رمز الخبر: ۱۶۶۳۸
تأريخ النشر: 13:44 - 19 October 2009
عصرایران - افادت الاحصائيات مؤخرا ان المسلمين بلغوا ربع سكان المعمورة وبالارقام اصبح عددهم يزيد عن 1.6 مليار نسمة .. كما اكد «منتدى بيو للأديان والحياة العامة»، أي نحو 23 % من سكان العالم البالغ عددهم هذا العام 6.8 مليار نسمة. وأشارت الدراسة إلى أن 60 % من المسلمين يعيشون في قارة آسيا.

والمثير أن الهند، التي ينتمي غالبية سكانها إلى الهندوسية، يزيد عدد المسلمين فيها عن أي دولة أخرى، فيما عدا إندونيسيا وباكستان، ويفوق عدد مسلميها ضعفي مسلمي مصر. وبالمثل، تزيد أعداد المسلمين في الصين عن مسلمي سورية. كما تتجاوز أعداد مسلمي ألمانيا أعداد نظرائهم في لبنان. علاوة على ذلك، تزيد أعداد المسلمين في روسيا على أعداد مسلمي الأردن وليبيا معا. وخلص باحثو «معهد بيو» الأميركي، ومقره واشنطن، إلى أن ما يزيد قليلا على نصف سكان نيجيريا ينتمون إلى الإسلام.

أورد هذه الارقام والتصنيفات لنكتشف كم هو امتداد الاسلام مهما وحيويا في اسيا واوروبا ..فلقد اصبح اهل الاسلام هم الكتلة السكانية الثانية من حيث العدد في اوروبا ..وكذلك الحال في الولايات المتحدة الامريكية ..وذلك يعني ان الاسلام قوة ديمغرافية مهمة رغم ان لا فائدة منها الان لمصلحة الامة وقضاياها المتعددة والمعقدة.

ان الولايات المتحدة الامريكية والغرب الراسمالي يشنان الحرب علينا منذ عقود من الزمن احتلالات وحصارات وقتل ومؤامرت وتدخلات في شئوننا الداخلية ..وجاء النفط نعمة ونقمة من الله لهذه الامة ..نحن نتخيل انه بدون النفط كيف كان يعيش اهل الخليج مثلا ..على الشظف والحاجة والدوران على ابواب الحاكم العسكري الاجنبي حتى فجرت الارض ينابيعها نفطا احال حياة العرب الخليجيين اهل السفر في البحر لاشهر بعيدا عن النساء والاولاد الى حياة رغيدة.. فيما بقي كثير من ابناء الاسلام في فقر وجوع في مصر والهند والصومال وافريقيا وغيرها من البلدان.

المسلمون اليوم ليسوا اكثر الامم تخلفا او جوعا او جهلا ولكنهم اكثرهم عدم اكتراث بحاضرهم ومستقبلهم..انهم يبددون طاقاتهم وقدراتهم كما بددوا رسالتهم وثقافتها وبددوا ابناءهم على بلاد الناس .

انهم اليوم غثاء امام ماساة العراق وامام ماساة الصومال وامام ماساة افغانستان وامام ماساة باكستان وامام قضية فلسطين والمسجد الاقصى..وامام المؤامرات على ايران انهم غثاء امام جوع المسلمين وجهلهم وانتشار التخلف فيهم.. هذا فضلا عن دورهم الغائب على الصعيد الانساني فمتى يصبح هذا العدد ذا قيمة في الصراع الدائر؟؟ انه فقط عندما تؤتى هذه الامة قيادة حكيمة تدرك الظرف المحلي والدولي وتتقدم بما يرضى الله ويسعد الامة.

ان هناك فراغ مذهل في خريطة النفوذ الدولي والصراعات القائمة على وجه البسيطة والتي تنتمي كلها الى نزعات عنصرية قومية او طبقية او دينية ..ورغم وجود المسلمين البارز على خريطة الكرة الارضية ورغم وجود امكانات مهمة بين ايديهم الا انهم لم يلتفتوا الى قيمة وجودهم في الصراع بل لقد دخلوا كثيرا من المعارك نيابة عن الاعداء في معارك لامصلحة حقيقية لهم فيها وسكبوا من الدماء العزيزة لكي تنتهي المعارك بتسيد الامريكان على العالم ..لقد كان المسلمون لعقود عديدة مطية للاستعمار الامبريالي الغربي وقد جند الاعداء طاقات الامة في معاركهم..ولازلنا نرى كيف اصبح المسلمون من ينقذ الاقتصاد الراسمالي من الانهيار بتطوع البعض بالانفاق على مصانع الولايات المتحدة المنهارة تحت غطاء شراء العتاد العسكري بعشرات المليارات من الدولارات ونحن نعرف الى اين تذهب؟

ان المسلمين قادرون ان يشكلوا كتلة مستقلة بمصالح استراتيجية حقيقية ترجع بالخير على الامة في كرامتها وحقوقها وهنا فقط يصبح الاتجاه الصحيح للافكار والسياسات واي جهد لايصب في هذه المحصلة انما هو جهد قاصر وغبي لايدرك حجم المؤامرات ولايدرك ما باليد من قوة.ش