رمز الخبر: ۱۶۶۵۹
تأريخ النشر: 10:04 - 20 October 2009
عصرایران - (رويترز) - قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المحادثات بين ايران وقوى عالمية حول اتفاق لتهدئة المخاوف ازاء برنامج طهران النووي بدأ بداية جيدة يوم الاثنين رغم ورود تقارير عن رفض ايران للتفاوض مع فرنسا.

ويتيح اجتماع فيينا الذي تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول فرصة للبناء على مقترحات طرحت في اجتماع رفيع المستوى في جنيف في أول اكتوبر تشرين الاول لنزع فتيل الازمة بشأن الشكوك في أن برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم يهدف سرا الى تطوير اسلحة نووية.

ووافقت ايران حينها على السماح لعمليات تفتيش تجريها الامم المتحدة في موقع نووي لم تكشف عن مكانه حتى الان كما وافقت من حيث المبدأ على ارسال يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لتحويله الى وقود لمفاعل في طهران ينتج نظائر تستخدم في أغراض طبية.

ويأمل الغرب في أن تقلل تلك الخطوة من مخاطر تخصيب ايران لليورانيوم الى معدلات نقاء أعلى مناسبة لصناعة قنابل.

وقال البرادعي للصحفيين في فيينا يوم الاثنين "بدأنا بداية جيدة. كان اجتماعا بناء. ناقشنا معظم الموضوعات الفنية. سنستأنف الاجتماع في العاشرة من صباح الغد."

واتفق علي أصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ملاحظات البرادعي وقال انه يتحدث نيابة عن طهران.

وبدأ الاجتماع بين مسؤولين من ايران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا بعد فترة وجيزة من اعلان التلفزيون الايراني الرسمي أن طهران لن تتعامل بشكل مباشر مع فرنسا لانها لم تلتزم بتوريد "مواد نووية" في الماضي.

لكن دبلوماسيا غربيا كبيرا مقربا من المحادثات قال ان الوفد الايراني اندمج مع جميع الوفود الاخرى المشاركة يوم الاثنين وان ليس هناك أساس " لنشر رسالة من التشاؤم والكابة حول الاجتماع."

"كل من اجتمعوا حول الطاولة أوضحوا نقاطهم واستمعوا لبعضهم البعض. من المبكر للغاية الاعلان عن نتيجة. لكن لا يوجد ما يمنع ان تمضي المحادثات للامام اخيرا."

ولكن ايران التي تقول انها تخصب اليورانيوم لاستخدامات توليد الكهرباء فقط تحدثت بلهجة تحدي قبل الاجتماع.

وقال علي شيرزاديان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الايرانية انه لن يكون من "المجدي اقتصاديا" بالنسبة لايران ان تزيد بنفسها تنقية اليورانيوم منخفض التخصيب لانتاج ما بين 150 و300 كيلوجرام تحتاجها للمفاعل لكنها ستفعل ذلك اذا لم تحقق محادثات فيينا "النتائج المرغوبة في ايران".

وأفلتت ايران من التعرض لعقوبات دولية أكثر صرامة بابدائها اشارات للتعاون في جنيف.

غير ان ايران لم ترسل الى محادثات فيينا سوى وفد فني منخفض المستوى بقيادة سفيرها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدلا من رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية الامر الذي يشير الى انها قد لا تكون مستعدة للتوصل الى اتفاق نهائي هذا الاسبوع كما ترغب القوى الست.

ونفت ايران ايضا ما قاله دبلوماسيون غربيون من أنها وافقت بشكل أولي على الجوانب الرئيسية لمقترحات جنيف.

وقال دبلوماسيون غربيون ان ايران أشارت في جنيف الى انها مستعدة لشحن نحو ثلاثة ارباع مخزونها المعلن من اليورانيوم المخصب الى درجة خمسة في المئة الى روسيا ليتم تنقيته الى درجة 19.7 في المئة ثم الى فرنسا لتحويله الى قضبان وقود.

وسيكون اليورانيوم الناتج مقاوما للمزيد من التخصيب. ويستخدم اليورانيوم منخفض التخصيب لتشغيل محطات الطاقة النووية المدنية.

ويريد المفاوضون الغربيون ان ترسل ايران الى الخارج 1.2 طن من الكميات المتراكمة من اليورانيوم منخفض التخصيب في شحنة واحدة بنهاية العام الحالي.

وسيتيح ذلك للقوى العالمية مزيدا من الوقت للتفاوض على اجراءات ايرانية أخرى مثل تجميد نمو عمليات التخصيب والسماح بعمليات تفتيش دون معوقات في مقابل مزايا تجارية معروضة على ايران منذ عام 2006.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ايان كيلي في واشنطن " انها بداية جيدة لكني اعتقد اننا لا نزال بحاجة لكي.. نجلس وننتهي من كثير من التفاصيل بشأن كيف سننفذ هذا الاتفاق بالفعل."

وسئل عن موقف الايرانيين من المحادثات فقال كيلي "اعتقد انه مؤشر جيد انهم وافقوا على اللقاء مجددا غدا."

وقال الدبلوماسي الغربي "من المفترض أن تنتهي محادثات هذا الاسبوع بابرام الاتفاق."

وأضاف "لكن لاننا لم نجر مفاوضات حتى الان مع الايرانيين فقد تعيد الايام القليلة المقبلة فتح كثير مما كنا نتصور اننا توصلنا لاتفاق مبدئي بشأنه."

وليس لمخزونات ايران من اليورانيوم منخفض التخصيب استخدام مدني ظاهر اذ ان طهران ليس لديها بعد محطات توليد كهرباء تعمل بالطاقة النووية لكنها تكفي الان لصنع قنبلة نووية واحدة اذا اختارت ايران زيادة التخصيب الى مستوى انتاج السلاح النووي.

وقال شيرزاديان لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "توفير الوقود لمفاعل طهران يمثل اختبارا جيدا لمعرفة ما اذا كان الغرب يتعامل بنزاهة مع ايران." وقال ان برنامج ايران الذي يهدف لانتاج يورانيوم مخصب بنسبة خمسة في المئة سيستمر أيا كانت نتيجة المحادثات.

وقال "لن نتخلى أبدا عن حقنا (في تخصيب اليورانيوم)."

ويقول دبلوماسيون غربيون انه ينبغي لطهران في نهاية الامر ان تحد من برنامجها لتبدد المخاوف بشأن امكان زيادة تخصيب الكميات المتراكمة من اليورانيوم منخفض التخصيب الى درجة نقاء تصل الى 90 في المئة وهي الدرجة اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وتواجه ايران ضغطا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوى عالمية للحد من أنشطتها النووية والتزام الشفافية بسبب سجلها السابق من التغطية وفرض قيود مستمرة على وصول مفتشي الامم المتحدة.

(شارك في التغطية باريسا حافظي في طهران وسيلفيا فيستال في فيينا وديبوراه تشارلز في واشنطن)