رمز الخبر: ۱۶۳۸۴
تأريخ النشر: 19:29 - 12 October 2009
عصرايران - الجزيره - فاجأت حركة طالبان باكستان الجميع باقتحامها مقر قيادة الجيش في مدينة روالبندي، فضلا عن تمكن المهاجمين من احتجاز 39 رهينة لمدة 22 ساعة، وهو ما رأي فيه محللون سياسيون رسالة تحذير من الحركة وتأكيدا على قدرتها على المواجهة.
 
وجاء الهجوم بينما كان الجيش يستعد لشن عملية عسكرية على معاقل طالبان جنوب وزيرستان، لكن الحركة استبقت الحدث وقدمت عرضا جريئا في قلب مقر الجيش.

رسالة دموية

المحلل السياسي علي مهر يقول بأن طالبان وعبر هجومها قد أرسلت رسالة للجيش والحكومة مفادها بأنها قادرة على الضرب في أي مكان مهما كانت تحصيناته الأمنية.
 
وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت أن هذه الرسالة كانت استباقية وتحمل بين طياتها التحذير من عواقب دخول الجيش جنوب وزيرستان، معتبرا أن الرسالة وصلت للجهات المعنية وبكل وضوح.
 
ووصف مهر ما حدث في مقر الجيش بأنه فشل استخباراتي أكثر منه أمني، مشيرا إلى أن حكومة حزب الشعب الحالية قد قطعت كافة الاتصالات مع حركة طالبان على اعتبار أنها عدو، وهذا كان خطأ كبيرا.
 
وحذر من تبعات الهجوم على مقر الجيش على الصعيد الدولي، مشيرا إلى أن تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عقب العملية أن السلاح النووي الباكستاني لا يزال في أيد أمينة هو مجرد مجاملة إعلامية تحمل رسالة معاكسة، وأن الهند قد تستغل ما حدث للضغط على باكستان عبر المجتمع الدولي لضرب بعض الجماعات الباكستانية.
 
يُشار إلى أن الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني قد هنآ قائد الجيش الجنرال إشفاق كياني على نجاح عملية الاقتحام وتخليص الرهائن بأقل الخسائر، بينما أشارت صحف باكستانية إلى أن مخطط المهاجمين كان يرمي إلى أسر جنرالات بهدف المقايضة بهم وتحقيق بعض المطالب.
 
عرض مفاجئ

من جهته اعتبر المحلل السياسي طاهر خان أن حركة طالبان قد فاجأت الجميع، مضيفا بأن الهجوم قد أثبت صحة ادعاء زعيم حركة طالبان حكيم الله محسود بأنه رجل المفاجآت.
 
وبينما أشار خان إلى نجاح عملية التحرير فإنه وفي المقابل أوضح للجزيرة نت أن بقاء 39 رهينة قيد الاحتجاز عشرين ساعة في قلب مقر الجيش قد وضع الجيش ومصداقية قدراته أمام علامة استفهام، وفيما يتعلق برد الفعل يقول خان بأن الجيش لم يعد أمامه سوى شن عملية جنوب وزيرستان وأنها لن تكون بالمهمة السهلة.
 
حركة طالبان وعلى لسان الناطق باسمها طارق أعظم وصفت ما حدث بأنه مجرد هدية، ومقدمة لسلسلة من العمليات تعتزم الحركة تنفيذها قريبا.
 
 وأوضح المتحدث بأن ما وصفها بمجموعة البنجاب هي من قامت بتنفيذ الهجوم على مقر الجيش.

ميزان القوة

ويرى مدير معهد الدراسات السياسية في إسلام آباد خالد رحمن بأن اقتحام مقر الجيش يصعب أخذه كدليل على قوة طالبان وضعف قدرات الجيش، مشيرا في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن من أراد التضحية بروحه فلن تقف أمامه أية حواجز.
 
كما أكد أن الضعف لا يكمن في مقدرة الجيش بل في سياسة باكستان ككل، مشيرا إلى أن الحكومة تريد بناء علاقة تحالف مع الولايات المتحدة مهما بلغت التكلفة رغم رفض الشعب الباكستاني لهذا النوع من العلاقة.
 
وأشار رئيس معهد الدراسات السياسية إلى أن ذلك أدى إلى نقل معركة أفغانستان إلى باكستان.
 
وخلص إلى القول "إذا كانت أميركا ولثماني سنوات قد فشلت في حربها ضد طالبان أفغانستان، فإن باكستان لن تنجح في خوض معركة جنوب وزيرستان إذا ما شنتها، ولا بديل عن الحوار والجلوس مع طالبان على طاولة المفاوضات".