رمز الخبر: ۱۶۴۴۰
تأريخ النشر: 08:47 - 15 October 2009
الشرق الاوسط - كذّبت إدارة المستشفى الإيراني في اليمن الأنباء التي تحدثت عن أن إغلاق المستشفى يرجع إلى معلومات حول استخدامه كواجهة للقيام بأنشطة استخباراتية في اليمن لصالح إيران، أو تقديم الدعم الإيراني بواسطته إلى المتمردين الحوثيين في شمال اليمن.

وضحك الدكتور جهان جير كريمي، نائب مديرة المستشفى، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، عند سؤاله حول ردهم على تلك الاتهامات، وقال إن هذا «كلام كذب»، وإن طاقم الأطباء الإيرانيين في المستشفى قليل جدا مقارنة بالأطباء والممرضين اليمنيين.

وحول الأسباب التي طرحتها الحكومة اليمنية والتي تفيد بأن إدارة المستشفى لم تدفع إيجارات المبنى والتي تراكمت لتصل إلى أكثر من 27 مليون ريال يمني (135 ألف دولار أميركي تقريبا)، قال د.كريمي إن هذه المعلومات غير صحيحة، وإنهم، في إدارة المستشفى، لم يتلقوا أي رسالة رسمية (مكتوبة) تتعلق بهذه الطروحات الرسمية.. مشيرا إلى أنهم لا يرتبطون بأي علاقة بوزارة الأوقاف اليمنية التي تمتلك المبنى، وإنما علاقتهم المباشرة هي بأمانة العاصمة (بلدية صنعاء). وقال إن إنشاء المستشفى تم في ضوء (بروتوكول) بين الحكومتين الإيرانية واليمنية، وإن لديهم عقد إيجار يمتد لعشرين عاما، اعتبارا من عام 2004 م، «ولا نعرف الأوقاف، والمبنى كان مخربا من الداخل تماما وجرى إصلاحه بالكامل على حساب إيران».

وتجنب الطبيب الإيراني الرد على سؤال «الشرق الأوسط» عما إذا كانوا يدفعون الإيجار الشهري وكم تبلغ قيمته، وذلك بالرد والتأكيد على أنه «لا توجد لدينا أي مشكلة إطلاقا»، وأن «لدينا بروتوكولا وعقد إيجار يمتد لعشرين عاما»، مطالبا بتقديم دليل واحد على صحة ما طرحته الحكومة اليمنية حول تخلف إدارة المستشفى عن دفع الالتزامات المالية التي عليها، مؤكدا أن السلطات الإيرانية ستقوم بالتواصل مع نظيرتها اليمنية لمعالجة هذه المشكلة، التي تمنى أن تنتهي.

وأغلقت السلطات اليمنية، أول من أمس، المستشفى الإيراني بصنعاء على خلفية أسباب معلنة رسميا تتعلق بتراكم إيجارات المبنى، في حين رجحت بعض التسريبات أن الأمر يرجع إلى اعتقاد رسمي يمني بأن المستشفى يقوم «بدور مشبوه»، ويعد واجهة للقيام بأنشطة استخباراتية وغيرها.

وقالت مصادر طبية في المستشفى لـ«الشرق الأوسط» إن بالمستشفى 60 سرير رقود، وأربع غرف عمليات، وست غرف عناية مركزة (إنعاش)، مع تفاوت عدد الحالات اليومية التي يستقبلها المستشفى الذي يقدم خدماته الطبية بمبالغ رمزية للمرضى، مؤكدة أنه «مستشفى كبير».

وكان مصدر في وزارة الأوقاف اليمنية أكد، في تصريحات نشرتها «الشرق الأوسط» أمس، أن أمانة العاصمة اليمنية (صنعاء) تخلفت منذ عامين عن دفع إيجارات مبنى المستشفى المملوك للوزارة، وأنه لا علاقة للوزارة بالسياسة.

ويرجع مراقبون ومحللون يمنيون إقدام الحكومة اليمنية على هذه الخطوة، إلى «مزيد من التوتر في العلاقات اليمنية ـ الإيرانية»، خاصة في ظل تصاعد الحرب الدائرة في محافظتي صعدة ومديرية حرف سفيان، بمحافظة عمران، بشمال البلاد.

ومرت العلاقات بين صنعاء وطهران بمراحل كثيرة من التوتر جراء التمرد الحوثي، حيث اتهم الكثير من المسؤولين اليمنيين جهات إيرانية كثيرة بدعم الحوثيين، وما زاد توتير العلاقات مع اندلاع الحرب السادسة في الثاني عشر من أغسطس (آب) الماضي هو الدعم الإيراني الإعلامي اللامحدود للحوثيين على حساب الحكومة اليمنية.