رمز الخبر: ۱۶۳۹۴
تأريخ النشر: 19:43 - 12 October 2009

عصرايران - الجزيره - اختتمت في متحف الفن الإسلامي بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم أعمال مؤتمر حمل عنوان "الشراكة في تعليم الفن: المتحف والمدرسة والمجتمع"، الذي أقيم على مدى يومين بمناسبة افتتاح مركز التعليم في المتحف وتناول بناء الجسور بين المجتمع والمتحف.
 
ولخص المدير التنفيذي لهيئة متاحف قطر الدكتور روجر ماندل في كلمة له القضايا المتعلقة بكيفية تواصل المجتمع مع المتاحف وأبرز الصعوبات التي تواجهها، واستعرض الحلول لتخطيها.
 
وضرب أمثلة على تلك الحلول بتوظيف التكنولوجيا الحديثة وتقديم المنح الدراسية، وبين أهمية تأسيس علاقات بين الأكاديميين والمهتمين بالفنون في سبيل تحقيق تفاعل بناء بين المتاحف والمجتمعات.
 
من جانبها أشارت الدكتورة نان فريمان -وهي أكاديمية متخصصة بالفنون من متحف بوسطن في الولايات المتحدة- إلى أهمية مبادرات متحف الفن الإسلامي الساعية لتعزيز قيمة الموروث الفني الإسلامي لدى الأجيال القادمة وزيادة وعيهم بانتمائهم الثقافي ليمارسوا دورا فعالا في الحضارة الإنسانية.
 
ودعت في محاضرة بعنوان "الضرورة التعليمية للمتاحف المتخصصة بالفن والثقافة في العالم الإسلامي" إلى ضرورة مواجهة الأفكار السلبية والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمنتشرة في الغرب.
 
وتحدثت فريمان عن أهمية المتاحف في التنمية البشرية عبر تنمية قدرات الإنسان وتوسيع مداركه، فالمتحف -وفق ما تقول- هو المكان الوحيد الذي يجمع القطع الفنية ذات القيمة العالية تحت سقف واحد فيُلهم الفرد ويدفعه لإنماء شخصيته ويعتز بهويته وتراثه.
 
 دور المكتبات


أما الدكتورة سهير الوسطوي من مكتبة الإسكندرية فأشارت في محاضرة لها إلى أهمية المكتبات الفنية ودورها في المجتمع، وتحدثت عن تطور المكتبات وطرق عرضها للمعلومات والوسائل التكنولوجية الحديثة التي ساهمت في تسهيل عمل المكتبات وإتاحة الفرصة للجمهور للاستفادة مما تقدمه المكتبات.
 
كما تناولت دور التكنولوجيا الحديثة ورقمنة المكتبات في تعزيز دورها الثقافي في المجتمع، وتطوير عملية الحفاظ على الآثار والكنوز الثقافية، حيث أصبح بإمكان الفرد أن يتفحص المقتنيات الأثرية عبر شبكة الإنترنت.
 
واعتبرت أنه كان لهذا التطور أثر إيجابي في زيادة عدد زوار المكتبات والمؤسسات الثقافية والمتاحف وليس العكس كما يعتقد.
 
وضربت أمثلة على التطبيقات التكنولوجية في البحوث العلمية التي تتعلق بالفن كقواعد البيانات الموجودة على الإنترنت وما تسهله للباحثين من أجل التواصل وتبادل الأفكار، وألمحت إلى أن المكتبة الفنية المستقبلية وما ستحتويه من أساليب عرض تستهدف كل حواس الإنسان.
 
تجربة خاصة
من ناحيته تطرق مدير متحف الفن الإسلامي الدكتور أوليفر واتسن بكلمته الختامية اليوم إلى تجربته الخاصة في المتاحف في لندن والتغيرات التي عاصرها في طرق عرض المقتنيات وجذب الجمهور إليها.
 
وتحدث واتسن عن مبنى متحف الفن الإسلامي ووصفه بأنه مبنى حداثي ينتمي للقرن الحادي والعشرين ويناسب المكان والمناخ المحيط به.
 
يشار إلى أن مؤتمر "الشراكة في تعليم الفن: المتحف والمدرسة والمجتمع" افتتحه أمس نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نيابة عن رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني.
 
وقد أعرب عن تطلعه إلى أن يكون المركز التعليمي الملحق بالمتحف مركزا لأبحاث الفن الإسلامي وأن يحفز عبر أنشطته المتنوعة المنتسبين على استكشاف عبقرية الحضارة الإسلامية واستلهام القيم الفنية للموروث الفني الإسلامي وإشاعته في الوجدان.
 
وكان المدير العام لهيئة متاحف قطر عبد الله النجار قال في كلمته الافتتاحية إن المؤتمر يسعى إلى طرح مفاهيم وأساليب حديثة للمساهمة في تطوير تعليم الفن في قطر.
 
وافتتح السبت الماضي مركز التعليم بمتحف الفن الإسلامي تحت شعار "فن التعلم"، وذلك بهدف تثقيف أفراد المجتمع وتوعية الأجيال بقيمة الحضارة الإسلامية وما قدمته للإنسانية من أعمال فنية على مدى 1400 عام.