رمز الخبر: ۱۶۴۰۵
تأريخ النشر: 09:49 - 13 October 2009
مصیب نعیمی
عصرایران - وصف الرئيس احمدي نجاد المباحثات التي جرت مع الدول الست في جنيف بالإيجابية، وانه ليست هناك من مشكلة لاستئنافها، مؤكداً ان اخفاق مثل هذه المباحثات ومحاولة فرض عقوبات على ايران ستكون أكثر اضرارا بالغرب منه بإيران.

وتصريح رئيس الجمهورية هذا الذي جاء في مقابلة متلفزة مساء الأحد، يؤكد موقف ايران الثابت في الموضوع النووي واستقلالية قرار طهران. وهو ما اعترف به الجانب الآخر، الذي حاول كثيراً قبل هذا، الايحاء بأن ايران تسعى إلى السلاح الذري ولازال يطلق مزاعمه هذه احياناً على خلفية ان الغرب عامة لا يرتاح لتقدم الدول الأخرى، خاصة الشرق أوسطية، في النواحي العلمية والتقنية، نظراً لأن ذلك يترك تأثيراً كبيراً على الكيان الصهيوني الذي يعد بمثابة البيدق الذي يخدم المصالح الغربية في المنطقة.

ولهذا نرى غالبية الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي اضطرت في الاونة الأخيرة للتراجع الى حد ما، تتحدث بلغة استعلائية وتنطوي على التهديد، حينما يتعلق الأمر بدولة ترفض الامتثال لمنطق القوة والغطرسة، وهي لغة أثبتت فشلها الذريع، خاصة في مخاطبة ايران. ممّا دفع ببعض الدول في ضوء موقف طهران الثابت، الى الإعلان عن استعدادها لتأمين الوقود النووي لمفاعلات ايران، وهو ما يعني الاعتراف بالواقع النووي الايراني. بحيث ان رئيس الجمهورية أعلن عن استعداد طهران لتوريد هذا الوقود حتى من الولايات المتحدة، وهو ما يثبت الشفافية في التعامل الإيراني مع الآخرين، ان كانوا يضعون هذا بعين الاعتبار.

وهذا ما يدفع الى التساؤل عما إذا كان إعلان بعض الدول عن استعدادها تزويد ايران بالوقود، مؤشراً على ان التعاطي بالنسبة للملف النووي الايراني سيختلف عما كان عليه في الفترة الماضية.
يدل على ذلك إعلان مجموعة الست عن رغبتها بتزويد مفاعل طهران للأبحاث بالوقود، وهو اعتراف ضمني بحق ايران في التخصيب بنسبة منخفضة، بعد ان كانت هذه المجموعة تمتنع سابقاً حتى عن الحديث عن مثل هذا الموضوع.

ان موقف ايران في ملفها النووي وقناعتها بحقها المشروع في امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية، هما اللذان دفعا بالجانب الآخر الى إبداء المرونة إلى حد ما في تعنته والتراجع عن موقفه الرافض، والاعتراف بحق ايران، وهذه بداية قد تزيد وضوحاً في الاجتماع اللاحق الذي سيعقد في الـ 19 من الشهر الجاري في فيينا بين ايران ومجموعة الست لبحث آلية تأمين الوقود لمفاعلات ايران التي أعلنت غير مرة ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشرف على نشاطاتها السلمية، وأكدت ان سياسات الغرب لم تكن مجدية تجاه طهران، التي أثبتت عدم رضوخها للضغوط.