رمز الخبر: ۱۶۴۹۶
تأريخ النشر: 20:17 - 16 October 2009

عصرايران - الجزيره - اختتمت مساء الخميس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ندوة دولية شارك فيها خبراء وصحفيون مهتمون بشؤون البيئة من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وناقشت مخاطر التغير المناخي التي تواجه دول العالم، وسبل توحيد رؤية دول الجنوب في مؤتمر البيئة العالمي الذي سيعقد في كوبنهاغن بالدانمارك نهاية العام الجاري.
 
نظمت الندوة التي تأتي تحضيرا للمؤتمر العالمي، الشبكة الأفريقية لصحفيي البيئة التي تضم أكثر من 600 صحفي من 44 بلدا أفريقيا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبالتنسيق مع الحكومة الموريتانية.
 
وناقش المشاركون في الندوة على مدى يومين الوسائل الكفيلة بخفض ظاهرة الانحباس الحراري وتقليل آثارها الضارة ومخاطرها على العالم الثالث، ودور وسائل الإعلام بدول الجنوب في التصدي للمخاطر البيئية المحدقة، وتعزيز الروابط بين الخبراء وقادة العالم الثالث ومفاوضيهم في مؤتمر كوبنهاغن تمهيدا للدفع نحو تبني إجراءات منصفة وعادلة بحق دول الجنوب، وضامنة في الوقت نفسه لحماية العالم من أخطار الانحباس الحراري.
 
وخلصت الندوة إلى اقتراح رؤية يسعى المشاركون لإقناع قادة ومفاوضي دول الجنوب إلى تبنيها في مؤتمر كوبنهاغن، بحيث "تكون البلدان النامية في أتم الاستعداد لهذه المفاوضات"، كما يجب أيضا أن تستخدم جميع الوسائل وجميع الطاقات لأن كوبنهاغن هو الموعد الحاسم بالنسبة لمستقبل الكوكب الأرضي، حسب رأيهم.
 
الضحية الأولى


ورغم أن العالم كله يعاني حاليا وسيعاني مستقبلا من تأثير التغيرات المناخية، فإن رئيس الشبكة الأفريقية لصحفيي البيئة سيدي المختار ولد الشيكر يرى أن بلدان الجنوب في قارات أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا ستبقى هي الأكثر تضررا والأعمق تأثرا لأنها الأقل وسائل والأضعف حماية.
 
ودعا ولد الشيكر الدول الصناعية الكبرى للاضطلاع بمسؤولياتها في معالجة أزمة التغيرات المناخية، ولإبداء مرونة أكثر في مؤتمر نهاية العام الجاري لأنها من يتحمل المسؤولية الكاملة عن أزمة التغير المناخي.
 

وعلى غرار ولد الشيكر حمّل عبد العلي توكلي (خبير إيراني من مؤسسة أفران مشارك في الندوة) في حديثه للجزيرة نت الدول الصناعية الكبرى مسؤولية الانبعاثات الحرارية، "رغم أن هذه الدول تحاول دائما وفي كل الملتقيات الدولية ذات الصلة التنصل من مسؤولياتها"، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية رفضت المصادقة على اتفاقية كيوتو لأنها لا تساوي بين أميركا ودول أخرى لا تزال في طور النمو، و"هذا حيف وجور".
 
واعتبر أنه من الضروري أن تتمسك دول الجنوب بموقف موحد ومنسق في مؤتمر المناخ القادم وإلا فإن حقوقها ستضيع وسيضيع معها الكوكب الأرضي في نهاية المطاف، وذلك طبقا للرؤية التي اتفق عليها المشاركون في الندوة والتي سيوزعونها على قادة ومفاوضي دول القارات الثلاث.
 
آمال وتوقعات

وبشأن التوقعات والآمال التي يعقدها المشاركون في هذه الندوة على مؤتمر كوبنهاغن، قال الصحفي البيئي بون آني موتومونا من الكونغو برازافيل للجزيرة نت إن الأمل الأكبر بالنسبة لهم هو أن يستطيع المؤتمر إقناع سكان الكوكب الأرضي بأنهم في خطر وأنهم باتوا أكثر من أي وقت مضى عرضة للفناء والزوال إذا لم يتم التحكم في مستوى الانبعاثات الحرارية، وهذا ما تهدف هذه الندوة إلى تأكيده على الأقل على مستوى دول الجنوب.
 
وأضاف أن من مطالب المشاركين في الندوة أيضا إلى المؤتمر القادم، دعم الدول التي توجد بها الغابات لأنها تمثل رئة الأرض، ولأنه بدون مساعدتها قد لا تستطيع المحافظة على هذه الغابات التي تشكل صمام أمان ضد الكثير من الأخطار البيئية.
 
وأشار إلى أن من ضمن التوصيات التي سترفعها الندوة لمؤتمر كوبنهاغن، ضرورة نقص مستوى الانبعاثات بنسبة 40% مقارنة بالعام 1990، وليس 20% كما تطالب بعض الدول الغربية.
 
وخلص إلى أنه "إذا كان السلام قد بات الشغل الشاغل لسياسيي العالم فإن السلام الحقيقي ليس فقط في اختفاء الحروب والنزاعات، بل وهذا هو الأهم أن يتمكن سكان هذا الكوكب من العيش فيه بأمان، والاستفادة من خيراته الوارفة، في بيئة نظيفة وآمنة".