي تعود الى عام 720م انشئت لاستقبال الزوار وتوفير المسكن والراحة لهم وخان اماجور 878م وفي عهد نور الدين زنكي تزايدت الخانات واماكن اقامة الزوار في دمشق.
في العصر الايوبي انشئت خانات اخرى وكان يلحق في بعض هذه الخانات مقاهي واستراحات وتوفر مستلزمات الاقامة في دمشق.

في العصر المملوكي وصل عدد الخانات في مدينة دمشق الى اكثر من 150 خاناً، ومن الخانات خان جقمق وخان الدكة وخان السوق وغيرها.

وفي العهد العثماني بني 83 خاناً لاقامة الزوار والمسافرين، وفي مطلع القرن العشرين بدأ دور هذه الخانات يقل بعد ظهور الفنادق وانتشارها ومن هذه الخانات:

خان المرادية، خان السفرجلانية، خان اسعد باشا، خان الجمرك، خان الزعفرانية، خان سليمان باشا، خان العامود، خان القوتلي، خان التوتون، خان العصرونية، خان القيشاني، خان الجلود، خان مردم بك، خان الصوف، خان الكزبري، خان السلق، خان الجيجاوي، خان الزيت، خان شموط، خان الصنوبر، خان القطن، خان الحرير، خان الرز، خان الصدرانية، خان الصوان، خان العرائس، خان الخياطين.

اما حلب، ففيها من الخانات القديمة، خان الحرير الذي يُعتبر من ضمن الخانات التي اشتهرت بها مدينة حلب في العصرين المملوكي والعثماني،وهناك ايضا خان الجمرك، خان الوزير، خان القدس (الهوكيدون)، خان الشونة، سوق المهن التقليدية والحرف اليدوية، خان الصابون، خان الحبال، خان البنادقة، خان قورت بك، خان الكتان، خان القاضي، خان القصابية، خان النحاسين، خان البرغل، خان العلبية، خان خير بك، خان استانبول، خان الشوربجي، خان النقر، اوج خان (العطشان)، خان شيخ نعسان، خان التتن الصغير، خان التتن الكبير، خان السبيل، خان طومان، خان العسل، خان الفرايين، خان العبة جي، خان الجيرودي، خان الناصر، خان العبسي، وغيرها.

كما هناك بعض الخانات القديمة ايضا في محافظة حماة واهمها خان رستم باشا الذي سيُفتتح خلال فعاليات المهرجان كسوق للمهن التقليدية والحرف اليدوية، خان افاميا، خان خاير بيك، وفي ريف دمشق، خان دنوي الذي احتضن فعالية لقوافل الاعلاميين المشاركين في مهرجان العام الماضي، حيث شهدوا عروض ازياء داخل الخان تمثل الازياء الشعبية الريفية.

محطات من المهرجان في الاعوام السابقة

يقام مهرجان طريق الحرير في كل عام في محطة من محطات طريق الحرير التقت فيها القوافل التجارية على ارض سورية، اذ تشمل فعالياته العديد من المدن التي كانت محطات تجارية في زمن طريق الحرير، ففي عام 2003 انطلقت قوافل المهرجان من مدينة تدمر الاثرية في مشهد مسرحي يمثل استقبال الملكة زنوبيا لقوافل طريق الحرير القادمة من الشرق، وفي عام 2003 اقيم حفل الافتتاح في قلعة حلب بمشهد تمثيلي لتوقيع اول اتفاقية تجارية بين مملكة حلب وجمهورية البندقية عام 1207، اما في عام 2004 فقد شاهد جمهور المهرجان كيف كان يتم استقبال القوافل البحرية القادمة من اوروبا والتي تتلاقى مع القوافل القادمة من آسيا مبرزة روعة اللقاء والحوار، في مشهد مسرحي تمثيلي على شاطئ طرطوس، في عام 2005 انطلقت القوافل المشاركة في المهرجان من مدينة دمشق اقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، مجسدة مشاهد متتالية في رحلة عبر الزمان، تبرز لحظات مشهودة من حياة دمشق، وفي عام 2006 شهدت الوفود المشاركة حفلا كبيرا وسط قلعة دمشق كيف كانت سورية تجتذب شعوب العالم اليها، من خلال سندبادها الذي كان ينطلق من سورية الى الصين، ويدعو الدول في طريقه لتلتقي وتتحاور في سوريا، وفي عام 2007 روى مدرج بصرى الاثري في مشهد تمثيلي للمشاركين في المهرجان حكاية الاميرة السورية جوليا دومنا منذ تعرفها على القائد سبتيموس سيفيروس وحتى زواجها منه وتسليمها الراية للقائد السوري فيليب العربي.

وفي 2008 تلون مسرح قلعة دمشق بلوحات رائعة الاداء من تراث البلدان المشاركة، وتجسيد الوجه الثقافي للدول التي يمر بها طريق الحرير انطلاقا من الشرق الادنى وصولا الى دمشق التي كانت تلتقي قوافل التجارة على ارضها من كل جهات العالم.

اشكال التبادل الثقافي في المهرجان

حرصت وزارة السياحة في اثناء تحضيراتها لمحاور المهرجان، الذي يعتمد اساسا على الحوار بكافة اشكاله والتبادل الثقافي بين الوفود المشاركة القادمة من معظم دول العالم، ان تسير على خطى القوافل التجارية في زمن طريق الحرير مبرزة كيف كانت تلتقي وتتحاور، تتبادل السلع باختلافها وتنوعها، من هنا توحدت فعاليات مهرجان طريق الحرير من حيث فكرة الالتقاء والحوار، وتجسّدت الفكرة في اللوحات الفنية لاهم الفرق القادمة من اغلب الدول التي كان يمر بها طريق الحرير، فعبّرت عن التقاء الحضارات وروت حكايات من التاريخ في تناغم وتواتر منتظم ابرز حوار الحضارات وروعته ورقيّه في التاريخ القديم، ولطالما كان الحوار الفني من التقاليد الاساسية التي ترافق الرحلات على طريق الحرير، كما تجسّد اللقاء في تمازج موسيقي بين الفرق الموسيقية المشاركة من مختلف الدول، عبر حوار فني فتعانقت اصداء الآلات الشرقية مع الغربية، واضفت روعة النغمة المتمازجة، ولم تقتصر الفعاليات على الحوار الفني والموسيقي، بل تلاقت اشهر الاطباق التي تشتهر في كل دولة، من خلال مهرجان للمأكولات الشعبية.

طريق الحرير 2009

اتاحت الفرصة الاطلاع بشكل مباشر على المعالم التاريخية والآثار والاوابد التي تحكي قصة حضارة سورية وشعبها، والحضارات التي تعاقبت على ارضها، تنطلق قوافل مهرجان طريق الحرير 2009 من مدينة دمشق، باحتفال درامي يُصوّر مشاهد تمثيلية لأشهر الفرق الفنية المسرحية المشاركة من الدول التي كان يمر بها طريق الحرير، ويحكي عبر حوار ثقافي ايمائي قصة سورية ومكانتها على تلك الطريق التاريخية، وتزور القوافل محافظة السويداء وشهباء وقنوات، وايضا بصرى. ثم تنطلق قوافل الاعلاميين المشاركين في اليوم التالي في زيارة الى دمشق مرورا بمعالم دمشق القديمة، وتتوجه في اليوم الذي يليه الى تدمر وباديتها.

بعد ذلك تتوجه قوافل المهرجان الى محافظة حماة حيث افتتاح خان رستم باشا واقامة مهرجان للمأكولات الشعبية، كما تشمل الفعاليات امسية موسيقية تجُسد فكرة المهرجان بشكل مباشر حيث تُقام في خان رستم باشا، حيث كانت القوافل على طريق الحرير تتلاقى وفيها يتحاور موسيقيون من شرق الارض وغربها مع الموسيقيين السوريين في ارتجالات ترسم اللقاء الانساني الابداعي في ابهى صورة، ثم يتلو تلك الامسية سهرة فلكورية في احدى جزر نهر العاصي.

ثم تحط القوافل رحالها في مدينة افاميا ومصياف، حيث يزور المشاركون قلعة الحصن ثم يقومون بعد ذلك بجولة في وادي النضاري، وتتوجه بعد ذلك القوافل الى حلب الشهباء مرورا بمتحف المعرة كذلك القيام بجولة في مدينة حلب، ثم يقام حفل الختام وتكريم الصحفيين الذين كتبوا افضل المقالات والافلام التلفزيونية عن مهرجان طريق الحرير 2008 في ساحة قلعة حلب، وتعود القوافل الى دمشق بتاريخ 15/10/2009 مرورا بقلعة سمعان كما تقوم بجولة في معلولا.

قوافل المهرجان

المشاركون في المهرجان والذين يمثلون قوافل مهرجان طريق الحرير هم الاعلاميون القادمون الى سورية من انحاء العالم، نظرا لما يُعتبر مهرجان طريق الحرير من نافذة مهمة لوسائل الاعلام العربية والغربية للاطلاع على تاريخ تطور الحضارة الانسانية ومواطن ولادة الانسان الاول، والاستماع الى حكايات من تاريخ الحضارات المتعاقبة على ارضها والديانات السماوية التي انزلت فيها، ويعيشون حالة الامن والامان التي تسود فيها، ويلحظون حالة الانسجام المثالي بين الاديان وسط شعبها المحب للضيف، كما يشاهدون سورية الحديثة بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد وقد اصبحت دولة تُقدم كل مستلزمات السياحة الحديثة محققة معدل نمو حوالى 15% لسياحها سنويا، وتشهد نهضة استثمارية سياحية كبيرة ستجعلها في مصاف الدول السياحية، كما احتلت المرتبة الخامسة في قائمة المقاصد السياحية لعام 2008.

لذا تتميز احتفالية مهرجان طريق الحرير بالحضور الاعلامي العربي والاجنبي اللافت، الذي وصل في هذا العام 2009 الى اكثر من 250 اعلاميا من معظم دول العالم.

اصدارات على هامش طريق الحرير
انتاج فيلم توثيقي سوري

وتوثيقا لانطباعاتهم عما شاهدته اعينهم، فقد انتجت وزارة السياحة فيلما توثيقيا بعنوان (سورية في عيونهم) رصدت من خلال آراء الاعلاميين المشاركين في مهرجان طريق الحرير 2008، الذين زاروا سورية وتنقلوا بين مدنها، وتقربوا من شعبها المضياف، فكانت الدهشة المليئة بالاعجاب عنوان يُلخص ما رصد.

اصدار كتاب.. سورية في عيونهم

كتاب (سورية في عيونهم) الذي تصدره وزارة السياحة سنويا باللغتين العربية والانجليزية هو باكورة ما رصدته عيون الاعلاميين المشاركين في المهرجان من الشرق والغرب، وخطته اقلامهم عن واقع السياحة في سورية في صحفهم المتنوعة والعالمية، فهو عبارة عن مقالات كتبت باقلام اجنبية، ثم جُمعت ووثُقت في هذا الكتاب الذي يُوزع في مختلف المعارض والفعاليات والنشاطات الخارجية التي تشارك بها الوزارة.

تكريم الاعلاميين في المهرجان

وحرصت وزارة السياحة في كل عام على تكريم الاعلاميين الاجانب والعرب الذين كتبوا وصُوروا اروع ما شاهدوا في سورية، فطرحت مسابقة سنوية ترافق حفل ختام المهرجان بشكل دوري لاختيار افضل مقال صحفي واعمق فيلم وثائقي، حيث كرّمت عددا كبيرا من الاعلاميين الذين شاركوا في دورات المهرجان وفازوا بالمسابقة.